بقلم : جهاد الخازن
معرفتي بولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد محدودة، إلا أن إعجابي بالشيخ زايد انتقل معظمه إلى ابنه الذي يقود بلاده في طريق الرخاء، وله علاقات خارجية من الولايات المتحدة إلى أوروبا وروسيا والصين، وأهم منها علاقاته العربية.
الشيخ محمد في الـ58 من عمره وهو يدير صندوقاً سيادياً يضم ١.٢ ترليون دولار، ما يجعله في مقدمة دول العالم كلها بالثروة المالية.
ما أستطيع أن أقول بثقة تامة عن الشيخ محمد إن له وجوداً في مناطق كثيرة من الشرق الأوسط، فللإمارات قوات خاصة في اليمن وليبيا والصومال وسيناء (بالتعاون مع مصر). هو حليف مهم للرئيس عبدالفتاح السيسي، وكان من قادة مقاطعة قطر، فالإمارات العربية المتحدة مع مصر والمملكة العربية السعودية والبحرين قطعت العلاقات الديبلوماسية مع قطر قبل سنتين ولا تزال على موقفها هذا منها.
الشيخ محمد له علاقات خارجية مهمة، ومنها العلاقة المباشرة مع إدارة دونالد ترامب، والعمل المشترك بين الإمارات والولايات المتحدة ضد الحوثيين في اليمن. الشيخ محمد أيضاً حليف مهم لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ولهما مواقف مشتركة من قضايا عربية ودولية.
أهم مما سبق في العلاقات الخارجية، أن الشيخ محمد بن زايد يؤيد قيام دولة فلسطينية مستقلة، وله اتصالات مباشرة مع مبعوث السلام الأميركي إلى الشرق الأوسط جاريد كوشنر، وهذا زوج إيفانكا ابنة دونالد ترامب.
الشيخ محمد يعتمد على صداقة بلاده مع الولايات المتحدة، وهو يجد أن هذه الصداقة قوية ومستمرة مع دونالد ترامب. قرأت أنه بعد احتلال العراق الكويت سنة ١٩٩١ ذهب الشيخ محمد إلى الولايات المتحدة ونجح في الحصول على ٨٠ مقاتلة من نوع إف -١٦، وأيضاً ٣٠ هليكوبتر مقاتلة من نوع أباتشي. القوات الإماراتية اليوم بين الأقوى في الشرق الأوسط، والشيخ محمد مع حلفائه داخل الجزء الغربي من الخليج ومصر وغيرها يواجه الأطماع الإيرانية بحزم وعزم كبيرين.
هناك هيئة استشارية أميركية يديرها ديبلوماسي سابق هو ريتشارد كلارك، وهذه تعمل فقط للإمارات ومصالحها. كلارك ومساعدوه يدافعون عن عمل الإمارات ويقولون إنه من أجل السلام، وللإمارات كما قرأت أخيراً قوات في العراق وكوسوفو والصومال وأفغانستان وليبيا، وكلها تعمل ضد «داعش» التي أراها هُزِمت ولن تعود إلى قوتها السابقة.
الحليف الأول للإمارات خارج السعودية ومصر هو الولايات المتحدة، والرئيس دونالد ترامب تحديداً، فالشيخ محمد نجح في الحصول على أحدث الأسلحة الأميركية للدفاع عن بلده والتدخل في بلدان أخرى لحماية مصالح الإمارات.
قرأت أن الإمارات شجعت روسيا على التدخل في الانتخابات الأميركية لصالح دونالد ترامب، ولم أرَ أدلة ثبوتية على هذا، فلعل أصل الخبر من جماعات تعارض العلاقة الوثيقة بين ولي عهد أبو ظبي والرئيس الأميركي.
ما أعرف عن الشيخ محمد بن زايد أنه إنسان متواضع، فقد وجدته «ابن أبيه» في تعامله مع الناس، وهو يدير بلداً أجده «ليبيرالياً» في تعامله مع شعبه ومع الدول الأخرى، ومع وجود النفط أتوقع للشيخ محمد وللإمارات مستقبلاً زاهراً في الخليج والمنطقة العربية والخارج حتى الولايات المتحدة. أكتب عما أعرف مباشرة ولا أحتاج إلى أدلة ثبوتية فهي موجودة لكل مَن له عينان.