بقلم - جهاد الخازن
عندي ما يكفي لكتاب من حجم متوسط من أخبار الدول العربية، لكن أختار بعضاً منها اليوم.
البحرين اعتقلت امرأتين روسيتين وأعادتهما إلى بلادهما حيث اعتُقِلتا أيضاً، والتهمة أنهما تأتيان بشابات روسيات، خصوصاً من جبال الأورال حيث الفقر منتشر، للعمل في البحرين، ثم تُفرض عليهن ممارسة أعمال معيبة ويُضرَبن.
السلطات في البحرين تنبهت إلى وجود المرأتين الروسيتين بعد تحذير من الإنتربول، وهو ما أكدته وزارة الداخلية الروسية.
في أخبار البحرين الأخرى أن السلطات وجهت إلى الشيخ علي سلمان، من زعماء جمعية الوفاق المحظورة، والشيخ حسن سلطان، تهمة التواطؤ مع قطر لتنفيذ «أعمال عدائية» في البحرين. الادعاء أمر باعتقال سلمان وسلطان، والأول ينفذ حكماً بالسجن أربع سنوات بتهمة التحريض على الكراهية.
ثم هناك جماعة «أميركيون من أجل الديموقراطية في البحرين»، فأقول قبل أن أكمل إن أمثال هؤلاء الناس هم الذين يحاربون الديموقراطية في البحرين بولائهم الأجنبي المكشوف المفضوح. الجماعة تريد من الولايات المتحدة منع دخول الأمير ناصر بن حمد آل خليفة الولايات المتحدة مع أنه يحمل جواز سفر دبلوماسياً بزعم أنه عذّب السجناء خلال عمليات الاحتجاج سنة 2011. طبعاً العملاء في الولايات المتحدة لم يروا السجناء يعذَّبون وإنما نقلوا عنهم أو عن أسرهم، وهذا رهق.
في الأخبار الأخرى لا تزال قطر تنكر أي موقف عدائي أو سلبي من جاراتها العربيات، وتصر على أنها بريئة وأنهم مذنبون. هذا مستحيل، فهناك أربع دول عربية قطعت العلاقات مع قطر ما يعني أن الغالبية رأت ما يسوءها في تصرفات قطر.
السلطات القطرية تعالج كل صعوبة بالمال فعندها الكثير منه في بلد المواطنون فيه لا يتجاوزون 300 ألف. هي الآن تدفع للمواد الغذائية التي كانت تستوردها من المملكة العربية السعودية وغيرها أضعاف أضعاف الثمن الحقيقي لها، وتستورد البقر فيتوقع أن يصل عددها في الصيف المقبل إلى 14 ألف بقرة.
قطر تستضيف قوات أميركية في قاعدة العديد على حسابها، وهي استعاضت عن علاقاتها العربية بعلاقات مع إيران، وآخر ما قرأت أنها افتتحت مكتباً عسكرياً جديداً في واشنطن لتعكس عمق العلاقة الأمنية مع واشنطن. أسأل هل يمكن أن تختار الولايات المتحدة قطر، أو أن تفضّل العلاقة مع مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين؟ لا أريد جواباً فهو واضح. كانت قطر تعرضت لضغوط من الكونفيديرالية الدولية للنقابات العمالية ومنظمة العمل الدولية لأن العمال الأجانب فيها يُضطهدون ويعملون ساعات طويلة ومرتباتهم قليلة. قطر تجاوبت مع النقد وقدّمت وثيقة تعهدت فيها بفرض حدٍ أدنى للأجور والسماح بأن يراقب خبراء مستقلون الممارسات العمالية وإصلاح نظام الكفالة وغير ذلك كثير. كل هذا جميل ولكن يبقى التنفيذ.
الأخبار أفضل من الإمارات العربية المتحدة فهي تستعمل قوتها المالية والعسكرية لخدمة مصالح البلد. وقد لعبت دوراً مهماً في التحالف العربي في اليمن، وقبل ذلك في ليبيا وغيرها، وأقرأ أن موازنتها العسكرية في حدود 22.8 بليون دولار.
الإمارات تبرّعت بملايين الدولارات لمراكز بحث في الولايات المتحدة وغيرها، ولا بد أن هذا الاستثمار ينعكس في شكل إيجابي على مصالحها.
كل ما سبق لا يعني أنها تنسى واجبها العربي فقد كانت هناك بطولة جودو عالمية في الإمارات، ورفضت فرقة الموسيقى المحلية عزف النشيد الوطني الإسرائيلي، كما رفض مسؤولون إماراتيون الاعتراف بوجود إسرائيل في البطولة. هذا جميل ومتوقع من القيادة في الإمارات والشعب، فشكراً لهم.