بقلم - جهاد الخازن
الولايات المتحدة أقوى دولة في العالم. هذا رأيي وهناك ما يثبته. الرئيس دونالد ترامب أسوأ رئيس عرفته الولايات المتحدة. هذا ما طلعت به دراسات عن رؤساء الولايات المتحدة منذ جورج واشنطن في القرن التاسع عشر.
الرئيس ترامب اختار مايك بومبيو، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية ليخلف ريكس تيلرسون في وزارة الخارجية، والمتطرف جون بولتون ليخلف هـ. ر. ماكماستر مستشاراً للأمن القومي.
بومبيو وبولتون لا يصلحان للعمل في أي إدارة أميركية. بومبيو كان عضواً في الكونغرس وبعد التفجير في ماراثون بوسطن قال إن قادة الجماعات الإسلامية في الولايات المتحدة صمتوا إزاء التفجير. منظمات إسلامية كثيرة عقدت مؤتمرات صحافية ودانت التفجير علناً وكانت هناك صلوات في المساجد للضحايا والجرحى. بومبيو أبلِغ فوراً أنه أخطأ إلا أنه رفض أن يعتذر أو يصحح موقفه. بولتون إسرائيلي قبل أن يكون أميركياً وقد تابعت عمله سفيراً للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ووجدت أنه أحقر من رأيي السابق فيه.
ما سبق جزء من نشاط الرئيس ترامب في الأسابيع الأخيرة، فممثلة أفلام جنسية رفعت قضية لتستطيع الكلام عن «علاقتها» معه وكذلك فعلت عارضة في مجلة «بلاي بوي». هو هاجم مكتب التحقيق الفيديرالي (أف بي آي) ووزارة العدل وشن حرباً تجارية شملت بعض أصدقاء الولايات المتحدة. هو زاد الضرائب على منتجات صينية تصل إلى الولايات المتحدة وهي ردت بزيادة الضرائب على منتجات أميركية تباع في الصين. وهو يهدد الآن بضرائب إضافية، والصين ردت بأنها ستعامل الولايات المتحدة بالمثل. هو هنأ فلاديمير بوتين بالفوز بالرئاسة الروسية للمرة الرابعة ودعاه إلى زيارة البيت الأبيض، متجاهلاً أن روسيا سممت جاسوساً سابقاً في بريطانيا وأن الولايات المتحدة طردت 60 ديبلوماسياً روسياً رداً على هذه الجريمة. ترامب خسر أيضاً وزير قدامى المحاربين ومستشاره الأمني ديفيد شولكين، ولعله لم يدرك ذلك وهو يعين بولتون قربه مع أن هذا دعا مرة بعد مرة إلى تدمير كوريا الشمالية فيما ترامب يقبل اجتماعاً مع كيم جونغ أون.
ماكماستر لم يخرج منكَّس الرأس من الإدارة بل قال في خطاب إن الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة لا تفعل شيئاً لوقف العدوان الروسي، وأضاف أنه يجب منع الكرملين من التدخل في الانتخابات النصفية هذه السنة في الولايات المتحدة، كما فعل في انتخابات الرئاسة سنة 2016. ماكماستر رأى أن فلاديمير بوتين لا يشعر بأي ضغط عليه لذلك يواصل السياسة العدوانية نفسها.
في غضون ذلك، كتبت وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت مقالاً في «نيويورك تايمز» سألت فيه مَن سيوقف ترامب عن تصرفاته الحمقاء التي تضر بالولايات المتحدة قبل أن يزداد الضرر وتدفع البلاد الثمن.
لا أعتقد أن ترامب قرأ مقالها الطويل لأنه مشغول بشن حرب على جيف بيزوس رئيس أمازون الذي اشترى «واشنطن بوست»، وهذه جريدة أصدق أخبارها مع أن الرئيس يزعم أنها تنشر أخباراً كاذبة. ترامب اتهم أمازون بأنها لا تدفع ضرائب كافية لأن عندها «لوبي» قوي يدافع عنها.
أخيراً، الولايات المتحدة احتفلت بمرور نصف قرن على اغتيال مارتن لوثر كنغ، بطل حقوق الإنسان في الولايات المتحدة. دونالد ترامب سخر من المُثل التي بنى مارتن لوثر كنغ سمعته عليها. هذا يؤكد استفتاء للرأي العام نظمته وكالة «أسوشييتد برس» قبل شهرين وقال فيه 57 في المئة من الأميركيين إن ترامب عنصري. لو كنت أميركياً لقلت ما قالت غالبية الأميركيين.