ربع قرن من الزمان  ليس إلاّ

ربع قرن من الزمان .. ليس إلاّ!

المغرب اليوم -

ربع قرن من الزمان  ليس إلاّ

حسن البطل
بقلم: حسن البطل

اليوم ٢٥ من الشهر ١٢ ميلادي مضروباً ٢٥ مرة، وفي المحصلة صدر عدد أمس، الأربعاء، ودخلت «الأيام» سنتها الرابعة والعشرين. من باكورة العدد الأول، قبل ربع قرن، سيحمل عدد اليوم، الخميس، رقم الصدور الـ ٨٦٥٠.

سؤال زائد ونافل: ماذا كان في بال رئيس التحرير عندما حدّد يوم الميلاد العام ١٩٩٥ يوماً لولادة «الأيام»، كما هو السؤال هل مصادفة اختارت «العاصفة - فتح» يوم بداية السنة الميلادية ١٩٦٥ لبيانها العسكري الأول، كميلاد جديد للحركة الوطنية الفلسطينية.

هل يقولون: فلسطين أم البدايات، لأن التأريخ الميلادي، مركز تواريخ الدول والشعوب ولد في بلاد أم البدايات، وصدور «الأيام» في يوم الميلاد كان ميلاداً جديداً للصحافة الفلسطينية في فلسطين.

ربع قرن زمن مديد في عمر المرء، وزمن طويل كذلك في ميلاد عمود «أطراف النهار».

كان في بال رئيس التحرير، وقت الاستعدادات لصدور الجريدة أن يحمل المولود الصحافي الجديد اسم «الديار»، لكن زميلاً استبق الصدور، أو «استلبس» الاسم، لجريدة لم تعمر العام الواحد، وقد لا يتذكرها تاريخ الصحافة في فلسطين.

ربع قرن، أيضاً، في عمر عمود يومي، ليس بالفترة القصيرة في عمر الأعمدة والزوايا والمقالات اليومية والأسبوعية في الصحافة الفلسطينية، قبل وبعد حقبة ميلاد صحافة جديدة في حقبة السلطة.

قبل العدد الأول، اجتازت «الأيام» زهاء أسبوعين من «البروفات» لاختبار أداء مطبعة صحافية كانت الأحدث في زمانها.

كان قد مر زهاء عام واكثر على توقف صاحب «أطراف النهار» عن كتابة زاويته الأسبوعية وقضايا الصراع، في مجلة «فلسطين الثورة»، ومن ثم لزم عليه «تسليك» قلمه للعودة إلى كتابة العمود اليومي في جريدة فلسطين الثورة، خلال معركة بيروت صيف العام ١٩٨٢، وقبلها كتابة التعليق الإذاعي اليومي لإذاعة فلسطين من بغداد عامي ١٩٧٢ - ١٩٧٤.

في العمر القلمي، صرفت ٢٢ سنة في صحافة المنظمة، خلالها كنا في مهمة إعلامية - صحافية مع عامين إضافيين في إذاعة فلسطين بغداد، وفي عمر عمود أطراف النهار تصرمت ٢٥ سنة في مهنة صحافية.

ملء أعمدة أسبوعين من «البروفات» اليومية ذهب إلى النسيان، دون اسم، وقرابة ثلاثة شهور صدر العمود اليومي دون اسم، إلى أن وافق رئيس التحرير على اسم «أطراف النهار» وقد أدعي أن عنوان عمود بهذا الاسم واحد من أنجح الأعمدة اليومية والأسبوعية.

رئيس التحرير شكل «فورمولا» من بقية أبرز طاقمه كرئيس تحرير صحيفة «الشعب»، وكذا من خيرة صحافيي فصائل منظمة التحرير، من الذين شبوا وتدربوا وتتلمذوا على الصحافة اللبنانية، وهي الأكثر مهنية في المدارس الصحافية العربية. يكفي أن الصحافيين اللبنانيين المهاجرين إلى مصر هم رواد الصحافة والمجلات في بلاد النيل.

العمر الزمني يأكل من صحن العمر القلمي، ومن ثم بعد ٢٢ عاماً من كتابة العمود اليومي، وافق رئيس التحرير، على مضض على كتابة ثلاثة أعمدة أسبوعية. بعد ربع قرن على الكتابة لـ"الأيام"، وثلاثة أرباع القرن مرت في العمر، ربما سأكتفي بعمودين أسبوعياً، إضافة إلى عمود يوم السبت من الإعادات القديمة وغير السياسية، وشيء من السيرة والثقافة والعلوم.

بدلاً من دوام ستة أيام في الأسبوع، وسبعة أعمدة، صرت أداوم في الجريدة ثلاثة أيام، لكن العادة القلمية هي إياها: الكتابة على طاولة في الجريدة، مع كتابة عمود الجمعة إما مسبقاً، أو إرساله عبر جهاز «الفاكس».

منذ سنوات قليلة، صارت تركبني حالة من «العزوف» عن الخوض وتناول أحداث الساعة السياسية، الدولية والعربية .. وحتى الفلسطينية.

سن التقاعد عن الكتابة المواظبة الصحافية هي ٦٣ - ٦٧ سنة، لكن يمكن لصحافي مخضرم أن يكتب سنوات أخرى في فترات متقاربة أو متباعدة.

ها قد تجاوزت سن التقاعد عن المواظبة الصحافية مدة عشر سنوات، وخرجت من نظام التأمين الصحي لشركة ومؤسسة الأيام منذ خمس سنوات، إلا باستثناء تغطية فواتير الفحوص الطبية الدورية.

منذ العام ٢٠٠٩ توقفت عن كتابة «أطراف النهار» خلال إجازاتي السنوية، وإرساله عبر الفاكس، ولم ينقطع العمود يوماً خلال أيام الانتفاضة الثانية، كما لم ينقطع العمود اليومي خلال حصار بيروت ١٩٨٢.

ربع قرن على كتّاب الفصائل في «الأيام» وفوقها عقد آخر من السنوات، ومن بعدها سوف يتسلم جيل جديد من كتاب الرأي راية كتابة المقالات الأسبوعية، وربما الأعمدة اليومية!

ربع قرن ليس بالزمن القليل، لأن الذي ولد في العام ١٩٩٥، يوم ميلاد «الأيام» صار خريجاً جامعياً الآن.

القرار السياسي الفلسطيني

في زمن ثورة المنفى، رفعت م.ت.ف شعار القرار السياسي المستقل، وهو ما اعتبره الرئيس السوري حافظ الأسد نوعاً من «بدعة» .. كان الأمر شعاراً صعب التطبيق الفعلي، لكن إذا نظرنا إلى واقع دول عربية عديدة، خاصة بعد العام ٢٠١١ ورياح الربيع العربي، سوف نجد بعضها تحت نوع من الاحتلالات الأجنبية، خاصة في سورية، واليمن، وليبيا.

لنقل بصراحة إن القرار السياسي السلطوي الفلسطيني يبدو أكثر استقلالية من قرار دول عربية مستقلة. نعم فلسطين السلطوية تحت الاحتلال الأمني الإسرائيلي، لكنها لم ترضخ له منذ الانتفاضة الثانية، وبشكل خاص مع رفض السلطة مشاريع إدارة ترامب.

 

قد يهمك ايضا
بين قرار بنسودا وتقرير غولدستون
رأس العين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ربع قرن من الزمان  ليس إلاّ ربع قرن من الزمان  ليس إلاّ



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib