تشكلت حكومة لبنانية أم لم تتشكل…
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

تشكلت حكومة لبنانية أم لم تتشكل…

المغرب اليوم -

تشكلت حكومة لبنانية أم لم تتشكل…

بقلم - خير الله خير الله

سعد الحريري سعى ويسعى، إلى أن تكون في الحكومة نواة صالحة تضمّ أشخاصا لديهم حدّ أدنى من الأخلاق والعلم والمعرفة والصلة بالعالم الحضاري وما يدور فيه. لكنّ مثل هذه النواة لن تكون كافية من أجل النهوض بلبنان.

 

تمكن الرئيس سعد الحريري أخيرا من تشكيل حكومة لبنانية، وذلك بعد خمسة أشهر ونصف شهر على تكليفه المهمّة التي لم يكن مفترضا أن تستغرق أكثر من بضعة أيّام، أم لم يتمكن من ذلك. يبقى الأساس أن هناك حاجة إلى تشكيل حكومة طبيعية في بلد يعاني من وضع غير طبيعي. يفرض ذلك أن تُتْركَ لرئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري حرية اختيار أعضاء الحكومة من ذوي الكفاءات الحقيقية، بدلا من المحاصصة التي لن تؤدي سوى إلى مزيد من الخراب. من المرجح أن يتمكن سعد الحريري من تشكيل حكومة على الرغم من العصي التي وضعت مسبقا في دواليب الحكومة.

لماذا من الضروري الإتيان بحكومة طبيعية. هذا عائد قبل كلّ شيء إلى أنّه ليس أسهل من الإتيان بحكومة تضم وزراء يعرفون في مواضيع الكهرباء والمياه والتخلص من النفايات… والبحث عن كيفية التعاطي مع الموضوع الأكثر خطورة. هذا الموضوع مرتبط بالأزمة الاقتصادية التي تهدد لبنان والتي باتت ذات جذور عميقة في ظل حال من التعتير والكساد ليس بعدهما تعتير وكساد ضربا إدارات الدولة ومؤسساتها. وحدها الحكومة الطبيعية تستطيع ذلك. كلّ ما تبقّى سقوط في لعبة لا تخدم لبنان بأي شكل، بمقدار ما أنّها تساهم في تعطيل البلد، أكثر مما هو معطّل وتهجير مزيد من اللبنانيين إلى خارج بلدهم بحثا عن لقمة الخبز وحياة كريمة ومستقبل لأولادهم.

هناك مئات اللبنانيين يمكن الاختيار بينهم للوصول إلى تشكيل حكومة تضمّ شخصيات تضع مصلحة لبنان فوق مصلحة الحزب والطائفة والمذهب، وفوق مصلحة هذا الزعيم أو شبه الزعيم أو ذاك الذي يبحث عن كيفية جمع ثروة بأسرع ما يمكن. ما ذنب لبنان إذا كان هناك مسيحيون يعانون من جوع إلى السلطة والثروة. يعتقد هؤلاء أنّ في استطاعتهم استعادة حقوقهم عبر سلاح “حزب الله” الذي ليس سوى ميليشيا مذهبية تنفذ أجندة إيرانية.

ما هذه المهزلة التي صار فيها قسم من مسيحيي لبنان يعتقد أن في الإمكان الاستعانة بلواء في “الحرس الثوري” الإيراني من أجل استعادة حقوق المسيحيين؟ لم يستوعب قسم لا بأس به من هؤلاء المسيحيين معنى أن يكون “حزب الله” هو من يقرر من هو رئيس الجمهورية اللبنانية.

رحم الله ريمون اده الذي رفض أن يكون رئيسا للجمهورية في حال كان عليه دفع ثمن ما في مقابل ذلك. رحم الله بيار حلو الذي رفض أن يكون رئيسا للجمهورية بعد اغتيال الرئيس رينيه معوّض في تشرين الثاني – نوفمبر 1989 لأنه كان يعرف ماذا يعني أن تكون حياة رئيس الجمهورية اللبنانية مهدّدة في كلّ وقت في حال لم ينفذ المطلوب منه سوريّا.

مرّة أخرى، على اللبنانيين التوقف عن الضحك على أنفسهم. لا يمكن أن تستقيم أمور بلدهم من دون حكومة تضم مجموعة من الأشخاص يمثلون أفضل ما في لبنان، تحل مكان طاقم يضم مجموعة من الفاشلين من أصحاب الألسن الطويلة الذين لا يمتلكون موهبة أخرى غير موهبة التبجح بواسطة كلام فارغ لا مضمون سياسيا أو تنمويا حقيقيا له.

الأكيد أن سعد الحريري سعى، ويسعى، إلى أن تكون في الحكومة نواة صالحة تضمّ أشخاصا لديهم حدّ أدنى من الأخلاق والعلم والمعرفة والصلة بالعالم الحضاري وما يدور فيه. لكنّ مثل هذه النواة لن تكون كافية من أجل النهوض بلبنان الذي يعاني من عجزه عن الخروج من ثلاث دوائر مقفلة وجد نفسه في أسرها. هذه الدوائر هي الوضع الاقتصادي، أوّلا، الذي تسبب إقرار سلسلة الرتب والرواتب في جعله يسوء أكثر، بما ينعكس سلبا على الموظفين العاديين الذين كان مفترضا أن يستفيدوا من السلسلة الجديدة.

هناك دائرة ثانية هي ترهّل مؤسسات الدولة وخدماتها على كلّ صعيد وفي كلّ مجال من المجالات. يكفي ما شهده مطار رفيق الحريري طوال شهري آب – أغسطس، وأيلول – سبتمبر الماضيين للتأكد من ذلك. هناك غياب لأي وعي بأهمية المطار وكيفية توسيعه تدريجيا من أجل جعله في مستوى أي مطار صغير في الخليج.

الأكيد أنّه لا يمكن لمطار بيروت التحول فجأة إلى ما يشبه مطارات كبيرة مثل مطار أبوظبي أو دبي طبعا، لكن من المعيب أن يكون أي تفكير في دور المطار في إعادة الحياة إلى بيروت زال من الوجود في اليوم الذي اغتيل فيه رفيق الحريري في العام 2005. مضى خمسة عشر عاما ولا يوجد من يبني حجرا. على العكس من ذلك، هناك من يريد تدمير ما بني بين 1992 و2005 في الفترات التي كان فيها رفيق الحريري رئيسا للوزراء.

تبقى الحلقة المقفلة الثالثة وهي الأهمّ. ترتبط هذه الحلقة بسؤال: أين موقع لبنان العربي. هل يستطيع لبنان الاستفادة من عمقه العربي أم أنّ المطلوب اليوم أكثر من أي وقت، قبل أيام من دخول العقوبات الأميركية الجديدة على إيران حيز التنفيذ، تحويل الحكومة اللبنانية غطاء للتحايل على هذه العقوبات.

هذه لعبة خطيرة يمكن أن تكلّف لبنان الكثير في حال وجد من يعتقد أن في استطاعته عزل لبنان عن محيطه العربي وقطع علاقته بدول الخليج، على رأسها المملكة العربية السعودية التي لم تقدم للبنان ولم ترد له يوما غير الخير.

هناك جهود كبيرة بذلت وما زالت تبذل من أجل توريط لبنان في لعبة أكبر منه لا يمكن إلا أن تقضي عليه. اسم هذه اللعبة هو “محور المقاومة”. مطلوب أكثر من أي وقت استخدام عبارة “محور المقاومة” كي يكون لبنان ورقة إيرانية ولا شيء غير ذلك.

هل سيكون في استطاعة الحكومة الجديدة، في حال تشكيلها، لعب دور في مقاومة “محور المقاومة”؟ لم يكن لهذا “المحور” في يوم من الأيّام سوى هدف واحد وحيد هو تحقيق الانتصار على لبنان بدل تحقيق الانتصار على إسرائيل. لم تكن إسرائيل يوما ضدّ هذا التوجّه الذي تظل نتائج حرب صيف العام 2006 أفضل دليل عليه.

خرج “حزب الله” من تلك الحرب منتصرا على لبنان بعد تقديمه كل المبررات التي مكنت إسرائيل من تدمير جزء من البنية التحتية للبلد. راح الحزب بعد ذلك يتقدم خطوة – خطوة في اتجاه وضع اليد على لبنان، وصولا إلى التورط المباشر في الحرب على الشعب السوري وتكبيل لبنان بالحلقات المقفلة الثلاث…التي لا يمكن أن تكسرها غير حكومة طبيعية في بلد غير طبيعي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشكلت حكومة لبنانية أم لم تتشكل… تشكلت حكومة لبنانية أم لم تتشكل…



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib