إبطال مفعول المفرقعات التكفيرية

إبطال مفعول المفرقعات التكفيرية

المغرب اليوم -

إبطال مفعول المفرقعات التكفيرية

بقلم : خالد منتصر

قبل أن يذهب الشهيد الرائد مصطفى عبيد لإبطال مفعول المفرقعات التفجيرية على سطح المسجد، كانت هناك مفرقعات تكفيرية فى عقل المجرم حامل الحقيبة اللعينة الذى ذهب بكل ثقة وهدوء لوضع المتفجرات فى بيت الله.. بيت الطمأنينة.. المسجد، إبطال مفعول تلك الأفكار التكفيرية مهمة لا تقل خطورة وإجهاداً وتركيزاً عن إبطال مفعول قنابل الحقيبة التى أبلغ عنها إمام المسجد والتى لولا هذا السيناريو لحدثت الكارثة بإخراج شيطانى لعين، كانت مانشيتات الإخوان ستحمل تلك العبارة الديناميتية النابالمية المرعبة «قنبلة تلقى على كنيسة من سطح مسجد»!!، بعدها وبلغتنا العامية «خد عندك»، كارثة اجتماعية حقيقية وفتنة طائفية ملتهبة كانت ستحدث من جراء هذا الإخراج الراسبوتينى القذر، كان المتوقع من هذا الترتيب أن يتشاجر ويتقاتل المصريون أبناء الوطن الواحد خارج حدود الكنيسة ولا يفرون من داخلها فقط، كان المخطط أن يكون حجم الدماء فى الخارج أضخم من الداخل، كرة البنزين الملتهبة كانت ستقتحم كل شارع وكل حارة وكل بيت، هذا هو الغرض الحقيقى من تلك القنابل الشيطانية، أن ينقسم الوطن بسكين الفتنة المسنون الحامى، كرة البنزين التى ستقتحم البيوت والعقول والمقاهى هى أفكار التكفير وكراهية الآخر، أفكار فى مناهج دراسية وكتب دينية وبرامج تليفزيونية، بح صوتنا من تكرار تلك النداءات، ودائماً النتيجة حذف سطر هنا وجملة هناك، لكن المنهج التكفيرى يطل برأسه الثعبانية كل فترة من بطون الكتب وسلالم المنابر، بعد كل جريمة طائفية تحدث ردود فعل انفعالية مؤقتة تقال فيها الخطب الرنانة والقبلات الدامعة، وبعدها يعود زيد عند عبيد، ونعود إلى وضع السكون القلق، كما كنت، لا بد من الجرأة والشجاعة فى مواجهة النصوص المحرضة على الآخر، لا بد من الحسم فى مجابهة رجال دين ودعاة يدعون لعدم تهنئة الأقباط وينعتونهم بالكفار ويخوضون فى تسفيه العقائد.. إلخ، لا بد من إلغاء الجلسات العرفية التى وضعناها بديلاً للمواجهات القانونية والأمنية، ولابد من تسمية الأشياء بمسمياتها، فحين يحدث تدمير وتشب حرائق فى قرية نتيجة تحريض من على منبر فى يوم جمعة يصرخ به الخطيب «الحقوا كنيسة.. الحقوا صليب.. إلخ»، لا بد من أن نصفها التوصيف الصحيح وهو أنها جريمة همجية وليست مجرد أحداث أو مناوشات أو خلافات، ولا بد أن نرسخ فى عقل رجل الشرطة أن تلك جريمة بربرية حتى لا يقف البعض متفرجاً منتظراً فرمانات الجلسات العرفية، رحم الله الشهيد مصطفى عبيد، جرحنا النازف من الحزن على هذا الشاب كبير، لكن الأكبر هو جرحنا النازف من أفكار التكفير التى تسبق التفجير.

 

نقلًا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إبطال مفعول المفرقعات التكفيرية إبطال مفعول المفرقعات التكفيرية



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية

GMT 15:10 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

شركة دودج تختبر محرك سيارتها تشالنجر 2019

GMT 19:15 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف النصري علي ردار فريق "ليغانيس" الإسباني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib