«ارجع يا زمان» هيهات
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

«ارجع يا زمان..» هيهات !

المغرب اليوم -

«ارجع يا زمان» هيهات

حسن البطل
بقلم: حسن البطل

«ولبس عباءة وتقر عيني/ أحبّ إليّ من لبس الشفوف». هيك أنشدت الحسناء البدوية «ميسون» لمّا صارت امرأة (زوجة أو خليلة) للخليفة الأموي المؤسس معاوية، فرقَّ قلبُه لحنينها.. وأعتقها!
هل كانت أقمشة «الشفوف» كناية ربما عن الحرير الطبيعي الرقيق الهفهاف، مثل أردية النوم من حرير «اللانجري» لنساء عصرنا المرفهات؟
ميسون أنشدت كمان: «لبيت تخفق الأرواح فيه/ أحبُّ إليّ من قصر منيف» لمّا كانت مضارب بيوت الشعر للبدو كما ترونها في مسلسلات التلفزيون عن الحنين إلى البداوة والأصالة.
لا أظن أن قصراً منيفاً للخليفة معاوية تتوفر فيه رفاهية العيش التي في «برج خليفة» بدبي، أما بيوت الشعر من حياة البداوة القديمة، فصارت من حطام الصفيح والتنك والاسبست.
يحلو لبعض الإسرائيليين القول إن رام الله هي بمثابة تل أبيب الفلسطينية، وبمناسبة الاستعدادات لمعرض اكسبو 2020 في دبي، قالوا إنها أضحت بمثابة نيويورك العربية.
لمّا تغنّت ميسون بلبس «الشفوف» على لبس عباءة خشنة مبطّنة بجلد الخراف لتوقي صقيع ليالي الصحراء، إلى أن صرنا تلاميذ مدرسة نتبارى في كتابة مواضيع إنشاء نصف فيها الثلج بأنه «قطن مندوف».
الآن، العالم مشغول بتدارك خطر اعتلال مناخ الأرض على الحضارة البشرية، وكيف يمكن ألاّ تتجاوز حرارة الكوكب بأكثر من درجة ونصف إلى درجتين ما كانته قبل الثورة الصناعية، لكن ما قبلها كانوا يصفون الزمن بأنه «العصر الجميل».. وبطّلوا هذا الوصف.
حنين إلى حقبة فجر الإسلام. حنين إلى زمن الإمبراطوريات العربية.. إلى الأرض المقدسة قبل إقامة إسرائيل، إلى غلطة العرب في رفض قرار التقسيم، إلى الزمن الفدائي الجميل، إلى الانتفاضة الأولى، وما قبل الحقبة الأوسلوية. بالطبع، إلى وداعة الحياة في رام الله قبل أن تصير العاصمة الإدارية للسلطة، وللحياة الثقافية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.
من لبس «الشفوف» إلى رصف «القطن المندوف» و»حلّة قشيبة»، صارت رام الله ترتدي، في أيام الميلاد، حلّة مشعشعة من الأنوار، وكل ميلاد «تشعشع» أحلى فأحلى.
لتوقيع كتب الروايات، ودواوين الشعر، وعروض المسرح صارت مواسم على مدار العام في البداية، وقع محمود درويش ديواناً في مسرح وسينماتيك القصبة، ولاحقاً صاروا يوقعونها في مركز السكاكيني، ثم متحف درويش.. والآن في مركز القطان الجديد. جميعها أقيمت في الحقبة الأوسلوية.
المقاهي تتوالد، ومحلات بيع وصيانة المويايلات صارت أكثر من دكاكين الفلافل ومطاعم الشاورما. يفكرون في «أرض معارض» للمعارض، وفي تنظيم وتنسيق مواعيد نشاطات المراكز الثقافية والفنية، وكيف يحولون ما كان اسمه «قصر الضيافة» إلى المكتبة الوطنية، ومتى يفتتحون أكبر سوبرماركت تحت اسم «مول».
مركز القطان القديم (عبد المحسن القطان) الذي كان من طبقة واحدة في بيت قديم وجميل، صار مركز القطان الجديد في الطيرة، الذي فاق قصر رام الله الثقافي في شمول وتنوع نشاطاته الثقافية.
من قبله، كان مسرح القصبة مركز حياة ثقافية نشطة ومتنوعة، والآن فالسؤال: هل تشتري وزارة الثقافة مبنى المركز، وتحافظ عليه من الهدم وبناء عمارة مكانه.
تصادف، في وقت متقارب من يوم بذاته احتفال في «القصبة» بسنوية رحيل مؤسس السينما الفلسطينية، مصطفى أبو علي، وتوقيع كتاب خالد حوراني «جمل المحامل» في «القطان الجديد» في قاعة الفنون الأدائية للمركز، ومن قبل مساء يوم في المكان والقاعة جرت مسابقة نظمها مركز «سوا» لأفلام الدقيقة الواحدة، تحت عنوان «متساوون رغم الاختلاف»، باشتراك أربع دول عربية. الحضور في احتفال «القصبة» كما احتفال «سوا» كان متواضعاً، لكن احتفال توقيع الكتاب كان وافراً. الفارق هو في الاستعداد المسبق والتنظيم، وربما تعكّر الطقس ثم انفراجه النسبي.
مع ذلك، فإن هامش الحرية الثقافية، في اليوم ذاته، ضاق في جامعة النجاح، حيث تم وقف عرض مسرحية لمسرح «عشتار» الطلائعي عن حرية المرأة، وسبق ذلك بأسابيع منع فرقة مسرحية من العرض في المسرح البلدي رام الله بحجة ملابس نسائية غير لائقة.
«جمل المحامل» سرد روائي للوحة قديمة بذات الاسم، لعميد الفن التشكيلي الفلسطيني سليمان منصور، وكيف انتشرت نسخاتها المصورة، وفقدت النسخة الأصلية. قصة بحث مشوّقة جعلها الفنان خالد حوراني بين دفتي كتاب أوّل له.
حمّال يحمل القدس العتيقة، ولا ينكسر ظهره، ومشروع وطني ينوء ظهره بما هو أكثر من «قشّة أوسلوية».. لكن «أيظن» في الأغنية غير أيظن في «ارجع يا زمان»! .. هيهات عودة «دورة الزمان».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ارجع يا زمان» هيهات «ارجع يا زمان» هيهات



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib