أوطاني الأولى
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

أوطاني الأولى

المغرب اليوم -

أوطاني الأولى

بقلم - لمرابط مبارك

لم نكن، أنا ومن هم من الجيل الذي اكتشف الطاولات الخشبية الداكنة للمدرسة في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، نستظهر النشيد الوطني بل كنا نردد تلك الأناشيد برناتها الخفيفة على القلب.. تلك الأناشيد التي تاهت كلماتها عن البال مع كل ما تاه عنه، ولكن بقيت نغماتها هنا على طرف اللسان وهناك في تلافيف الروح. (مدرستي الحلوة.. مدرستي الحلوة .. مدرستي الحلوة فيها تربينا.. قولو معنا يا لي تحبونا أو ذاك النشيد الأخر بالفرنسية: il était une fois un petit navire.. qui navait ja ja jamais navigué ….).

كنا نرددها بأصواتنا الحادة المفعمة بذلك الحماس الدافئ.. حماس من يكتشف عالما جديدا بكل حواسه… القسم بألوانه الداكنة، السبورة السوداء الذي أنهكتها الكتابة والمحو، طعم الطباشير وقلم الرصاص، صوت المعلمة القوي ورائحة اللوحة السوداء وأوراق الدفتر النفاذة…

ولم نكن أعبأ بشيء اسمه الوطن ولا الانتماء..

كانت لي أوطان:

البيت البسيط والضيق الذي كان يبدو واسعا وعاليا، والذي تؤثثه أمازيغية الوالد والوالدة ورائحة الحبق والحنا التي لا تفارقها..

الدرب الضيق الذي كان يبدو لي واسعا بحجارته الرمادية وتربته بمذاقها «الباسل».. الدرب خيمتي الأولى التي لا سقف لها التي تعلمت فيه أولى خطواتي في هذه الحياة، واكتشافاتي الأولى للآخر.. للآخرين، واكتشفت أنني أشترك مع آخرين في حب فريقي لكرة القدم وأختلف مع آخرين كثر، واكتشفت بعض من مهاراتي في اللعب والجري، وقدرتي على الاتفاق مع الأصدقاء وائتمان بعضنا بعضا.

المدرسة بأقسامها ذات السقوف العالية وطاولتها الداكنة، وخوفنا من غضب المعلمة وحماسنا لترديد الحروف والكلمات، وقصتي المحزنة مع حرف «الحاء» الذي لم أفلح في رسم بطنه المنتفخة إلا بصعوبة..

لم أكن في حاجة إلى ترديد النشيد الوطني في الفصل مرة أو أكثر في الأسبوع لأحس بدفء هذه الأماكن كلها، ولا للاعتزاز بها، والتشبث بها.

في تقديري الإحساس بهذا الشيء الهلامي الذي يسمى الوطن والاعتزاز به يبدأ بتكريس الانتماء العفوي إلى هذه الأوطان «الأولى»، في تلك النطفة الهشة الأولى التي ينمو منها كل شيء أو يموت.

في البيت ينشأ الإيمان بهذا الشيء المسمى الوطن كملاذ آمن ودافئ تماما مثل حضن الأم، وفي الدرب والحي ينشأ الوعي بالمشترك مع الآخر المختلف، وتتكرس قواعد التعامل معه وقوانين تدبير المشترك، والتدرب على احترام الاختلافات العرقية (الأمازيغي يجاور الدكالي والعبدي يعيش مع الفاسي في المنزل ذاته، والريفي يقطن فوق أو تحت القادم من وزارزات أو الراشيدية….)، والطبقية (العامل البسيط يعيش جارا لصاحب المقهى، والخياط يكتري شقة من عند الأستاذ….).

وفي المدرسة (ثم الثانوية والجامعة) أخيرا، يجري مبديا الوعي بأن كل هذه العناصر تتضافر لتكون نسيجا كبيرا يشمل الحي والمدينة والبلاد برمتها. ويتم اكتشاف أن كل هذه العناصر البسيطة لها امتداد في الزمن ولها تقلبات (التاريخ وإن كان رسميا مبتسرا)، ولها امتداد في المكان (الجغرافيا باختزالاتها)، ولها لغة أو لغات مشتركة، وتندرج في إطار مشروع مجتمعي.

لست أعتقد البتة أن ترديد النشيد الوطني بشكل ببغائي ومصطنع مرة في الأسبوع أو حتى كل يوم، كفيل بجعل التلميذ المغربي محبا أكثر لوطنه في مدرسة تجعله يحس بكل هذه الانتماءات الصغيرة التي تشكل الانتماء الكبير للبلاد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوطاني الأولى أوطاني الأولى



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:08 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
المغرب اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 23:32 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 21:37 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الإماراتي اليماحي يترأس البرلمان العربي

GMT 07:20 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة إيفانكا ترامب إلى طوكيو تتصدر الأجواء في اليابان

GMT 06:07 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الألوان الجريئة موضة هذا العام لتمزج بين الجرأة والرقي

GMT 21:47 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع الدولار يوقف مسيرة صعود قوية للذهب

GMT 20:00 2022 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار النفط تستقر مع ترقب بيانات التضخم الأميركية

GMT 04:56 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

رحلة استكشافية حماسية للحياة البرية في النرويج

GMT 06:30 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

قتل مئات التماسيح في إندونيسيا ثأرا لمزارع

GMT 08:30 2013 الخميس ,18 تموز / يوليو

نجم "X Factor" محمد الريفي ينفي شائعة وفاته

GMT 20:26 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

انضمام 10 دولة جديدة لبريكس وبوتين نشهد تشكيل نظام عالمي جديد

GMT 18:15 2023 الأربعاء ,19 تموز / يوليو

حملة هندية ضد سعد لمجرد بعد نجاح أغنية "قولي متى"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib