ع الــمــاشــي
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

ع الــمــاشــي !

المغرب اليوم -

ع الــمــاشــي

بقلم - حسن البطل

شخطبت ذات مرة (ذات سنة)، أو شطحت (شطح قلمي) كلمات تقارب الشعر، أو تشبه الفلسفة (أو السفسفة) هاكم هي: «يمشي المكان في المكان إلى المكان / وأنت يمشيك الزمان).

أمشي في شارع ركب (رسمياً: الشارع الرئيسي لمدينة رام الله).

رصيف الشارع صار مرصوفاً ومستوياً ومتآلفاً، ولم يعد كما كان ذا مطبات وعثرات تتعثر أقدامك (تتدركم) خطواتك بها أو تتزحلق إن تبللت بماء مطر الشتاء.

الشارع صار شجراً، والتزمت حوانيته بأمر البلدية، وخلعت عن رؤوسها مظلات «مكركبة» .. وفي الخلاصة، لم يعد شارع قرية لم تعد قرية. ولم يصبح، بعد، شارع مدينة صارت مدينة.. وتسير إلى حاضرة؟

كراكيش أبو خالد
دكانته آخر دكاكين قديمة للشارع الرئيسي. اسم المحل «نوفوتيه منصور» وصاحبها العجوز يكنّى أبو خالد. عنده، وحده، تجد حوائج تحتاجها من إبرة الخياطة حتى المقص، ومن الخيوط والأزرار، حتى أمشاط الشعر وفراشيه (للشعر وحلاقة الذقن) والمرايا.. وجميعها ذات توضيب فوضوي للناظر وليس لأبو خالد!
كانوا يقولون: دكانة، محل، بقالية صاروا يقولون: ميني ماركت، سوبرماركت، مول، ميني مول.. ونوفوتيه أبو خالد هي كل هذا باستثناء الأغذية والملابس والأحذية. أي كل ما يلزم البيت البسيط من حوائج بسيطة.

كتبت عن «كراكيشه» العجيبة الزميلة نائلة خليل ريبورتاجاً طريفاً، عن آخر أيام دكاكين رام الله الغابرة، ونسيت شيئاً: هو الوحيد الذي يرفع العلم الفلسطيني في مقدمة حوائج متنافرة، بالإضافة إلى محل زيت وزعتر للمعجنات والمخبوزات (كان محل أحذية، ثم مقهى).

على جانبي محله الغريب محلان، واحد من شماله وآخر من يمينه يرتديان آخر حلة في تصميم ديكورات المحلات، للملابس الجاهزة، ولأجهزة الاتصالات. زمان غابر يجاور زماناً حاضراً.

«يمشي المكان في المكان إلى المكان / وأنت يمشيك الزمان». يمكن لأبو خالد أن يبيع أو يؤجر محله بما يكفيه من مال لما تبقى من عمره، لكنه شبّ على شيء وشاب عليه.. ورام الله شائبة وشابة في آن!

«المدرسة الهاشمية»
مبنى جميل لعمارة قديمة من طابق واحد، لعلها كانت المدرسة الأولى في المدينة، وصار تلاميذها من وجهاء المدينة وأعيانها وأعلامها، أحدهم عبد الجواد صالح وقاد احتجاجاً ضد فكرة لرفع عمارة تجارية عالية مكان المدرسة الواطئة، أو عمارة ضيقة تحجبها عن الشارع.

وأخيراً، وجدوا حلاً إبداعياً. عمارة عالية خلفها، وإزالة السور من أمامها، ما يبرز جمالها المعماري وفرادتها، وهندسة جميلة لباحتها وتشجيرها.

هكذا، يمكن لحانوت أبو خالد، عندما يموت، أن يرتدي زياً جديداً هو آخر صرعات تحديث و»تمويض» محلات وحوانيت الشارع الرئيسي.

.. ويمكن للمدرسة الجميلة والقديمة المهجورة أن تتآلف مع وجه جديد للمدينة، وتصير متحفاً أو مشروع متحف لنشاط اجتماعي أو ثقافي جديد.. قليل من القديم وكثير من الجديد.

شارع القدس
كما غيرّوا اسم «ساحة الساعة» إلى «ميدان ياسر عرفات» ولم تتغير ألسنة الناس، كذلك غيروا اسم شارع القدس، الذي يبدأ من ساحة المنارة (لن يغيروا اسمها قط) إلى «شارع فلسطين».

ألزموا محلات ودكاكين الشارع بشيء من التنظيم، وتحرير الأرصفة من «أكياس البقوليات» وأيضاً زرعوا النخيل وجذوع أشجار الزيتون المعمرة.. والأهم، حدائق صغيرة عند أجنحة ومنحنيات الشارع ذات نباتات هشة ومزهرة، محمية بحاجز معدني.. لا يدافع عنها!

هذا يليق بشارع، لكن لا يناسب شارعاً لباعة الخضراوات وبسطاتها، التي ترمى بقاياها وصناديق خضراواتها في حدائق الأجنحة والمنحنيات.

كيف تتآلف «مزبلة» مع حديقة، أو لماذا لا يرفع عمال النظافة المرميات العشوائية منها، أو تتخلى البلدية عن «ديكورات» خضراء هشة لصالح أخرى شجرية؟

مغاليق الحوانيت
أعود إلى محلات شارع ركب (الرئيسي) ذات المغاليق المتنافرة. إما حديدية مسلحة ومصفحة ذات أقفال قديمة، وإما مغاليق متحركة بالروموت كونترول، وإما مغاليق من مشبطات معدنية ترى من خلالها محتويات المحل.

يحلو لك المشي آخر الليل في الشارع الرئيسي، فتصطدم عيناك بمغاليق صارمة - صادمة. ولو تركوا ضوءاً خافتاً خلف مغاليق من مشبطات معدنية، لفكر الماشي أن يعود في نهار اليوم التالي ويشتري!
صحيح، تمشي المدينة في المكان أسرع مما يمشيك الزمان، ورام الله (وسائر مدن الضفة) تهرول خلال زمن أوسلو بعد أن كانت بطيئة الخطى من قبل!

لكنك ترصد بعيون يقظة كيف يجاور القديم الجديد، أو كيف يمسخ الناس الجديد بعادات قديمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ع الــمــاشــي ع الــمــاشــي



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib