بقلم - جهاد الخازن
حضرت قبل أسبوع مؤتمر الشراكة في العمل بين البحرين والمملكة المتحدة (بريطانيا) في لندن. هو ضم جلستين أدارهما أوليفر كورنوك، رئيس تحرير مجموعة الأعمال في أوكسفورد. الجلسة الأولى كانت عن الخروج من الاتحاد الأوروبي وأبعاد ذلك لفرص الأعمال بين البحرين وبريطانيا. والجلسة الثانية كانت عن الاستثمارات البحرينية في بريطانيا والبناء على قاعدة متينة.
جلسات العمل استمرت نحو ساعتين ثم استضاف سفير البحرين الشيخ فواز بن محمد آل خليفة حفلة استقبال استمرت ساعتين أخريين. وكان هناك حديث عن المال والأعمال بين بعض الذين شاركوا في جلستي العمل، وراجعت بعض ذكرياتي عن البحرين مع أصدقاء.
عرفت البحرين وأنا أودع المراهقة، فقد دعاني خالي إلى العمل شهرين في شركة يرأسها لآل القصيبي، وأعطاني في النهاية ثمن سيارة فولكسفاغن بعد أن قُبِلتُ في الجامعة الأميركية في بيروت. لم أعمل في الشركة التي يديرها خالي، بل في جريدتين بالإنكليزية والعربية فكان ذلك بدء عملي في الصحافة حتى اليوم.
أذكر الحاكم الشيخ سلمان بن حمد فقد كان لطيفاً مضيافاً يسلم على الناس من نافذة سيارته، كما عرفت الشيخ عيسى بعده، والأصدقاء مثله في عالم السياسة قلة. الملك حمد بن عيسى يدير شؤون البحرين الآن، وولي عهده الشيخ سلمان بن حمد، وأزعم أن صداقة تربطني بالملك وابنه، ولي مع كل منهما جلسات خاصة وحديث سياسي واقتصادي خصوصاً بعد 2011 والربيع العربي المزعوم.
كان يُفترَض بعد أن عاد الشيخ عيسى من العلاج في الولايات المتحدة أن أزوره في البحرين فقد وعدته بذلك عندما توقف في باريس قبل إكمال رحلته للعلاج. الشيخ عيسى توفي قبل أن أزوره كما اتفقنا، ولا أزال حتى اليوم آسف لأنني لم أعجّل بالزيارة.
الملك حمد بنى على صداقات بلاده مع بريطانيا والولايات المتحدة وغيرهما، وهو اليوم يشرف على بلد رائد في المال والأعمال، خصوصاً البنوك. كان الصديق نمير قيردار أسس بنك انفستكورب الذي اشترى تيفانيز وغوتشي وساكس فيفث افنيو وغيرها، والآن تقاعد أخونا نمير ولا نزال نراه في الأفراح والليالي الملاح مع أختنا زوجته ندى. أسماء الأصدقاء في البحرين قد تملأ جريدتنا هذه كلها، فأنتقل إلى يوم حضرت افتتاح سباق «الغران بري» في البحرين، وكنت مدعواً مع زوجتي وابنتي، وحضرت السباق مرات بعد ذلك. اليوم ينقل تلفزيون معارض للبحرين كلام كاتب بريطاني يحتج على تنظيم البحرين مباراة قادمة في 22/4/2018. لم أسمع بهذا الإنكليزي ولا أريد أن أراه، فالبحرين استضافت أول «غران بري» في الخليج، وقد صرح أركان السباق أنهم يريدون الاستمرار فيها.
أعود إلى مؤتمر المال والأعمال في لندن الأسبوع الماضي فقد صدر معه كتاب يحتفل بمناسبة 200 عام من العمل معاً بين البحرين وبريطانيا. الكتاب أصدرته مؤسسة «فيرست» البريطانية، وهو يضم كلمة من الأمير تشارلز، ولي عهد بريطانيا، الذي تحدث فيها عن الصداقة المستمرة بين البلدين، وأشار إلى زيارته البحرين في تشرين الثاني (نوفمبر) من السنة الماضية، وهو قال إن مع دخول الصداقة قرنها الثالث هناك كثير يمكن البناء عليه في صداقة وصفها بأنها مستمرة. كانت هناك كلمة من الشيخ سلمان بن حمد تحدث فيها عن الزيارات المتبادلة وقال إن العلاقات التجارية بين البلدين قوية، وبلغت 430 مليون جنيه سنة 2015 بزيادة 35 في المئة على السنة السابقة. ولي العهد أشار إلى دعوة الملك حمد إلى اتفاق تجارة حرة بين بريطانيا ومجلس التعاون الخليجي.
كانت هناك أيضاً كلمة لمؤسس «فيرست» ورئيسها روبرت غودمان تحدث فيها عن توقيع البلدين سنة 1816 معاهدة الصداقة، وقال إن الصداقة مستمرة وقوية، والبحرين شريك اقتصادي ومركز عمل للشركات البريطانية.
الكتاب يستحق أن يُقرأ فكله جميل، وكنت أعتقد أنني أعرف البحرين كأهلها ولكن وجدت في الكتاب معلومات جديدة جيدة لم أمر بها من قبل.