الدولة الحديثة «قبيلتي إماراتي»
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

الدولة الحديثة.. «قبيلتي إماراتي»

المغرب اليوم -

الدولة الحديثة «قبيلتي إماراتي»

عبدالله بن بجاد العتيبي
بقلم - عبدالله بن بجاد العتيبي

دولة المواطنة الحديثة جديدة نسبياً في المنطقة مقارنة بتاريخها العريق في أوروبا من عصور النهضة والتنوير إلى الوقت المعاصر، وهي كتنظيم شامل للحياة تسعى لتترسخ أكثر فأكثر كفكرةٍ ومبدأ ونظام اجتماعي متكامل. واجهت الدولة الحديثة في العالم العربي تحدياتٍ كبرى وهي لم تستو على سوقها بعد.

ففي بعض الدول العربية تمّ التقليل من مفهوم «الوطنية» لدى تياراتٍ عريضةٍ من الشباب المتحمس في فتراتٍ تاريخية مختلفة لصالح مفهوم «القومية» لدى «القوميين» و«الناصريين» و«البعثيين» ولصالح مفهوم «الأممية» لدى «الشيوعية» و«اليسار» ثم عند جماعات الإسلام السياسي، وهذه التحديات بعضها على مستوى النظام السياسي الذي يسعى لتعريف نفسه وبعضها على مستوى الشباب الباحث عن الجديد.

هذا مفهومٌ في سياق حماسة الشباب، ولكنه معيبٌ حين يتبني شابٌ أطروحات «اليسار» قبل أن يفشل عالمياً ثم يصرّ عليها كهلاً، والتحدي الجديد الذي يواجه الدولة الحديثة مختلفٌ إذ يكمن في التقليل من شأن الدولة الحديثة لصالح انتماءات أضيق مثل «المناطقية» و«القبلية». في يوم المعلم العالمي تحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مع المعلمين قائلاً: «نحن عائلة واحدة، بغض النظر عن اللهجة أو الملابس أو القبيلة» ثم تساءل سموه «ما هي القبيلة الصحيحة؟» فأجابه الحضور جميعاً «إماراتي» وأكد سموه الجواب وأضاف «هذه القبيلة الصحيحة، هذه القبيلة التي تجمعنا معاً».

تكمن أهمية هذا الحديث في التقاطه وتكثيفه للتحديات التي واجهت وتواجه مفهوم «الدولة الحديثة» ومفهوم «الوطنية» تاريخياً وواقعياً وفي حكمة التوجيه الصحيح لها كمعطى اجتماعي راسخ ومهم يتم البناء عليه ضمن الرؤية الأوسع للدولة والمجتمع. التحدّي الاجتماعي والسياسي ليس في القبيلة كانتساب لها ولا في القبليّة كقيم أصيلة تحث على صلة الرحم والقيم الأخلاقية، بل في توهم البعض أنها انتماءٌ في مقابل الدولة، وفي التعصب الأعمى لها، وهي مثلها مثل مفاهيم معرقةٍ في القدم قبلها كـ«العرقية» و«الطائفية» وجميع عناصر «الهويات القاتلة» والحل الأمثل هو ترسيخ إيجابياتها وتقليل سلبياتها بالعلم والحكمة والمصلحة المجتمعية. تحدّي الانتماء الذي مثلته «القبيلة» في مطلع الإسلام جاء بنصوص واضحةٍ لا تلغي «القبيلة» بل تعزّز قيمها الصالحة، ولكنها لا تجعلها انتماءً يعارض الإسلام، والأمر ذاته مرّ بعلاقة «القبيلة» بـ«الدولة» في تاريخ المسلمين وغيرهم من الأمم.

«القبيلة» موجودةٌ قبل الإسلام وقبل «الدولة الحديثة» وعبر التعامل معها كمعطى واقعي وطبيعي وإيجابي يمكن تلافي أي خللٍ أو غلوٍ. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج مشاريع وبرامج وهيئات للتعامل مع «القبيلة» بترسيخ الجيد والمفيد ودعمه. بعد استقرار الدولة الحديثة في المنطقة لم تشكل «القبيلة» تحدياً، بل على العكس كانت رافداً مهماً ضمن الروافد الاجتماعية للدولة، ويمكن التأريخ لتحوّل بعض مظاهرها لتحدٍ للدولة بحرب الخليج الثانية و«احتلال الكويت» حيث تمّت استعادة مخاوف وموروثات قديمة بشكل واسع الانتشار والتأثير.

شهدت تلك المرحلة انتعاشاً لمظاهر «القبيلة» كاستجابة للتهديد والخطر التاريخي، فشهدت حضوراً قوياً لـ«أشجار الأنساب» و«الشعر الشعبي» و«مسابقات الإبل» وغيرها وتمّ التعبير عن ذلك بمظاهر اجتماعية جديدةٍ ووسائل إعلامية من «مجلاتٍ» و«قنواتٍ» و«مسابقاتٍ» ثم «مواقع إلكترونية» وصولاً إلى «مواقع التواصل الاجتماعي» في سلسلة سبق لكاتب هذه السطور نشر بحوثٍ تتناولها بالتفصيل في هذه الصحيفة.

أخيراً، فالغلو والتطرف مذمومان في كل شيء، ومواجهة الغلو في «الدين» ليست مواجهة مع الدين نفسه، ومواجهة أي خلل مجتمعي ولو في بعض مظاهره فحسب ليست خللاً في المجتمع أو أي من فئاته، بل المقصود أن تكون الحكمة رائداً والعقل قائداً والصالح العام حكماً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدولة الحديثة «قبيلتي إماراتي» الدولة الحديثة «قبيلتي إماراتي»



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib