ترمب وجائزة نوبل إبرام الصفقات مقدَّم على شن الحروب
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

ترمب وجائزة {نوبل}... إبرام الصفقات مقدَّم على شن الحروب

المغرب اليوم -

ترمب وجائزة نوبل إبرام الصفقات مقدَّم على شن الحروب

أمير طاهري
أمير طاهري

هل يحظى الساسة في النرويج بروح الدعابة على أي حال؟ أم لعلهم يقصدون استفزاز الآخرين من خلال ترشيحهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب للحصول على جائزة نوبل للسلام في خضم أكبر حملة منظَّمة لتشويه سمعة الشخصيات تلك التي واجهها أي مسؤول سياسي غربي في الآونة الأخيرة؟

للوهلة الأولى، قد تكون لدى الرئيس ترمب أحقية ما للمطالبة بالحصول على جائزة نوبل للسلام. فلقد توسط فعلياً في بلوغ حالة التطبيع المشهودة بين إسرائيل واثنين من خصومها السابقين من العرب، ومن المتوقع أن يتبعهما المزيد من البلدان العربية الأخرى. وربما أنه قد تمكن أيضاً من القضاء على آخر صورة من صور النزاع في يوغوسلافيا السابقة من خلال الوساطة السياسية لبلوغ حالة التسوية السلمية بين صربيا وكوسوفو.

وفي كلتا الحالتين، تمكّن الرئيس ترمب ببراعة من تجاوز عدة عقبات تاريخية، ومعنوية، وآيديولوجية اعتقد الكثيرون -بمن فيهم كاتب هذا المقال - أنه من غير السهل تجاوزها أو التغلب عليها في المستقبل المنظور. أما عن كيفية تمكنه من ذلك، وما هي التدابير والإجراءات الغامضة التي استعان بها في إبرام مثل تلك الصفقات، فهي من الأمور التي تستلزم الكثير من التكهن. ولكن النقطة الجديرة بالأهمية، بقدر اهتمام مجلس جائزة نوبل بالأمر، أن الرئيس ترمب قد تمكن من فعل ذلك، لقد نجح في إرساء السلام حيثما وُجد النزاع.
دونالد ترمب صانع السلام؟ نجد ردود فعل مفعمة بالتهكم من النخب الليبرالية على جانبي المحيط الأطلسي لقاء هذه العبارة!

ولكن مع إيلاء نظرة متفحصة على الأمر ربما نجد سرداً مغايراً تماماً للمسألة برمّتها. بادئ ذي بدء، وعلى استثناء الرئيس الأميركي الأسبق دوايت آيزنهاور، يعد دونالد ترمب هو الرئيس الأميركي الوحيد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية الذي لم يقد بلاده إلى حرب خارجية واسعة المجال أو محدودة النطاق.

أدخل الرئيس الأسبق هاري ترومان الولايات المتحدة في الحرب الكورية. ثم جاء الرئيس جون كيندي ليورّط بلاده في حرب فيتنام. ثم وسَّع خليفته الرئيس ليندون جونسون تلك الحرب إلى لاوس. وجاء ريتشارد نيكسون ثم جيرالد فورد وأطالا أمد تلك الحرب الضروس ونقلاها إلى كمبوديا. بعد ذلك خاض الرئيس رونالد ريغان حربه المصغرة في غرينادا، فضلاً عن حروب بالوكالة في السلفادور ونيكاراغوا في الوقت الذي كان يساعد المملكة المتحدة في حربها حول جزر الفوكلاند. وقاد الرئيس جورج دبليو إتش بوش (الأب) بلاده إلى غزو العراق، بالإضافة إلى توغل موجز - ولكنه موجع - في الصومال. ثم جر الرئيس بيل كلينتون الولايات المتحدة إلى المستنقع اليوغوسلافي. وانتهى الأمر بالرئيس جورج بوش الابن بحرب مزدوجة في كل من أفغانستان أولاً ثم العراق تالياً. ومن خلف الكواليس السياسية، جر الرئيس باراك أوباما بلاده إلى الحرب في ليبيا في حين شرع في أكبر حملة جوية في التاريخ باستخدام الطائرات المسيّرة في أفغانستان، وباكستان، واليمن. كما دعم وساند شعوباً في ثورات الربيع العربي، ثم رفض مد يد المساعدة لهم مما أسفر عن اشتعال الحروب الأهلية المدمرة، ومن أبرز أمثلتها الواضحة: سوريا. كما أدى تشجيعه الصريح لملالي السلطة في طهران إلى تسارع جهود بناء إمبراطوريتهم الواهمة المزعومة، مما دفع منطقة الشرق الأوسط بأسرها إلى الحرب والخراب.
لكن على العكس من ذلك، رفض الرئيس ترمب، صانع الصفقات خوض المغامرات العسكرية غير المحسوبة ضد كوريا الشمالية. كما اتخذ ترمب قرارات عدة بوقف شن سلسلة من الضربات الجوية المخطط لها مسبقاً ضد إيران. وأخيراً وليس آخراً، حاول الرئيس ترمب التوسط في إبرام اتفاق سلام مع حركة «طالبان» الأفغانية.

ربما يتفق المرء أو لا يتفق مع هذه التصرفات، وفي بعض الحالات، ولا سيما مع إضفاء قدر من الشرعية على حركة «طالبان»، قد يثور لدى أحدنا شعور ضمني بالخيانة. غير أنه فيما يتعلق بقرار مجلس جائزة نوبل، فإن كل هذه الأعمال كانت تهدف في المقام الأول إلى صنع السلام.

وإنني أشكك في أن النخب الليبرالية صاحبة الكلمة الأخيرة في مسألة جائزة نوبل سوف تتخير منحها للرئيس ترمب في خاتمة المطاف. ولكن إن فعلوا ذلك، فسوف يكون ترمب هو الرئيس الأميركي الخامس الذي يحصل على هذه الجائزة. وإن نجح الرئيس ترمب في الحصول فعلاً على جائزة نوبل للسلام، فسوف يكون هو الأكثر استحقاقاً لنيل تلك الجائزة بينهم جميعاً.
كان الرئيس الأميركي الأول الحائز جائزة نوبل للسلام هو تيودور روزفلت في عام 1906 جراء الوساطة في وقف إطلاق النار في الحرب الروسية اليابانية التي خسرتها روسيا في خاتمة المطاف. غير أن وساطة روزفلت لم تقضِ تماماً على أصل الصراع حول بحر «أوخوتسك»، سيما مع استعادة روسيا خسائرها في الحرب العالمية الثانية مع بسط السيطرة وضم أرخبيل «كوريل» الياباني. ولقد كان الرئيس روزفلت - الملقّب إعلامياً باسم «تيدي» - أبعد ما تكون شخصيته عن رمزية «الحب والسلام». فلقد شن الحرب من أجل استكمال عملية غزو الفلبين، ثم شن حملة للانضمام إلى الحرب العالمية الأولى. والأسوأ من ذلك، أن الرئيس روزفلت العزيز للغاية كان متحمساً لعلوم تحسين النسل، وأصدر التوجيهات بضرورة تعقيم المجرمين، وحظر المتخلفين عقلياً من إنجاب الأبناء ثم الأحفاد.

وكان الرئيس الأميركي الثاني الحائز جائزة نوبل للسلام هو وودرو ويلسون في عام 1919. ورغم الإشادة العالمية بنزعة الرئيس ويلسون الأممية الليبرالية فإنه قاد الولايات المتحدة إلى خوض الحرب العالمية الأولى، والتي أصدر مع نهايتها إعلاناً يتألف من 14 بنداً يتعهد بحق تقرير المصير لدى العديد من «الأمم» والأمم «الناشئة» في أوروبا، والشرق الأوسط. وتجاهلت بريطانيا وفرنسا ذلك الإعلان، وانطلقتا في مجريات توسيع الإمبراطورية عبر سلسلة من المعاهدات بدءاً من معاهدة «فرساي»، إلى «لوزان»، ثم «مونترو».

وخلال فترة رئاسته، خاض الرئيس وودرو ويلسون - الحائز جائزة نوبل للسلام - عدة حروب خارج البلاد، ومن أبرزها عملية غزو المكسيك بهدف الاستيلاء على «فيرا كروز» وزعزعة استقرار نظام حكم الطاغية المكسيكي فيكتوريانو خويرتا لصالح الرئيس الليبرالي فينوستيانو كارانزا.وكان وزير خارجية الولايات المتحدة في عهد الرئيس ويلسون - ويليام جينينغز برايان - قد أصدر بيانات جيدة للغاية للنخب الليبرالية في البلاد غير أنها لم تترافق بالكثير من الأفعال.

ولو كان ويليام جينينغز برايان حياً يُرزق بيننا اليوم لكان من الممكن استبعاد عنصرية الرئيس ويلسون المقنّعة بصورة سلسة ورقيقة.

وكان الرئيس جيمي كارتر هو الرئيس الأميركي الثالث الحائز جائزة نوبل للسلام تقديراً لعقود أمضاها في بذل الجهود الدؤوبة من أجل الوصول إلى حلول سلمية للنزاعات الدولية والعمل على تعزيز الديمقراطية. وحيث إن الرئيس كارتر لم يحكم إلا لفترة رئاسية واحدة فقط، فلم يكن من الواضح مصدر عبارة «عقود من الجهود المبذولة». وعلى أي حال، وعن طريق تسليح، وتدريب، وتمويل المجاهدين الأفغان الأوائل، بدأ الرئيس كارتر حرباً لا تزال مستمرة من دون توقف في أفغانستان وحتى اليوم. وكانت عملية الغزو المصغرة «الهزلية» التي خاضها الرئيس كارتر من أجل إطلاق سراح الرهائن الأميركيين المحتجزين لدى الثورة الإيرانية الناشئة تعكس بوضوح أنه لم يكن يخجل أبداً من اللجوء إلى استخدام القوة، بيد أنه لم يعرف كيفية استخدامها بالشكل الصحيح.

أما الرئيس الأميركي الرابع الذي اُختير لنَيل جائزة نوبل قبل أن يتولى رئاسة الولايات المتحدة فكان باراك أوباما. وتعكس حالته الخاصة ما أومأ إليه الشاعر الإنجليزي الراحل صمويل تايلور كولريدج بقوله في عام 1817: «توقيف التكذيب» لما اعتزم مجلس جائزة نوبل فعله بتكريم باراك أوباما بمنحه الجائزة على ما سوف يقوم بفعله في المستقبل. وحقيقة أن باراك أوباما أخفق في أن يكون على مستوى الجائزة الكبيرة من صناعة السلام عوضاً عن الحرب - كما كان يتوقع مجلس حكام الجائزة من قبل - هي من الأمور البعيدة عن صلب الموضوع، أي يواصل أنصاره الإعجاب به لأنه دغدغ أحلامهم بأحاديثه المعسولة من دون أن يحاول تحقيق أيٍّ منها في أرض الواقع.

إن رسالة دونالد ترمب «إبرام الصفقات مقدم على شن الحروب» ليست مثيرة على النحو الفكري بدرجة تدعو النخب الليبرالية ممن وضعوا قواعد وأساليب التلاعب على غرار مجلس جائزة نوبل. وربما يحصل دونالد ترمب على الجائزة في خاتمة المطاف، ولكن لا تحبسوا أنفاسكم كثيراً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترمب وجائزة نوبل إبرام الصفقات مقدَّم على شن الحروب ترمب وجائزة نوبل إبرام الصفقات مقدَّم على شن الحروب



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib