أعباء بالجملة للدول الراهنة
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

أعباء بالجملة للدول الراهنة

المغرب اليوم -

أعباء بالجملة للدول الراهنة

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

نعتقد أن الإنسانية تعرف فترة غير مسبوقة بكل المعاني والأبعاد: فترة يخطئ من يظن أنه يمكن فيها وضع استنتاجات ثابتة والبناء عليها بشكل يقيني حتى لبضع سنوات قليلة. العالم أصبح سريعاً في كل شيء، الشيء الذي جعل الاستشراف صعباً وعملية الاستعداد أكثر صعوبة.

من ناحية أخرى فإن الأفكار نفسها تتهاوى سريعاً ويتلاعب بها الواقع ويُحول وجهتها نحو نقيضها أحياناً. من ذلك الفكرة التي تقول وبدأ ترديدها بقوة مع نهاية الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي من أن الدولة الجديدة يقتصر دورها على التنسيق بين مكونات الفعل الاجتماعي وتوفير البنية التحتية والتراجع إلى الوراء وجعل المجموعات والأفراد يبدعون هذه الفكرة ما إن تعودت عليها دول وبدأت مجبرةً دول أخرى تحاول الانخراط الجزئي فيها حتى تتالت الأزمات لتوقف التيار وتُملي على الدول أن تضاعف من الأعباء والوظائف لا أن تخفف منها وتتنازل عن بعضها لفائدة الخواص.

بل إن في أثناء ذروة جائحة كورونا قرأنا لمفكرين تراجعاً عن أفكار كبرى وما يشبه الإعلان عن أزمة الرأسمالية. لقد كان لزاماً على الدول إنقاذ مواطنيها والاضطلاع بدورها إزاء الجميع من دون استثناء في حين أن ممثلي الرأسمالية والقطاع الخاص قاموا بتسريح العمال والموظفين ولم تقبل المصحات الخاصة من مرضى «كوفيد» إلا مَن كان قادراً على التوقيع على شيك ومالك لرصيد معتبر.

طبعاً جائحة «كوفيد» عرّت الرأسمالية وأظهرت حدودها وضعف الرهان عليها. في مقابل ذلك استعادت فكرة الدولة الاجتماعية شيئاً من البريق واتضح جلياً أن قيمة الدولة من قيمة دورها الاجتماعي وانتصارها المدجج بالإجراءات والبرامج والسياسات والممارسات إزاء الفئات ذات الهشاشة.

تمكنت الدول إذن من تسجيل نقاط ومن تنسيب فكرة الانخراط غير المحسوب في اتجاه المبادرة الخاصة وسحب الدولة أيديها من الاقتصاد لفائدة رواد الأعمال. ولكن لا تكفي حادثة أو كارثة للإطاحة بفكرة هناك حرّاسٌ كبار يعملون على تأكيدها.

لذلك فإن الحرب الروسية - الأوكرانية وتداعياتها الكبيرة على الأمن الغذائي للشعوب وأيضاً الأمن الطاقوي وصولاً إلى زلزال المغرب الذي أودى بحياة الآلاف وإعصار درنة الذي لم يشفق على آلاف من الليبيين... كل هذه الكوارث أكدت أن العالم يسيّره اليوم غير المتوقع بشكل كبير ولا يستهان به. كما بات واضحاً أن تنازل الدول أو التفريط في دورها الاجتماعي غير وارد، حيث إنه لا أحد يستطيع إدارة الكوارث والأزمات مثل الدول وأجهزتها. من ناحية أخرى فإن ضحايا الكوارث والأزمات عادةً ما يكونون من ذوي الهشاشة الاقتصادية ومن ثمَّ لا قدرة لهم على المواجهة والتحمل والصمود من دون دعم الدولة وحمايتها.

وفي الحقيقة فكرة تراجع وظائف الدولة واقتصار دورها على توفير مناخ يشجع على العمل وخلق الثروة والاستثمار هي فكرة تحمل مقومات فشلها من البداية وهي فكرة لصالح طبقة من دون غيرها وتفكر في مصالح الطبقة الغنية من دون الفقراء والطبقة المتوسطة. فكل دولة هي اجتماعية أولاً وقبل كل شيء. ولعل حجم الفقراء والمشردين وغيرهم يحتّم استمرار زمن الدولة الاجتماعية.

لا شك في أن حجم الدور الاجتماعي قد يختلف من دولة إلى أخرى حسب مؤشراتها الاجتماعية ولكن حتى الدول ذات المؤشرات المتقدمة فإنها في لحظة ما قد تطلب منها الطبيعة الغاضبة أن تكون اجتماعية مائة في المائة. بلغة أخرى فإن الاعتراف بتغيرات المناخ يقتضي الاعتراف في نفس الوقت بتضاعف الدور الاجتماعي للدولة باعتبار أن الكوارث والأزمات وتغيرات المناخ التي تأتي هي أيضاً في شكل كوارث طبيعية ظاهرة وغير ظاهرة إنما تستهدف الذين يعيشون في هشاشة، وما أكثر عددهم في عالم اليوم.

إننا في زمن المتناقضات الصارخة: خلق الثروة والفقر المدقع. زمن العلم واستعادة الطبيعة لقهرها التاريخي للإنسان.

لقد حفرت جائحة «كوفيد - 19» عميقاً في الإنسانية وأعادتها إلى ذلك الخوف الأول: الخوف من الطبيعة. ولعل كارثة زلزال المغرب وإعصار ليبيا سيعمقان هذا الخوف.

لذلك فإن تراجع دور الدولة فكرة راقت لخالقي الثروة وعملوا على تجذيرها، ولكن كل شيء يشير إلى أن أعباء الدول أصبحت بالجملة: تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتطوير الكفايات للاستعداد للأزمات والكوارث، وذلك بالعلم وبالتنمية وامتلاك مهارات العين اليقظة حتى لو كانت الشمس ساطعة والعصافير تزقزق والسماء زرقاء صافية والنسيم العليل يرفرف.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعباء بالجملة للدول الراهنة أعباء بالجملة للدول الراهنة



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 23:38 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

3 أهداف وانتصاران لحمدالله أمام النصر

GMT 23:35 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سعر صرف الدرهم يتحسن مقابل الأورو وينخفض أمام الدولار

GMT 04:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد طنجة يفوز على أولمبيك آسفي

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:55 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتنافس بقوة مع هازارد على مكان في الريال

GMT 23:33 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تأخير قطع الحبل السري مفيد للمولود

GMT 01:55 2014 الخميس ,01 أيار / مايو

"الفريكة" و"البرغل" تراث موسمي لفلاحي غزة

GMT 00:18 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

قصص لينكدإن تصل للمستخدمين في الإمارات

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 02:54 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

بدران يكشف مخاطر نقص فيتامين د على صحة الإنسان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib