الصحافة الورقية تُودِّع استمتعوا بهواتفكم الحقيرة

الصحافة الورقية تُودِّع.. استمتعوا بهواتفكم الحقيرة!

المغرب اليوم -

الصحافة الورقية تُودِّع استمتعوا بهواتفكم الحقيرة

بقلم - أسامة الرنتيسي

بغضب شديد؛ لم تجد صحيفة إكسبرس الأميركية عنوانا تُودِّع به قراءَها وهي تغادر عالم الصحافة الورقية من دون رجعة، إلا القول: “نتمنى أن تستمتعوا بهواتفكم الحقيرة”.

أحاول دائمًا أن لا أنقل جُل الحالة التشاؤمية التي تسكنني حول مستقبل الصحافة الورقية على أمل ان لا أزيد جو التشاؤم الذي يعيشه الزملاء في الصحف الورقية، لأني على قناعة (بكل تواضع) أن الصحافة الورقية تعيش في الربع ساعة الأخير إن لم تواكب استثمارها في الإعلام باستثمار في الإعلام الإلكتروني الحديث عبر روافع إعلامية أخرى حتى تساند إصدار الصحف الورقية، التي عليها أن تتخلص من عقلية التابوهات التي تسكن إداراتها ولا تريد ان تواكب التغيير.

الإعلام، ركن أساس من أركان الدولة، كما أنه ركن أساس من متطلبات الدخول في العالم الحديث، وهو أحد الروافع التي تمنح الدولة شهادات حسن سلوك من الدول الغربية والمنظمات العالمية المعنية بالحريات العامة والحريات الصحافية وحقوق الإنسان.

من أكبر الجهات الخاسرة في أزمة المعلمين والإضراب الطويل كانت الصحافة الورقية، لأنها لا تزال تعمل “تحت البنديرة” في التحشيد والتجييش، ولم تحاول أن تمسك العصا من المنتصف، وتبحث عن الموضوعية، مثلما فعلت وسائل الإعلام الأخرى، الفضائيات والمواقع الإلكترونية.

لنتحدث بصراحة ومن دون مجاملة، وبلا غضب من أحد، وبتواضع شديد، أقول: إن حالة الإعلام في الأردن بائسة، وأوضاع المؤسسات الإعلامية، خاصة الصحافة اليومية الورقية، كارثية، وقد لا تصمد كثيرا، في السنوات المقبلة، ليس فقط بسبب التطور التكنولوجي والثورة في مجال الاتصالات، والتقدم الهائل في الإعلام الحديث والإلكتروني، بل بسبب عوامل كثيرة، يعرفها الإعلاميون والصحافيون، كما يعرفها أكثر المستثمرين في الإعلام.

كلفة انتاج الإعلام الورقي أصبحت عالية جدا، يرافق ذلك تراجع في إيرادات الصحف من  الإعلان (الشريان الرئيسي في دعم الصحف) والاشتراكات والمبيعات.

سبب هذا التراجع واضح للعيان، فهناك أزمة اقتصادية طاحنة أثرت في المؤسسات الاقتصادية جميعها، فخفضت إعلاناتها الى ما دون النصف، وحوّلت مخصصات الإعلانات الى أبواب أخرى.

لكن أكثر ما يضغط على المؤسسات الإعلامية في ظل زيادة مصاريفها، وكلف نتاجها، نظرة الدولة لها، وعدم التفكير بأهمية غياب أصوات إعلامية عن الساحة المحلية، فالحكومات لم تقف يوما إزاء مسؤولياتها تُجاه الصحف، وعندما أُغلقت صحيفة “العرب اليوم” قالها رئيس الحكومة أنذاك بلا تردد: “كل واحد يخلع شوكه بيده”.

الأنكى من ذلك، أن الصحف لا تزال تتعامل مع الإعلان الحكومي بسعر هزيل، وقد لا يتجاوز سعر صفحة كاملة للإعلان الحكومي 200 دينار، برغم أن الإعلان التجاري يتجاوز عشرة أضعاف هذا السعر.

تعرف الحكومة والدولة أن الصحف في عملها، تُسهم في ترويج أعمال وقرارات وتوجهات الدولة بأجهزتها المختلفة، وقد يتجاوز هذا الـ 90 % من عملها، ألا تحتاج بعد كل هذا الى دعم مالي حتى لا تزداد عثراتها، وتصل الى مرحلة الضغط على كوادرها وإنهاء أعمالهم، كما تقوم بتقليص صفحاتها وأبوابها، وكميات الطباعة اليومية.

الدايم الله….

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحافة الورقية تُودِّع استمتعوا بهواتفكم الحقيرة الصحافة الورقية تُودِّع استمتعوا بهواتفكم الحقيرة



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية

GMT 15:10 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

شركة دودج تختبر محرك سيارتها تشالنجر 2019

GMT 19:15 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف النصري علي ردار فريق "ليغانيس" الإسباني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib