كيف تفهم الولايات المتحدة المصلحة
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

كيف تفهم الولايات المتحدة المصلحة؟

المغرب اليوم -

كيف تفهم الولايات المتحدة المصلحة

د. آمال موسى
د. آمال موسى

من حق كل دولة أن تدافعَ عن مصالحها. بل يمكن تأكيد هذا الحق بالقول إنّه من واجب كل دولة أن تحافظ على مصالحها وأولوياتها وما يعود بالنفع على شعبها.هذا الكلام لا يمكن أن يعارضه عاقل. ولكن أظنُّ أنَّ المعارضات تكثر والاختلافات تتنامى عندما يكون الخلاف حول مفهوم المصلحة ذاته حيث إن أي قصور في فهم ما يمثل المصلحة قد يؤدي إلى ضرب تلك المصلحة، ومن ثم يحصل أن تهدد دولة ما مصالحها وهي تعتقد أنها تروج لحمايتها.

إنَّ حديث الرئيس الأميركي جو بايدن عن كون ليس من مصلحة الولايات المتحدة البقاء في أفغانستان والقتال هناك، باعتبار أن هدفها لم يكن بناء دولة بل مطاردة «القاعدة»، مضيفاً أنَّه لا يمكن تكرار أخطاء الماضي، قد قادنا إلى التفكر فيما يُعتقد أنه مصلحة. إلى جانب مسألة أخرى نراها مهمة جداً بالنسبة إلى دولة هي أقوى دولة في العالم، وتدير هذا المجتمع الدولي، تتمثل في كيفية صياغة خطاب الدفاع عن المصالح.

يبدو لنا أن خطاب الرئيس بايدن، والتبريرات التي قدمها لتفسير خروجه المفاجئ من أفغانستان، وما نقلته صور المغادرة من تخلٍّ عن الأفغان بعد أن تم توظيف بلادهم وأرضهم وثرواتهم في حرب انتقام الولايات المتحدة من تنظيم «القاعدة»... فالموقف وتبريراته قد ضرب مصالح الولايات المتحدة. ولا ننسى أن المصالح فيها المادي الملموس وفيها الرمزي المهم أيضاً، حيث إن أقوى دولة في العالم لها مصلحة الصورة أيضاً، والقوة هي أولاً وأساساً صورة تُسوق، وقد فعلت هذا الولايات المتحدة في مرحلة الستينات والسبعينات والثمانينات ولم ينجُ حتى الأطفال من صور القوة التي كانت تنشرها في الرسوم المتحركة، وكم من الأطفال ذهبوا ضحية أبطال الرسوم المتحركة الأميركية الثقافة وهم يحاولون تقليدهم.

الملاحَظ أنه منذ اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 تغيرت أشياء كثيرة في السياسة والاتصال الأميركيين. وتم إهمال فكرة أنها أقوى دولة في العالم من دون أن تتخلى سلوكياً عن هذه الفكرة.

لنوضح أكثر: إن تخلي الولايات المتحدة بتلك الطريقة القاسية، التي أكدت فيها للأفغان أن أمرهم وأمر بلادهم لا يعنيها، تاركةً مصيرهم بيد حركة «طالبان»، إضافةً إلى ما أنتجه ذلك من استياء كبير وصدمة في العالم... إنما هذا السلوك يتعارض مع صورة أقوى دولة في العالم. ولعل ما تكابده النساء والبنات في أفغانستان حالياً يشكّل تخلياً لا يليق بصورة أميركا التي لطالما حاولت إقناع العالم بأن الحقوق والديمقراطية من الخطوط الحمراء.

كما أن الحديث المباشر عن الهدف وراء وجودها في أفغانستان لعقدين كاملين فيه مساس أخلاقي بصورة الولايات المتحدة، حيث هناك اعتراف بتوظيف دولة وشعب لمدة عشرين عاماً من أجل ملاحقة تنظيم قام بالاعتداء على أميركا. طبعاً هذا معروف، ولكن على امتداد هذين العقدين كانت الولايات المتحدة تسوّق لأفكار أخرى وهي أنها تحارب الإرهاب، وتريد أن تقضي عليه فكانت النتيجة أنها تركت أفغانستان في وقت حرج.
أيضاً هل يحق لأقوى دولة في العالم أن ترتكب أخطاء في العالم؟

لقد تضمنت ردود الرئيس بايدن على المستائين من تخليه عن الشعب الأفغاني وتسليم البلاد لحركة «طالبان»، إشارة واضحة وصريحة قال فيها إنَّ بلاده لن تكرر أخطاء الماضي. إذن السياسة الخارجية للولايات المتحدة، هي أخطاء ومعظم هذه الأخطاء ارتُكبت في منطقة الشرق الأوسط وخارجها.

نعتقد أن الوقوع في الخطأ، خصوصاً تكرار الخطأ إلى درجة يصبح فيها الحديث عن أخطاء، يمس أيضاً صورة أقوى دولة في العالم، لأن صورة القوة تقتضي النجاح في إدارة العالم ومن دون ذلك تتلاشى القوة لصالح صورة الخطأ والفشل.

لقد روّج منظّرو السياسة الأميركية وعلى رأسهم فوكوياما لفكرة أن مرحلة الأنظمة الشمولية قد انتهت، وبناءً على توصيات مفكري البيت الأبيض والسياسات الأميركية بدأت الأوامر الداعية إلى الإصلاح السياسي وفرض المشاركة السياسية التعددية وفتح المجال الرقمي والإنترنت للشعوب. كانت هذه الأفكار تبشّر بعالم تسوده الديمقراطية وحقوق الإنسان وهناك من الدول من قَبِلَ بالديمقراطية عن طريق القوة والوصاية الأميركية. ولكن التجارب العديدة أو كما سماها الرئيس الأميركي «الأخطاء» كلها أظهرت فشلاً، وكيف أن البلدان التي استهدفتها الولايات المتحدة قد غادرتها وهي في حالة أزمة وتناحر، ولنا في العراق وليبيا وأفغانستان أمثلة قويّة.

ولعل هذه التجارب الأميركية تقودنا إلى طرح مجموعة من الأسئلة: هل هدف الولايات المتحدة الأميركية هو زرع الفوضى التي كانت تعتقد أنها خلاقة، فإذا بها مدمرة للبلدان وللشعوب، أم أنّها كانت معنية بنشر الديمقراطية وردم الهوة بين البلدان الديمقراطية المتقدمة والأخرى الشموليّة؟ وإلى أي مدى كانت حرب الولايات المتحدة فعلاً على الإرهاب وكيف هي أبعاد علاقة أكبر دولة في العالم بالإرهاب؟

نطرح هذه الأسئلة لأننا أمام أزمة حقيقية في إدارة العالم، وفي فهم أن من يريد إدارة العالم فإنَّ مصالح العالم هي جزء من مصالحه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تفهم الولايات المتحدة المصلحة كيف تفهم الولايات المتحدة المصلحة



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib