الحق في شيخوخة آمنة
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

الحق في شيخوخة آمنة

المغرب اليوم -

الحق في شيخوخة آمنة

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

عادة ما ينصب الاهتمام حول الشباب ومشكلات الهجرة والبطالة والصراع بين الأجيال، ومنذ سنوات بدأ الاهتمام بالطفولة، وكذلك لاحظنا تنامي الاهتمام بمسألة المرأة... ولكن قلما يتم طرح مسألة كبار السن.

وكما نعلم، فإن العالم يحيي غداً اليوم الدولي للمسنين، وهي مناسبة لنعاين واقع هذه الفئة العمرية، وأي تحديات تعرفها في لحظة عالمية متعددة الحراك والتغييرات.

تقول التقديرات الأمميّة إنه من المتوقع أن يتضاعف عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر في جميع أنحاء العالم، ليرتفع من 761 مليوناً في عام 2021 إلى 1.6 مليار في عام 2050. ويتزايد عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 80 عاماً أو أكثر بشكل أسرع. ومثل هذه الإسقاطات السكانية تفيد آلياً بارتفاع الحصة العالمية من المسنين من أقل من 10 في المائة إلى نحو 17 في المائة. أي أنه بعد ربع قرن سينتمي نحو خمس السكان إلى فئة كبار السن.

لنقلها صراحة: لم يكن موضوع كبار السن يطرح؛ لأنه موضوع أخلاقي وقيميّ، ولأن التضامن الأسري كان يملي العناية بكبير السن وإيلاءه مكانة اعتبارية في الأسرة والمجتمع. وفيما يتعلق بالنسق الثقافي العربي والإسلامي فإن فئة كبار السن تهيمن على أدوات السلطة في المجتمع بشكل جعل غالبية الحكام كبار سن، وكبار المثقفين والمبدعين كبار سن، ورجال الدين المؤثرين كبار سن، وهي مراتب نتاج ثقافة تولي تقديراً مخصوصاً لكبار السن. ومن رحم هذه الثقافة ظهرت أصوات في الفضاء العربي الإسلامي تدعو إلى التشبيب ومنح الشباب فرصته في الحكم، وفي الاعتراف بقدراته الإبداعية، وفي ضخ دماء جديدة في كافة مناحي الحياة والفعل والإنجاز. وفي الحقيقة بدأت هذه الأصوات تؤتي أكلها ونرى تشبيباً يختلف من بلد إلى آخر في وتيرته وحجمه.

المشكلة اليوم أن الأسرة بوصفها مؤسسة حاضنة تاريخياً لكبير السن تعرف بفعل التحديث الذي انطلق من عقود تغييرات مست من مكانة كبير السن. كما أن الفردانية باعتبارها طريقة في الحياة تفرض نمطاً من العلاقات الاجتماعية لا وجود فيه لمراعاة الغير ولتحمله ولمعنى التضحية... هذه التغييرات أدت إلى ظهور فئة من كبار السن فاقدة للسند، الشيء الذي ضاعف من الدور الاجتماعي للدولة.

وبشكل عام، اليوم هناك مأزق حقيقي في هذا الصدد، حيث إن اهتمام الدولة بهذه الفئة وتوفير مراكز الرعاية بقدر ما هو جوهر الدور الاجتماعي للدولة وإنقاذ لكبار السن من الشارع ومن الاستغلال وهدر الكرامة، فإنه أيضاً تشجيع غير مقصود لتراجع الأسرة عن أداء دورها الطبيعي والتاريخي.

لذلك، فنحن مدعوون في العالم العربي والإسلامي إلى استباق استفحال الظاهرة والقيام بغرس ثقافي واع ومقصود من أجل إعادة تجذير مكانة المسن في العائلة باعتبار أن التفريط في حق هذه الفئة في التضامن العائلي والعناية والرعاية والدعم النفسي والإحاطة بها إنما يمثل عطباً قيمياً وأخلاقياً يمس عصباً رئيسياً في النسق الثقافي العربي الإسلامي.

من ناحية أخرى، من المهم للدول الانتباه في سياساتها في مجالات الإسكان والنقل والصحة إلى تزايد هذه الفئة العمرية، وخاصة إلى ارتفاع أمد الحياة بالنسبة إلى الجنسين، الشيء الذي يعني أن ملايين من كبار السن باتوا يحتاجون إلى خدمات تمتد على سنوات طويلة، مما يضاعف من أهمية دور الأسرة، وإلى ضرورة إيلاء الحماية الاجتماعية أهمية مضاعفة.

وبالنسبة إلى أوروبا والغرب عموماً، فإن الغالب على السكان هم فئة كبار السن، ونلحظ وجود إقامات خاصة بهم وجهوداً مبذولة من أجل خدمات ذات جودة لهذه الفئة المهيمنة على النسيج السكاني لدول عدة.

وما يمكن ملاحظته هو أن العالم يسير نحو ارتفاع عدد المسنين، وهو مُعطى يطرح تحديات كبيرة أمام صناديق الضمان الاجتماعي والتقاعد، خصوصاً مع ارتفاع أمل الحياة الذي وضع صناديق التقاعد في أزمات مالية والمسن الذي كان لا يتمتع بتقاعده إلا بضع سنوات أصبح يتمتع بتقاعده لعقدين كاملين وأحياناً أكثر.

ومن المتوقع في صورة تواصل انسحاب الأسر من الاضطلاع بدورها، وتزايد هذه الظاهرة وانتشارها مع الزمن وتعاقب الأجيال، فإن الدول ستجد نفسها في مشكلة حقيقية. ناهيك عن أن خلق سوق لتلبية حاجيات المسنين والخدمات من شأنه أن يفتح نوافذ اقتصادية جديدة، على ألا نتنازل عن دور الأسر مهما تقدم المجتمع في مساره التحديثي، حيث إن البيئات الداعمة تؤدي دوراً محورياً في إدماج المسنين، وفي إعطاء نهايات العمر معناها الإنساني القيمي للمسن وللمجتمع، ولمعنى الوجود والثقافة، وخاصة في تلبية الحق في شيخوخة آمنة بعيدة عن مظاهر التهديد ومصادرها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحق في شيخوخة آمنة الحق في شيخوخة آمنة



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 23:38 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

3 أهداف وانتصاران لحمدالله أمام النصر

GMT 23:35 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سعر صرف الدرهم يتحسن مقابل الأورو وينخفض أمام الدولار

GMT 04:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد طنجة يفوز على أولمبيك آسفي

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:55 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتنافس بقوة مع هازارد على مكان في الريال

GMT 23:33 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تأخير قطع الحبل السري مفيد للمولود

GMT 01:55 2014 الخميس ,01 أيار / مايو

"الفريكة" و"البرغل" تراث موسمي لفلاحي غزة

GMT 00:18 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

قصص لينكدإن تصل للمستخدمين في الإمارات

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 02:54 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

بدران يكشف مخاطر نقص فيتامين د على صحة الإنسان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib