فوضى السلاح في غزة ترتدّ على أصحابها
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

فوضى السلاح في غزة ترتدّ على أصحابها!

المغرب اليوم -

فوضى السلاح في غزة ترتدّ على أصحابها

خير الله خير الله
بقلم - خير الله خير الله

لماذا كان التصعيد الإسرائيلي في غزّة؟ لماذا في هذا الوقت بالذات؟ من الواضح أنّ الأمر مرتبط بالانتخابات الإسرائيلية المتوقعة مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. هناك فريق إسرائيلي يعتبر أنّ عليه قطع الطريق على عودة بنيامين نتنياهو إلى موقع رئيس الوزراء.

هذا الفريق، على رأسه رئيس الوزراء يائير لابيد ووزير الدفاع بني غانتس، سيكون في حاجة إلى صوتين إضافيين في الكنيست التي ستنبثق من الانتخابات المقبلة للبقاء في السلطة.

من خلال التصعيد في غزّة، مع تركيز خاص على "حركة الجهاد الإسلامي" التابعة لإيران، تصيب الحكومة الإسرائيلية غير عصفور بحجر واحد. تظهر قبل كل شيء أنّها ليست حكومة حمائم ولديها القدرة على الذهاب إلى أبعد ما يمكن أن تذهب إليه حكومة برئاسة نتنياهو، مرشّح اليمين في الانتخابات، عندما يتعلّق الأمن بمواجهة مجموعة مثل "الجهاد الإسلامي" رفعت شعار محو إسرائيل من الوجود.

أكثر من ذلك، تظهر حكومة لابيد – غانتس أنّها في حرب على كلّ الجبهات مع "الجمهوريّة الإسلاميّة" في إيران وأدواتها في المنطقة وأنّ إيران لا تستطيع أن تفعل شيئاً للدفاع عن هذه الأدوات. تكتفي إيران بالكلام الكبير فيما الطرف الوحيد القادر على القيام بعمل مفيد هو مصر التي عملت من أجل تحقيق وقف للنار ووضع حدّ، وإن موقتاً، للمأساة التي يعيش قطاع غزّة وأهله في ظلّها منذ سنوات عدة.

إلى الآن، خدم التصعيد في غزّة الحكومة الإسرائيليّة، خصوصاً أنّ "حماس" التي تسيطر بالفعل على القطاع منذ منتصف العام 2007، وجدت نفسها في وضع لا تحسد عليه. لم تستطع "حماس" دعم "الجهاد الإسلامي". فضّلت الوقوف موقف المتفرّج. مجرّد وقوفها موقف المتفرّج يكشف سياسة عقيمة اتبعتها منذ تأسيسها تصبّ في خدمة المشروع الإسرائيلي. في النهاية، كانت "حماس" وراء نشر فوضى السلاح في غزّة وهي الآن تحصد ما زرعته. لم يعد القطاع سوى حقل تجارب لإسرائيل تفعل فيه ما تشاء في خدمة مشروع ضمِّ قسم من الضفّة الغربيّة بما في ذلك القدس الشرقيّة. لم يكن الانسحاب من غزّة سوى غطاء لمشروع ضمّ الضفّة الغربيّة.

لا يمكن عزل ما جرى في الماضي في غزّة، وما يجري فيها حالياً، عن نهج اتبعته "حماس" صبّ منذ البداية في مصلحة إسرائيل. كرسّت "حماس" حال الانقسام بين الفلسطينيين وأمنت كلّ ما احتاجت إليه من أجل تبرير الامتناع عن دخول أي نوع من المفاوضات الجدّية مع الجانب الفلسطيني. أمّنت لإسرائيل، عبر صواريخها وعبر العراضات المسلّحة لملثمين في غزّة وعبر شعاراتها من نوع "فلسطين وقف إسلامي"، كلّ ما تحتاجه كي تدّعي الحكومات الإسرائيلية الملاحقة أن "لا وجود لطرف فلسطيني" يمكن التفاوض معه.

ليست "حركة الجهاد الإسلامي" سوى فرع من الأصل. الأصل هو "حماس" التي تمثّل فكر "الإخوان المسلمين"، بكلّ تخلّفه. نبتت "الجهاد الإسلامي" من رحم "حماس" التي كانت لـ"الجمهوريّة الإسلاميّة" في كلّ وقت حصة في داخلها. استخدمت هذه الحصّة في الوقت المناسب، في كلّ مرّة برزت حاجة إلى القضاء على أي أمل في تحسّن الوضع الفلسطيني، إنْ على الصعيد الداخلي أو على صعيد البحث عن تسوية ما. كان في غزّة مطار إلى ما قبل سنوات قصيرة. افتتح المطار الرئيس بيل كلينتون وياسر عرفات في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 1998. ماذا في القطاع الآن بعدما دمّرت إسرائيل المطار وذلك قبل أن تضع "حماس" يدها كلّياً على القطاع؟ كانت المعابر مع مصر تعمل بشكل معقول كمتنفس للغزاويين. ما مصير هذه المعابر التي كان فيها مراقبون من الاتحاد الأوروبي؟

مرّة أخرى استخدمت إسرائيل قطاع غزّة في سياق سياسات داخليّة مرتبطة بمزايدات بين الأحزاب السياسيّة قبل موعد الانتخابات التشريعيّة المقبلة. وفّرت لها "حركة الجهاد الإسلامي" كلّ المطلوب لزيادة عذابات الشعب الفلسطيني وتحويل أهل غزّة إلى سجن في الهواء الطلق. إنهم مليونان يعيشون في بقعة لا تزيد مساحتها على 365 كيلومتراً مربّعاً!

تعرّضت غزّة لحرب أخرى. قتل الإسرائيليون من يريدون قتله. ليس معروفاً هل سيزيد ذلك من شعبيّة الثنائي لابيد – غانتس، لكن الثابت أنّ ثمّة حاجة إلى مراجعة حقيقيّة للمشروع "الحمسوي" في غزّة الذي بُني على فوضى السلاح. لا يمكن التفكير في قيام دولة فلسطينيّة في يوم من الأيام انطلاقاً من "إمارة إسلاميّة" في غزّة على الطريقة "الطالبانيّة"، نسبة إلى حركة "طالبان" في أفغانستان. لا يمكن التفكير في بناء مثل هذه الدولة بالاعتماد على فوضى السلاح.

هل لدى "حماس" التي تسعى إلى استغلال حال الترهّل لدى السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة ما يكفي من الشجاعة للاقتناع أنّ مشروعها الغزاوي لم يخدم سوى إسرائيل؟ انسحبت إسرائيل من غزّة في مثل هذه الأيّام من العام 2005. كان الانسحاب من القطاع انسحاباً كاملاً. ما الذي فعلته "حماس" منذ الانسحاب الإسرائيلي؟ حولت القطاع إلى منطقة محاصرة بائسة تعيش تحت رحمة الإسرائيلي. الأكيد أنّ الفلسطينيين يستأهلون أفضل من ذلك بكثير... يستأهلون ما هو أفضل من "حماس" وفروعها الإيرانيّة وغير الإيرانيّة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوضى السلاح في غزة ترتدّ على أصحابها فوضى السلاح في غزة ترتدّ على أصحابها



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib