تكافؤ الفرص تكلفة باهظة ولكن مضمونة
لبنان يوعز بمنع طائرة إيرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي وزارة الصحة اللبنانية تُعلن أن مستشفيات ضاحية بيروت ستجلي مرضاها بعد الغارات الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي يُعلن القضاء على أحمد محمد فهد قائد شبكة حماس في جنوب سوريا ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 41 ألفاً و586 شهيداً حركة نزوح كثيفة لسكان الضاحية الجنوبية لبيروت بالتزامن مع قصّف إسرائيلي عنيف الجيش الإسرائيلي يشّن غارات جديدة على مناطق متفرقة من الضاحية الجنوبية لبيروت الأمن الروسي يفتح قضايا جنائية ضد ثلاثة مراسلين أميركيين رافقوا قوات كييف في كورسك مقتل 5 عسكريين سوريين جراء قصف إسرائيلي قرب الحدود مع لبنان قرب كفير يابوس في ريف دمشق مقتل 9 مدنيين من عائلة واحدة بينهم نساء وأطفال بغارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في بلدة شبعا جنوب لبنان وفاة مشجع لنادي الجيش الملكي متأثراً بالإصابة التي تعرض لها بعد سقوطه من الطابق الثاني لملعب القنيطرة
أخر الأخبار

تكافؤ الفرص... تكلفة باهظة ولكن مضمونة

المغرب اليوم -

تكافؤ الفرص تكلفة باهظة ولكن مضمونة

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

نظرياً لا أحد يعترض على مبدأ تكافؤ الفرص: الجميع تقريباً يذكره ويلتزم به، ولكن تحققه على أرض الواقع ليس سهلاً تجسيده على النحو الذي يسجل به حضوره على مستوى الكلام والخطاب.

إن هذا المبدأ الذي أصبح المبدأ الجوهري في الخطط الأممية من الأهمية إحاطته بمجموعة من التحديات المرتبطة به وجوباً. فالأمر يتعدى التعهد الجوهري إلى مشروع دولة ضخم يحتاج إلى اعتمادات هائلة وخريطة طريق تتضمن في آخر نقطة ارتفاع في تضاريسها هدف تكافؤ الفرص.

أولا من الجيد التبني والالتزام بمبدأ تكافؤ الفرص بين الفئات الاجتماعية وبين الأوساط الريفية وشبه الريفية والحضرية وبين الجنسين وبين جميع المواطنين والمواطنات. ذلك أن مثل هذا التبني يمثل ضمانة معنوية أخلاقية علاوة على ما يعنيه من رمزية الانخراط في مشروع يقوم على العدالة الاجتماعية وعلى المساواة وعلى الإنصاف وهي مبادئ ديمقراطية بالأساس والمضي فيها حتى بتعثرات هو المضي نحو مستقبل مجتمعي ذي نسق قيمي جديد.

ثانيا يحتاج الالتزام بمثل هذا المبدأ الجميل شكلاً ومظهراً والعظيم جداً وزناً وحملاً أن تعرف كل دولة فعليا بماذا التزمت، وهو ما يتطلب تحديد مظاهر عدم التكافؤ بكل شجاعة وجرأة وروح مسؤولية، ويكون ذلك بشكل عقلاني موضوعي واستنادا إلى دراسات وتقارير تكون من مخرجاتها بيانات ومعطيات دقيقة تُحدد مواطن عدم التكافؤ بكل دقة كما تحدد الفواتير. فالحديث عن تكافؤ الفرص بين سكان الوسط الريفي وسكان الوسط الحضري يحتاج إلى ضبط حاجيات الريف في مجال البنية التحتية من مرافق وخدمات، ذلك أن توفير الطرقات والمستشفيات ووسائل النقل والمركبات والملاعب والمدارس والمساحات التجارية الكبرى... هو جوهر مبدأ تكافؤ الفرص واستحقاقاته، ومن المهم أن يتم تحديد التكلفة مالا وزمنا ليكون المطلوب كاعتمادات محددا بدقة وأيضا الزمن اللازم لتحقيق الهدف.

هكذا يتم تحديد التكلفة وهكذا أيضاً ينتقل مبدأ تكافؤ الفرص من مدار الاستهلاك الكلامي إلى برنامج مجتمعي يقرأ كلمة ورقما ومن ثم يكون مدرك المعنى.

طبعاً نحن هنا نتناول البعد الصدقي في استعمال مبدأ تكافؤ الفرص. لذلك فإن تحديد مؤشرات الفقر وقياس الفجوات فجوة فجوة هما اللذان سيعطيان لخطاب أي النخب السياسية حول تكافؤ الفرص المصداقية والمشروعية.

من ناحية أخرى فإن الأمر مرتبط بإرث تاريخي وثقافي، الشيء الذي يتطلب توعية وعملا على تغيير العقليات كما هو الشأن بالنسبة إلى تكافؤ الفرص بين الجنسين، وأيضا فيما يخص التفاوت الاجتماعي يتطلب إصلاحاً متعدد الجوانب لخيارات تنموية لها عقود وانبنت على سوء توزيع الثروات وغياب العدالة الاجتماعية. والإصلاح أحياناً أصعب من البداية من جديد. وهنا لا بد من الانتباه إلى الحاجة إلى تشريعات جديدة، أي هناك عمل على مستوى القوانين والأوامر يستغرق هو نفسه جهدا ووقتا.

آما الحلقة الأكبر فهي الاعتمادات المالية الضخمة التي يحتاجها تحقيق تكافؤ الفرص، وكلما كانت الفجوة كبيرة كانت التكلفة أكبر وبحجم الفجوة يكون حجم التكلفة.

وإذا ما وضعنا في الاعتبار ثقل التكلفة المالية المادية المطلوبة في لحظة اقتصادية دولية جعلت كل الدول بما فيها الغنية تعرف صعوبات إضافة إلى معطى إصلاح المنومات التشريعية ومسألة التغيير الثقافي للعقليات، فإن تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص يصبح مشروعاً ومساراً تتداول عليه النخب والأجيال ولا يمكن أن يكون خاضعا لمجرد قرار فوري.

وليست مبالغة أو مواساة للنفس باعتبار التكلفة الباهظة لتجسيد مبدأ تكافؤ الفرص على أرض الواقع القول إن الالتزام القائم على وعي بالأبعاد المتعددة لتكلفة التعهد بمبدأ تكافؤ الفرص هو الخطوة الأهم والقرار الأكبر وأكبر ما في التكلفة من دفعات للتسديد، كما أن القيام بالخطوة المبدئية ليس اعتباطيا ويتطلب بدوره استنفاراً وعملاً كبيراً يمكن أن نطلق عليه بكل بساطة: دراسة مشروع تكافؤ الفرص.

ولا يفوتنا ونحن نتحدث بكثرة عن التكلفة أن نشير إلى أنَّ التكلفة تدفع مرة واحدة، ولكن أرباح مشروع تكافؤ الفرص مضمونة ودائمة وطائلة على الأصعدة كافة وبكل المعاني. ويكفي أن تكافؤ الفرص هو الكلمة السريّة لكل بلد يحلو فيه العيش ويتحقق فيه التعايش وتكبر فيه الإيجابية ثقافة وتفاعلاً وموقفاً وطرقة حياة ومقاربة في تقييم الوقائع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تكافؤ الفرص تكلفة باهظة ولكن مضمونة تكافؤ الفرص تكلفة باهظة ولكن مضمونة



GMT 16:02 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

إيران ماذا ستفعل بـ«حزب الله»؟

GMT 15:59 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

أنطونيو غرامشي... قوة الثقافة المتجددة

GMT 15:57 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

الجامد والسائح... في حكاية الحاج أبي صالح

GMT 15:52 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

الفرق بين المقاومة والمغامرة

GMT 15:49 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

أشياء منى حلمى

منى زكي في إطلالة فخمة بالفستان الذهبي في عرض L'Oréal

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 12:57 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الاستهتار" يدفع حكم لقاء سبورتنغ والطيران لإلغاء المباراة

GMT 03:43 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء يعثرون على مقبرة اللورد "هونغ" وزوجته في الصين

GMT 19:20 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

سعد الدين المرشّح الأقوى لمنصب رئيس البرلمان المغربي

GMT 11:14 2015 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

سيارات نيسان الكهربائية تمد المنزل بالطاقة

GMT 04:18 2016 الإثنين ,16 أيار / مايو

أم لستة أطفال تستخدم الخضروات في أعمال فنية

GMT 00:57 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة أم يحيى تكشف عن حقيقة السحر وأسرار الأعمال السفلية

GMT 12:56 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد والترجي الجمعه في أقوى مواجهات الجولة الرابعة

GMT 15:43 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مارسيلو يخالف لاعبي الفريق الملكي بشأن زميله بنزيمة

GMT 02:00 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مجموعة عطور جديدة من "Trouble in Heaven Christian Louboutin"

GMT 12:37 2024 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

الوداد المغربي يُخصص تذاكر خاصة لجماهير المغرب الفاسي

GMT 15:54 2019 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

شركة أميركية تطرح هاتفا ذكيًا بسعر "استثنائي" في المغرب

GMT 04:45 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

الملا يكشف عن علاج مرض بطانة الرحم المهاجرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib