ها هو بايدن يفتح الأقواس
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

ها هو بايدن يفتح الأقواس

المغرب اليوم -

ها هو بايدن يفتح الأقواس

أمير طاهري
أمير طاهري

مع تأكيد المجمع الانتخابي على فوز جو بايدن بالانتخابات التي جرت الشهر الماضي، بات في حكم المؤكد أن المرشح الفائز سوف يجري تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة في 6 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإن لم يحدث ظرف طارئ فسوف يؤدي اليمين الدستورية في الـ20 من يناير.

تُـرى كيف يبدو تولي بايدن مهام الرئاسة؟

نظراً لخصوصيات الديمقراطية الأميركية؛ فإن مثل هذا التخمين قد يتسبب في إثارة مشكلات مستقبلية. فقد تبين أن الرؤساء الذين تكهن الناس بقيادتهم للبلاد إلى حافة الهاوية كانوا أكثر أماناً من غيرهم، وبالمثل فأولئك الذين ألهموا الناس بالأحلام الرومانسية سقطوا من عنان السماء، تماماً كما حدث لإكاروس عندما ذابت أجنحته.

ويعتقد بعض المراقبين أن إدارة بايدن سوف تكون أشبه بفترة ولاية ثالثة للرئيس السابق باراك أوباما. كان بايدن نائباً للرئيس أوباما طيلة ثمانية أعوام، وكان عدد كبير من الأشخاص الذين اختارهم في إدارته من إدارة أوباما نفسها.

لكنى أعتقد أن هؤلاء المراقبين على خطأ. فالواقع أن فريق بايدن قريب الشبه بأوباما فيما يخص الموظفين، لكنى أشك أنه سيكون كذلك في السياسة، فقد نرى الفريق نفسه يؤدي مسرحية شكسبير «جعجعة بلا طحين»، وربما «هاملت».

ورث ليندون جونسون رئاسة جون كيندي بطاقم الموظفين نفسه، لكن تبين أن أسلوب إدارته كان مختلفاً. كان أوباما استثنائياً بقدر ما كان يتمتع بخبرة سياسية بسيطة قبل دخوله البيت الأبيض. وبوصفه «منظّراً اجتماعياً» فقد تصور أنه بإمكانه إدارة الأمور فقط بإلقاء الخطب. ففي فترة ولايته القصيرة نائباً في مجلس الشيوخ كان غائباً في كثير من الأحيان ولم يفعل أي شيء تقريباً كمشرّع. وبوصفه رئيساً، كان يتصور أن الأمور تتم بالخطب وأن المشاكل يمكن أن تحل فقط بالتهرب منها.

ومع تغطية القسم الأعظم من حياته المهنية بالخبرة التشريعية، فإن بايدن سياسي مختلف، فهو يدرك أن الزعم بالقدرة على «جعل المحيطات تنحسر»، كما فعل أوباما، أمر سخيف. وهو يعلم أيضاً أن كل قضية في السياسة الأميركية قد تؤدي إلى ما أطلق عليه جورج شولتز «حرباً شعواء»، وأنه من غير الممكن حل مشكلة بنسبه مائة في المائة كما قال أوباما عن خطته الرامية إلى حل النزاع العربي - الإسرائيلي.

فضلاً عن ذلك، فإن الموقف الحالي في البلاد يختلف عما كان عليه حين كان أوباما يخوض الانتخابات. في ذلك الوقت اتجه العديد من الأميركيين إلى أوباما لتحقيق الحلم، وبعضهم للتكفير عن الذنب الحقيقي أو المتخيل الموروث عن الأجداد، والبعض الآخر على أمل دفع الأمة نحو اليسار.

في ذلك الوقت كان أوباما المرشح الملهم وجون ماكين المرشح الممل. لكن هذه المرة، كان المنافس مملاً. وكما يقول مارك آش، العضو البارز في الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي، «كانت حملة عام 2020 غريبة... ولم يكن الفائز ملهماً على الإطلاق، بل كان الخاسر واحداً من أكثر المرشحين إلهاماً في التاريخ الأميركي. وكان ترمب، وليس بايدن، هو الذي دفع الناخبين إلى صناديق الاقتراع، بين الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء. كنت إما ملهماً بالتصويت لصالح ترمب أو ضده؛ كان ترمب يمثل الرقم الذي يحدد الفائز».

ولكن أياً كان ما قاله آش، فأنا أعتقد أن كونه مملاً في الديمقراطية فهي ميزة. ألم يكن كليمنت أتلي رجلاً مملاً في السيرك السياسي البريطاني؟ ألم يكن الممل جورج بومبيدو ملهماً في السياسة الفرنسية؟ ألم يقل أرسطو إن أفضل الزعماء في الديمقراطية هم «المواطنون المتوسطون»؟ ألم يحذرنا كونفوشيوس من «الرجال الملوّنين»، حتى في الصين المستبدة؟

لقد انتخب أوباما لأنه أوباما؛ وفاز بايدن لأنه لم يكن ترمب. ويزعم بعض المراقبين أن إدارة بايدن سوف تفشل لأنها تتألف في الأغلب من شخصيات «روبنز»، أي مساعدين، وليس «باتمان» الذي يقوم بكل شيء بمفرده. ولكن التهوين من شأن الرجل الثاني كثيراً ما يكون على القدر نفسه من الخطأ في عالم السياسة، كما هو الحال في عالم المال والأعمال. فقد نجحت الحملة الأولى التي شنها زركسيز لضم اليونان بفضل ماردونيوس، الرجل الثاني في القيادة. وفي «واترلو»، قام ماركيز أنجليسي، بطل معركة «واترلو» بالعبء الأكبر، رغم أن ولينغتون نال الثناء والفضل.

ورغم أن كثيرين كانوا في الصف الثاني وربما حتى الثالث في الإدارات السابقة، فإن فريق بايدن يضم كوكبة من الخبرات التي قد تعيد انضباط الدولة. لقد وضع بايدن الأعضاء الأكثر إثارة للجدل في إدارة أوباما بمعزل عن الآخرين.

وسوف يستخدم جون كيري عديم الفائدة نشاطه المحدود في العمل منسقاً للشؤون البيئية المتقلبة. والواقع أن سوزان رايس، التي حاولت أن تصبح وزيرة للخارجية، ستحصل على منصب يسمى «المنسق المحلي»، وهو منصب بسيط ومتواضع. وعلى المنوال نفسه، هيلاري كلينتون التي اشتهت البنتاغون تتجرع كأس الحسرة.

كما رفض بايدن إحضار ما يسمى «التقدميين» إلى الطاولة العليا. فقد خاضت إليزابيث وارين حملة للحصول على وزارة الخزانة في حين طلب بيرني ساندرز منصب وزير العمل.

الأسبوع الماضي، دعا بايدن زعماء «الحقوق المدنية» وأمطرهم بوابل من التوبيخ بزعم أن تطرفهم، الذي عبّروا عنه من خلاله تبنيهم لحركة «حياة السود تهمنا»، وكذلك الحملة الرامية إلى إسقاط الشرطة، منعته من «هزيمة ترمب» بفوز ساحق. وقد تلقى «التقدميون» اللوم أكثر من غيرهم لأن ترمب تمكن من مضاعفة أصواته بين الأميركيين من أصل أفريقي وإسباني.

وإذا كان شعار رونالد ريغان «قم بحملتك شعراً واحكم نثراً»، فيبدو أن بايدن اختار النثر منذ البداية. ولهذا السبب؛ كان المنبر الذي قدمه أكثر بطولة من ذلك المنبر الذي روّج له مِت رومني في عام 2008.

ورغم الضغوط التي مارسها التقدميون، فقد استطاع بايدن تفادي إلزام نفسه بمراجعة كل ما فعله ترمب.

لن يجعل بايدن الولايات المتحدة تعتمد على الطاقة المستوردة طالما أن مناطق تصدير النفط بما فيها الشرق الأوسط وحوض بحر قزوين وفنزويلا غير مستقرة. وسوف تستمر الجهود الرامية إلى تشذيب أجنحة الصين، بل وربما تزداد حدة، غير أن العائق الأكبر سيكون تلك الصفقات المشبوهة التي عقدها هانتر بايدن مع الشركات الصينية، وهو ما سيقض مضاجع بايدن خلال فترة رئاسته.

ومن غير المرجح أيضاً أن يتراجع بايدن عن حملته لإقناع الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل، في حين لا يتصور أحد أنه سوف ينقل السفارة الأميركية بعيداً عن القدس.

وفيما يتصل بالعلاقات مع الجمهورية الإسلامية في إيران، فإن بايدن يحمل ورقة العقوبات القوية التي ابتكرها أوباما والتي تم تطبيقها في عهد ترمب. ولم يقدم أوباما سوى الجزرة ثم الفشل، ولم يعرض ترمب سوى العصا ولم يحقق هدفه من تحجيم المرشد الأعلى علي خامنئي أو حتى حسن روحاني. والآن أصبح بايدن في وضع أقوى من أوباما وترمب لأن نظام الخميني أصبح أضعف مما كان قبل أربعة أعوام.

إن تبني «اتفاق باريس» بشأن المناخ ليس بالمهمة السهلة أيضاً. ففي الأسبوع الماضي اعترف سراً الموقعون على «اتفاقية المناخ» بأنهم لم ينفذوها. ولا يستطيع بايدن أن يفعل أكثر من مجرد الخضوع لمجلس الشيوخ، حيث من المرجح أن يرفَض الاتفاق في هيئته الحالية.

وحتى إذا خسر الجمهوريون المقاعد التي ما زال النزاع حولها قائماً في جورجيا، فإن بايدن لن يحصل على الأغلبية التي يحتاج إليها في مجلس الشيوخ. والواقع أن معسكره الديمقراطي مقسم إلى «تقدميين» ومحافظين يستطيعون الالتفاف حوله من اليسار أو اليمين. ففي عام 2022 سوف يكون ثلث أعضاء مجلس الشيوخ مع إعادة الانتخاب - وهذه المرة سيكونون من الديمقراطيين أكثر من الجمهوريين. وبحلول ذلك الوقت سوف تعود البلاد إلى الإعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة. وقد يكون السؤال كالتالي: هل يترشح بايدن وهل يجد ترمب منافساً مرة أخرى؟

ويأمل العديد من الأميركيين أن تثبت فترة ولاية ترمب أنها كانت أكثر من مجرد أقواس حول جملة. فهم لا يدركون أن ولاية بايدن سوف تكون أيضاً تلك الأقواس نفسها. الواقع أن كل فترات الرئاسة الأميركية سرعان ما أغلقت القوسين. لكن الدائم هو الديمقراطية الأميركية التي تحافظ على ثبات سفينة الدولة حتى في مواجهة أكبر العواصف.

حسناً، ها نحن قد بدأنا بالنثر وننتهي بالشعر، وهو ليس بالمؤشر الجيد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ها هو بايدن يفتح الأقواس ها هو بايدن يفتح الأقواس



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib