النّساء والشباب جنود التغيير الاجتماعي
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

النّساء والشباب جنود التغيير الاجتماعي

المغرب اليوم -

النّساء والشباب جنود التغيير الاجتماعي

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

في الفضاء العربي الإسلامي حراك حقيقي متفاوت الوتيرة من أجل تحقيق التغيير الاجتماعي صلب مجتمعاتنا، وذلك من تاريخ فترة الاستقلال إلى حد الساعة والغد. وكما نعلم، فإن التغيير الاجتماعي شامل ويعنى بالأبعاد الاجتماعية كافة ، حيث إن المقصود بالتغيير الاجتماعي هو تبني مشروع للتغيير الاجتماعي يمس الأبعاد الثقافية والسياسية والاقتصادية. ومن المهم تأكيد نقطة مفصلية، وهي أن جوهر التغيير الاجتماعي ثقافي بالأساس، ولا يمكن القيام بأي تغيير على مستوى الثقافة الأساسية ومنوال التنمية الاقتصادية من دون أن يتم إحداث ثورة في التمثلات والعقليات وأنماط السلوك؛ وهو ما يعني بكل بساطة ووضوح أن التغيير الثقافي قاطرة التغيير الاجتماعي.

هذا في ما يخص التغيير الاجتماعي ومعناه وما يتضمنه من أبعاد الفعل الاجتماعي. غير أن هناك في مقابل ذلك مسألة مفصلية أساسية تتعلق بالفاعلين في التغيير الاجتماعي، أي على من يمكن التعويل والرهان لتحقيق التغيير الاجتماعي؟

أولاً، من الجيد أن نفهم أن التغيير لا تقوم به المؤسسات والشركات والاستراتيجيات. بل إن جنود التغيير الاجتماعي الناجح هم الشباب والنساء ومن دونهما يصعب التغيير ويطول أمده إلى ما لا نهاية وما يمكن بلوغه في جيل واحد قد يتطلب أجيالاً.

ولكن لماذا النساء والشباب هم الأقدر على القيام بالتغيير الاجتماعي والتعويل عليهم في هذه المهمة الصعبة؟

تكمن صعوبة التغيير الاجتماعي في كونه يمس العقليات ويستهدف نسقاً ثقافياً قيمياً تم التعود عليه وتغلغل في المخيال والتمثلات والسلوك؛ الشيء الذي يزيد من تعقد عملية التغيير الاجتماعي ومن صعوبتها. وعادة ما يكون الكهول، وتحديداً الذين تجاوزوا مرحلة الشباب وأيضاً كبار السن أقل قدرة على التفاعل إيجابياً وتحقيق تواصلية مع مضامين التغيير الاجتماعي والانخراط فيها. بل إن في أغلب الأحيان يمثلون عائقاً أمام التغيير الاجتماعي.

في مقابل ذلك، فإن الشباب هم الخزان الاجتماعي للتغيير الاجتماعي وهم طاقته، وذلك يتناغم مع خصائص المرحلة الشبابية التي تمثل فترة البناء الرمزي للهوية الذاتية وإعادة إنتاج الهوية الجمعية. أي أن مرحلة الشباب قابلة للتعاطي بمرونة مع مضامين التغيير الاجتماعي التي عادة ما تلبي فيها للشباب حاجتهم إلى التغيير والتجديد.

أما بالنسبة إلى النساء، فكما نعلم هن يمثلن دائماً أساس مشروعات التغيير الاجتماعي، ولا يمكن لأي مشروع للتغيير الاجتماعي أن يتجاهلهن أو أن يعلن عن نفسه وملامحه من دون أن تكون النساء موضوعاً رئيسياً من موضوعاته وجندياً محورياً من الجنود موضوع الرهان.

فالحداثة مثلاً كأكبر مشروع للتغيير الاجتماعي عرفته البشرية مثلت المرأة جوهره وفاعلة فيه وأداته أيضاً.

وبالنظر إلى طبيعة مشروعات التغيير الاجتماعي الغالبة على مجتمعاتنا العربية والإسلامية نلاحظ أنها تقوم على مسارات التحديث مع اجتهادات تراعي الخصوصية الثقافية. وهي نقطة تؤكد ما ذهبنا إليه من أن مواصلة التغيير الاجتماعي اليوم في البلدان العربية والإسلامية وتجويد خطوات مسارات التحديث لا يمكن أن تتجاهل النساء باعتبارهن أحد موضوعات التحديث، وأيضاً قياس التغيير الاجتماعي يمر وجوباً بمؤشرات واقع المرأة والمنجز في وضعيتها، ومن خلال ما تحقق للنساء والفتيات في بلداننا يقاس التغيير الاجتماعي ويتم تأكيده. وهنا نلاحظ أن عناصر التقييم متداخلة وعضوية. فالنساء يمثلن أحد المضامين الكبرى وهن المؤشرات وهن الفاعلات.

لذلك؛ فمن المهم الانتباه إلى أنه لا تغيير اجتماعياً من دون إيلاء النساء كنوع اجتماعي والشباب كمرحلة عمرية الأهمية اللازمة، فالتغيير الاجتماعي يقوم على متغير الجنس ومتغير العمر قبل أي متغير آخر. وهكذا نفهم لماذا يرتبط النجاح أو الإخفاق في عملية التغيير الاجتماعي بالنساء والشباب. ففي السياسة مشاركة الشباب والنساء نقطة قوة بالنسبة إلى أي نخبة سياسية تحكم أو تسعى إلى الحكم. والشيء نفسه في ما يتعلق بالاقتصاد والتنمية وخلق الثروة، حيث إن الاقتصادات النموذجية اليوم تراهن على المشاركة الاقتصادية للنساء وعلى قوة مشاركة الشباب في المبادرة وبعث المشروعات.

ومن هذا المنطلق، فإنه من المهم أن تتوافر في بلداننا مؤسسات للدراسات والبحوث تركز على الرأسمال البشري وتحديداً النساء والشباب من أجل بيانات ومعطيات تمكّن النخب الماسكة والمحركة للتغيير الاجتماعي توظيف الجنود الحقيقين للتغيير الاجتماعي المنشود.

فالشباب ميال للتغيير والتجديد والبناء والنساء معنيات بنسق ثقافي يمنحهن أدواراً مختلفة وأكثر تقدميّة ومكانة اجتماعية.

وكي يتحقق المنشود ورؤية عجلة التغيير الاجتماعي ومسار التحديث تدور، من الذكاء إشباع توقعات الشباب والنساء ليمثلوا دائماً المحرك القوي للتغيير الاجتماعي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النّساء والشباب جنود التغيير الاجتماعي النّساء والشباب جنود التغيير الاجتماعي



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 23:38 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

3 أهداف وانتصاران لحمدالله أمام النصر

GMT 23:35 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سعر صرف الدرهم يتحسن مقابل الأورو وينخفض أمام الدولار

GMT 04:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد طنجة يفوز على أولمبيك آسفي

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:55 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتنافس بقوة مع هازارد على مكان في الريال

GMT 23:33 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تأخير قطع الحبل السري مفيد للمولود

GMT 01:55 2014 الخميس ,01 أيار / مايو

"الفريكة" و"البرغل" تراث موسمي لفلاحي غزة

GMT 00:18 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

قصص لينكدإن تصل للمستخدمين في الإمارات

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 02:54 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

بدران يكشف مخاطر نقص فيتامين د على صحة الإنسان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib