بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
الخطاب الذى ألقاه وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة يوم الخميس الماضى (10/1) لم يكن أبدا خطابا عاديا، وأعتقد أنه محمل بإشارات لها ما بعدها فى السياسة الأمريكية فى المنطقة. لقد كان من اللافت أنه انتقد فى مستهل خطابه من سماه أمريكى آخر - يقصد الرئيس أوباما- وقف قبله فى القاهرة وقال إن الإرهاب الإسلامى المتطرف لا ينبع من أيديولوجيه....وأن الولايات المتحدة و العالم الإسلامى تحتاج إلى بداية جديدة...وقال بومبيو إن: نتائج هذه التقديرات كانت سيئة للغاية....لماذا؟
قال بومبيو .. لقد قللنا كثيرا من خطورة الإسلام السياسى المتطرف ووحشيته. فى هذا السياق العام فإننى أتفق مع تقدير وكالة «فوكس نيوز» الأمريكية بأن خطاب بومبيو عكس نقطة تحول فى السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط من نواح ثلاث، أولاها: أن الهدف الرئيسى للسياسة الأمريكية الراهنة فى المنطقة أصبح هو التصدى لما تعتبره الطموحات الخطيرة والاستبدادية لإيران، على أساس ان القوى المتطرفة الأخرى مثل داعش والقاعدة أصبحت أقل خطرا بتأثير الضربات العنيفة التى تلقتها. ثاينتها، التحول من مواجهة الإرهاب الإسلامى إلى الإسلام الراديكالى باعتباره الأيديولوجية التى تحرك كل صانعى الاضطرابات فى المنطقة..، وذلك يعنى ليس فقط مواجهة الإرهابيين مثل القاعدة وإنما مجموعات الإسلام السياسى مثل الإخوان المسلمين.
أما الناحية الثالثة فتتعلق بالسعى الأمريكى لإدماج إسرئيل فى المنطقة، وهنا اهتم بومبيو بأن يذكر مستمعيه بأن: السلام الوطنى الإسرائيلى أذيع بمناسبة فوز لاعب جودو إسرائيلى فى إحدى المسابقات فى دولة الإمارات، وأن هذه الواقعة ومثلها كثير لم تنقلها الوسائط الإعلامية. وأخيرا، ذكر بومبيو مستمعيه بمبدأ «أمريكا أولا » وبأن المساندة التى توفرها الولايات المتحدة لأصدقائها فى المنطقة يجب أن تقابلها مساعدة ومشاركة من جانبهم لهزيمة التطرف الإسلامى!.