بقلم : جهاد الخازن
دونالد ترامب طرد جيمس كومي من رئاسة مكتب التحقيق الفيديرالي (أف بي آي) والسبب المعلن فشل تحقيق كومي في بريد منافسة ترامب على الرئاسة هيلاري كلينتون. كان ترامب حضّ كومي على التحقيق والآن يطرده بسببه.
السبب المعلن كاذب كأكثر تصريحات ترامب، فالرئيس الأميركي كان على علاقة مع روسيا، وهي عملت لفوزه بالرئاسة، فتدخلت في كل مرحلة من الحملة الانتخابية، ولا بد أنها تملك صوراً وتسجيلات له من زيارته موسكو مع ملكات الجمال والحسان الأخريات اللواتي أرسلن الى الفندق حيث حلّ.
هناك أكثر من تحقيق «أف بي آي» في علاقة ترامب مع روسيا، ولا بد أن الرئيس ترامب سيعين خلفاً لكومي من يمين الحزب الجمهوري لإجهاض التحقيق.
هل سينجح؟ هناك لجان عدة في الكونغرس تحقق في العلاقة. هذا الأسبوع شهد كلام سالي ياتس وجيمس كلابر، من أركان إدارة أوباما، أمام اللجنة الفرعية لشؤون القضاء في مجلس الشيوخ، وكانت لجنة القضاء استدعت كومي للشهادة أمامها الأسبوع الماضي فلعل ترامب قرر أن كلامه كان ضد الرئيس وإدارته واختار طرده.
هناك أيضاً طلبات لتشكيل لجنة خاصة من الكونغرس تحقق في العلاقة بين ترامب وروسيا. أكثر المطالبين باللجنة من الديموقراطيين، والجمهوريون في مجلسي الكونغرس غالبية ولا يريدون أي تحقيق مستقل في فضائح الإدارة. أيضاً وأيضاً الكونغرس كان شكل لجنة مستقلة للتحقيق في العلاقة الخاصة بين ترامب وروسيا وتدخل هذه في الانتخابات، إلا أن اللجنة لم تعقد جلسات ويرجح أن الجمهوريين يريدون وقفها.
ربما خرجت عن الموضوع في فقرة واحدة فهناك ضجة في الكونغرس والميديا الأميركية، لأن الرئيس ترامب انتظر 18 يوماً قبل طرد مايكل فلين من عمله مستشاراً للأمن القومي بعد ثبوت كذبه أمام الكونغرس عن علاقاته مع روسيا. كانت سالي ياتس، وزيرة العدل بالوكالة، أسرعت في 26 كانون الثاني (يناير) الى محامي البيت الأبيض وقالت له إن فلين قد يخضع لابتزاز روسي بسبب كذبه. في 15 شباط (فبراير) قال ترامب في مؤتمر صحافي، على رغم كل المعلومات المتوافرة له، إن فلين «رجل طيب».
أعود الى طرد جيمس كومي، وافتتاحية «نيويورك تايمز» اليوم (أكتب الأربعاء) تقول إن رئيس «أف بي آي» لم يُطرَد بسبب التحقيق في بريد كلينتون، بل لأنه كان يقود تحقيقاً كبيراً في علاقة ترامب مع روسيا. وكان ترامب مدح التحقيق خلال حملة الانتخابات والآن أصبحت إدارته تقول إن كومي تجاوز صلاحياته في التحقيق في بريد كلينتون وعقد مؤتمرات صحافية لا حق له بعقدها.
بين الافتتاحيات التي قرأتها واحدة عنوانها: ترامب يكذب مرة أخرى، وهذه المرة عن جيمس كومي. افتتاحية أخرى قالت: طرد كومي يجعل الواحد منا يريد أن يتقيأ. وقالت افتتاحية ثالثة: طرد كومي سيجعل الموجة ضد ترامب إعصاراً. وقرأت: مشكلة كومي تزيد غموض العلاقة مع روسيا. كان هناك أيضاً مَن عاد الى فضيحة ووترغيت، وتوقع أن يواجه ترامب فضيحة من حجم مماثل. ووترغيت أدت الى سقوط ريتشارد نيكسون، والكاتب يأمل على ما يبدو بمصير مماثل لترامب.
منذ فاز ترامب بالرئاسة وهناك حديث متكرر عن عزله. لا أرى أن هذا ممكن مع وجود غالبية جمهورية في مجلس النواب ومجلس الشيوخ. الانتخابات القادمة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2018 وتشمل كل مقاعد مجلس النواب وثلث مقاعد مجلس الشيوخ، ويبدو أن الديموقراطيين واثقون من الفوز والحصول على غالبية في المجلسَيْن.
هناك أسباب تجعلني أرجح صواب التفكير الديموقراطي، إلا أنني لا أستبعد مفاجأة أو تطورات سياسية تقلب المعادلة الحالية. أفضل أن ننتظر لنرى.