التلفزيونات وآليات التلاعب بالعقول
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

التلفزيونات وآليات التلاعب بالعقول

المغرب اليوم -

التلفزيونات وآليات التلاعب بالعقول

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

المفكر وعالِم الاجتماع بيار بورديو، الذي غادرَنا منذ أكثر من عقد، له كتاب مميز جداً عنوانه «التلفزيون وآليات التلاعب بالعقول»، وهو عبارة عن محاضرة مطوَّلة يصف فيها معالجة التلفزيون للأخبار، وكيفية توظيف الخبراء والجامعيين، وكيف أن التلفزيون ينتج ما سمّاه المفكر بالسريع، منتهياً إلى ما يعني الدعوة الصريحة لمقاطعة المفكرين والمثقفين للتلفزيون.

أيضاً يتناول هذا الكتاب آليات التلاعب بالرأي العام، والحِيل التضليلية المستعملة، وركّز على مُعطى مفاده تشابه وسائل الإعلام، وكيف أن التقليد أهم مبدأ عمل يجمع القنوات المختلفة.

لماذا استحضار بيار بورديو وكتابه الآن؟

في الحقيقة، نحن في لحظة قلّما تتوفر بهذه الشاكلة من توظيف آليات التلاعب بالعقول، التي تأتي على رأسها آلية التضليل بواسطة الإعلام. كما القول إن كل نشرات الأخبار تتشابه، أو إن غالبيتها كذلك من الأفكار التي تحتاج إلى تدقيق وتصويب، حيث إنه، في الأوقات العادية وخارج الأحداث الساخنة، فإن كل الأخبار والمعالجات الإخبارية تتشابه إلى حد كبير. في مقابل ذلك، فإن الحروب والمعارك والتوترات والأحداث ذات المسائل الإشكالية، والتي تكون فيها المواقف وطبيعتها محددة لتواصل المصلحة من عدمها، فإن وسائل الإعلام تجد نفسها مجبَرة على إظهار ما هو مسكوت عنه في سائر تغطيتها للأحداث.

هناك معارك تستوجب دخول وسائل الإعلام فيها، والاضطلاع بجزء من هذه المعركة.

هذا ما نشاهده من تاريخ انطلاق الحرب على غزة والفلسطينيين: التلاعب أولاً باللغة والمفاهيم والمصطلحات؛ لأن الرسالة تُبنى في طورها الأول باللغة. والفهم يمر باللغة، وتشكيل الرأي أيضاً يتحقق باللغة، لذلك فإن المعجم المستخدم في وسائل الإعلام، في هذه الأيام، بخصوص الأحداث في غزة، يقوم على التناقض وعلى سرديات لا خيط ينظمها أحياناً، كما يفعل الجانب الإسرائيلي. الحرب قائمة من تاريخ انطلاق الأحداث فوق الأرض وفي اللغة: تراوح إشكالي بين الواقع الذي تمثله أحداث القتل والتهجير والتنكيل، واللغة التي يستخدمها الجانب الإسرائيلي لتقديم سردية تقوم حول مفهوم الضحية. في أرض اللغة يُمارس القهر والهجوم الأكبر أثراً.

إنه الهجوم الكبير والأكبر من هجوم الواقع، رغم أن عدد الشهداء في غزة بلغ سبعة الآلاف، وذلك باعتبار أن الملايين من الناس في العالم يتابعون الحرب على غزة، والموقف منها يُبنى استناداً إلى المعجم المستخدَم والروايات محض الخيال...

طبعاً الحقيقة من فرط هيمنة مظاهرها في الواقع إلى حد كونها مرئية بامتياز، نجحت في هزم الإمبراطوريات الإعلامية المموَّلة كلياً أو جزئياً من إسرائيل وإسرائيليين. وكلما يكون التنكيل أكبر فإن سطوة التضليل الإعلامي تكون أضعف. فالأمر يستوجب تحديداً كيميائياً مدروساً بدقة للتنكيل والقهر، وأي خلل في التحديد الكيميائي، وفق الجرعات التي تفضح التضليل، فإنه يؤدي إلى نوع من الدعاية الذاتية المضادة.

هناك حرب إعلامية موازية، وهي الأخطر؛ لأنها تصنع السردية وتشكِّل المواقف والرأي العام؛ لأن الذي تهيمن سرديته على وسائل الإعلام وتنشرها، كما تسري النار في الهشيم، هو الطرف الرابح، حتى لو كان خاسراً ومعتدياً على القوانين وحقوق الإنسان في المعركة على الأرض وفي الواقع.

لا شك في أن هذه الأحداث، وغيرها من الأحداث الحارقة، تسبِّب حرجاً وضيقاً وخلافات؛ لأن التضليل هو عملية غير أخلاقية ويرفضها الضمير الحي. وهنا نكتشف للمرة الألف أن التنكيل وتجاوز الحدود الإنسانية هما ما يُحرج حتى المساندين لإسرائيل ويجرُّهم إلى مواجهات مع خصومهم. بل إن الحد اللاإنساني من القهر يبطل مفاهيم إيجابية ويؤثر سلباً على مساعٍ تهدف إلى رأب الصدع وإيجاد الحلول.

السؤال: أليس أهم نصر هو نصر يُحاك بالحقيقة لنضمن ديمومته وصلابته أمام العالم والمستقبل؟ ما نفع سردية مهدَّدة بالمحو في أية لحظة مع بلوغ السيل الزبى؟!

إن هذه الممارسات التي عمّقت القهر والجرح التاريخي ستلقي بتداعياتها على المستقبل، وستُضاعف من الشعور بالخوف. كل ما تقوم به إسرائيل من أجل فرض سردية تاريخية، إنما يبرز إلى أي حد هناك مُشكل في العقل الإسرائيلي في هذا المنحى، حيث نلاحظ نسخاً لسردية مستقبلها في المنطقة بحِبر دموي.

واستناداً إلى ما يعيشه العالم اليوم من حرب إعلامية حامية الوطيس، فإن الحديث عن الموضوعية والمهنية، بالنسبة إلى عدد من وسائل الإعلام، يصبح حديث القهر بواسطة الإعلام، وهو الأعتى؛ لأنه يتلاعب بالعقول.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التلفزيونات وآليات التلاعب بالعقول التلفزيونات وآليات التلاعب بالعقول



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 23:38 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

3 أهداف وانتصاران لحمدالله أمام النصر

GMT 23:35 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سعر صرف الدرهم يتحسن مقابل الأورو وينخفض أمام الدولار

GMT 04:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد طنجة يفوز على أولمبيك آسفي

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:55 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتنافس بقوة مع هازارد على مكان في الريال

GMT 23:33 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تأخير قطع الحبل السري مفيد للمولود

GMT 01:55 2014 الخميس ,01 أيار / مايو

"الفريكة" و"البرغل" تراث موسمي لفلاحي غزة

GMT 00:18 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

قصص لينكدإن تصل للمستخدمين في الإمارات

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 02:54 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

بدران يكشف مخاطر نقص فيتامين د على صحة الإنسان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib