محاولة لفهم ما يجري
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

محاولة لفهم ما يجري

المغرب اليوم -

محاولة لفهم ما يجري

عبدالله بن بجاد العتيبي
بقلم - عبدالله بن بجاد العتيبي

فلسطين هي القضية العادلة التي دمّرتها الخطابات التي دافعت عنها عبر عقودٍ، كالخطاب القومي والخطاب اليساري والخطاب الإسلاموي، وهي خطابات افتقرت للعقل السياسي القادر على إدارة ملفات معقدةٍ بوعيٍ وحكمةٍ وتوازنٍ، من ترهات حسنين هيكل إلى حماقات «اليسار العربي»، وصولاً إلى تطرفات سيد قطب، وهؤلاء الثلاثة تحديداً مع ما بينهم من التداخلات والشد والجذب، إلا أنهم هم من علت أصوات تياراتهم بعد أحداث غزة.

كان في المنطقة صراعٌ ممتدٌ لعقودٍ من الزمن بين مشروعات ثلاثةٍ: المشروع الطائفي الذي يتبنى «المقاومة» ضمن مفرداتٍ متعددةٍ وتقوده إيران، والمشروع الأصولي الذي يريد إسقاط الدول العربية وبناء دولة الآيديولوجيا، أو «الخلافة» ويقوده بعض الأتراك وبعض العرب، وجماعات الإسلام السياسي وتنظيمات الإرهاب، والمشروع الثالث هو مشروع الاعتدال العربي وتقوده السعودية ومصر والإمارات ومن معهم من الدول العربية.

قبل أكثر من عقدٍ ظنّ المشروعان المعاديان للعرب أنهما انتصرا إبّان ما كان يعرف زوراً بـ«الربيع العربي»، ولكن دول الاعتدال العربي قلبت الطاولة على الجميع وأعادت الاستقرار للمنطقة، ولم تلبث السعودية في السنوات الأخيرة أن أخذت زمام القيادة في المنطقة بقوتها الذاتية وتحالفاتها الإقليمية والدولية، برؤيتها ومشروعها ونجاحاتها، فأصبحت قبلة العالم والاقتصاد والسياسة، وحلم الشباب وأمل الأجيال، ودعمت حلفاءها وقلّمت أظافر الخصوم بإدارة مذهلة للملفات المعقدة ورسم طرق التنمية والمستقبل لنفسها وللمنطقة بأسرها.

لم ترضَ المشروعات المعادية بذلك وهي ترى نهاية الطريق، وفشل آيديولوجياتها واستراتيجياتها وانتصار السعودية وحلفائها الثابت ونجاحاتها المستمرة والمتواصلة، وكان لا بدّ من إعاقة ذلك بأي شكلٍ وأية طريقةٍ، وكانت أفضل الطرق لتحقيق ذلك، هي في تحريك القضية الفلسطينية لارتكاب مغامرةٍ غير محسوبة العواقب وتهييج الشارع وحشد الرأي العام العربي وخلط الأوراق إقليمياً ودولياً، وإيقاف هذه النجاحات المستمرة، وهكذا جرى.

من لا يستطيع رؤية هذا الأمر جلياً على حقيقته فلديه مشكلة في الوعي السياسي أو نقصٌ في إدراك التاريخ القديم والحديث أو هوى آيديولوجي، وإن حاول إخفاءه، فالتوصيف البارد لما جرى هو انقلاب الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي على مشروع الاعتدال والتقدم والرقي والتسامح والسلام العربي.

تحركت «الخلايا النائمة» للمحورين المعاديين للعرب في كل اتجاه، إعلامياً وفكرياً وعبر «السوشيال ميديا»، وقامت سوق «الشعارات» و«المزايدات»، وأصبح سهلاً على السعوديين رصد سهام النقد التي توجه لبلادهم من دون زمامٍ ولا خطامٍ، نقدٌ لسياستها ومشروعاتها وتنميتها واقتصادها ورؤيتها، بل وللترفيه فيها، وذلك غاية ما يكون من انكشاف للمشهد وأبعاده، وأنه يسعى جهده لإيقاف التقدم والنهوض الحضاري الذي تقوده السعودية في المنطقة.

السعودية سياسياً لم تصنع أي شيء مختلفٍ، بل واصلت سياستها الثابتة والراسخة في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته استمراراً لنهج مؤسسها الملك عبد العزيز وملوكها سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله وسلمان، وأكدت على ثوابتها ودافعت عن الحق الفلسطيني في كل محفلٍ دوليٍ وكل محادثاتٍ سياسيةٍ، واستمرت في تنميتها ومشروعاتها ورؤيتها بعيداً عن أي المغامرات والمغامرين الأسرى لآيديولوجيات متطرفةٍ أو لشعاراتٍ أكل عليها الدهر وشرب.

رد فعل إسرائيل كان متوقعاً، وجاء عنيفاً ولا إنسانياً ودموياً ومداناً، وقد علمه قادة بعض الفصائل جيداً، وهم لا يكترثون أبداً للفلسطيني العادي وما يجري له من مجازر، بل يرغبون في مكاسب سياسيةٍ يؤثرون بها على توازنات القوى في المنطقة، وهم يصرحون من قبل ومن بعد بتبعيتهم للمحور الإيراني الذي تخلى عنهم تماماً في هذه الحرب.

صور الدمار ودماء الضحايا من النساء والشيوخ والأطفال الأبرياء في غزة بدأت تخرج، والجيش الإسرائيلي يتوغل عسكرياً ولا يبدو مستعجلاً في إنهاء مهمته الدموية قبل أن يثخن، ويحرق هذه الضحايا في الطريق، وكم هو معيبٌ على من هتف في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) أن يختبئ الآن.

يحق للمتابع أن يتساءل بجديةٍ، أين اختفت الأصوات النخبوية التي شاركت الجماهير العواطف والهياج وتركت العقل والعلم؟ لماذا لا يعلقون ويكتبون الآن وغزة وشعبها المغلوب على أمره يحرقون على مجامر الآيديولوجيا وتحت نيران العدوان الإسرائيلي الغاشم، أليس هذا معيباً أخلاقياً وسياسياً؟

«وهم التطابق» بين تجارب الشعوب والأمم هو وسيلة نخبوية بدأها اليسار وتبعهم عليها غيرهم لتوحيد مشاهد بينها تناقضات لا مجرد اختلافات، ومقارنات البعض ما يجري في غزة بتجارب الجزائر أو فيتنام أو أفغانستان هي مقارنة مع فوارق كبرى، وخيارات الحرب والسلام ليست نزوةً يقررها فردٌ أو فصيلٌ تابعٌ لهذه الدولة أو تلك في المنطقة والعالم، بل هي خيارات شعبٍ بأسره وسلطةٍ تمثله، ومن العبث التلاعب بمصائر الشعوب تحت ذرائع أفكارٍ متناقضة.

أخيراً، فالأحداث القاسية تمنح الدروس، وغايات التخريب ونشر الفوضى وتعطيل التنمية والتقدم لن تتحقق مهما صنع «المقاومون» و«الشعاراتيون».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاولة لفهم ما يجري محاولة لفهم ما يجري



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib