الفشل بوصفه طريقاً للنجاح
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

الفشل بوصفه طريقاً للنجاح

المغرب اليوم -

الفشل بوصفه طريقاً للنجاح

بقلم : د. آمال موسى

لا شك في أن بريق فكرة النجاح يظل الأكثر توهجاً، وأنه هاجس الجميع من دون استثناء. ولكن مع ذلك فإن العلاقة الصحية بالنجاح هي التي تمنح النجاح قيمته. لذلك فإن الكيفية التي تبني بها رمزياً المجتمعات مسألة النجاح مهمة جداً وهي مرآة لفهم تمثلات النجاح وسيرورته أيضاً.

طبعاً فكرة النجاح كمثل أفكار وقيم عدة تستمد جزءاً من معناها من المعنى المضاد لها، ونقصد فكرة الفشل على الأقل وفق الثقافة الشائعة والمتداولة، حيث إن اعتبار الفشل نقيض النجاح هو جوهر الفرق بين مجتمعات متصالحة مع الفشل وترى أنه أب للنجاح وأحد أقربائه، ومجتمعات ترى فيه عدواً للنجاح ولا صلة بينهما، وتقسم الأشخاص بين ناجح وفاشل.

فنحن أمة نهجو الفشل ولم نرتب العلاقة بعد بين الفشل والنجاح. وهو ترتيب مهم لأننا عندما نقوم به بشكل صحي ومتوازن فإننا نحمي الذات العربية من هذا الهجاء السري الموروث ثقافياً. ذلك أن نظرتنا للفشل في الدراسة تحتاج إلى التعديل، وعليها نقيس مجالات أخرى يعرف فيها الفرد الفشل. ولا يخفى كيف تتمثل الأسرة العربية فشل الطفل في الدراسة حيث تعتبر الرسوب في سنة دراسية كارثة ومأساة كبرى، في حين أن الرسوب هو حدث عارض، وقد يكون إيجابياً جداً وفرصة للتلميذ حتى يعيش تجربة خاصة تغير من سلوكه، وأيضاً تمنحه فرصة تلقي نفس المضامين التربوية سنة أخرى، مما يرفع من مهاراته. المشكل اليوم هو أننا نضع أمام أطفالنا طريقاً واحدة للنجاح، وننسى الإنصات إلى مهاراتهم المختلفة واستعداداتهم المختلفة. فالطفل يفشل لأنه غير مرتاح فيما يقوم به، ويمكن أن يكون هائل النجاح إذا ما فسحنا له مجال الاختيار. بل إننا مع الأسف حتى الذي ينجح بملاحظة متوسط أصبحنا نعتبره فاشلاً بشكل أو بآخر. وكم من عبقري عاش تجربة الرسوب مراراً وظل في الدراسة سنوات أكثر مما نعتبره عادياً وأثبت نجاحاً! وهناك من بينهم مَن هم من المشاهير ويؤثرون اليوم في الرأي العام. وكثيرة اليوم هي قصص نجاح الناس الذين اختاروا طريقاً للنجاح غير الذي فرضته التمثلات الاجتماعية.

من المهم أن نغير تعاملنا مع حدث الفشل الدراسي والتمييز بين عطب عابر وتوصيف الشخص بالفشل الذي لا يخلو من تعسف وتصنيف غير موضوعي، إضافة إلى ما تنطوي عليه النظرة المعيارية من إحباط والإصابة بعقدة الفشل.

إذن المدرسة تسهم في تحديد جزء وافر من معنى النجاح والفشل، وهي مساهمة مبالغ فيها ونتج عنها إهمال لعناصر أخرى بها تكتمل فكرة النجاح؛ ذلك أن النجاح خلاصة حياة مملوءة بالإخفاقات الصانعة بدورها للنجاحات الصغيرة.

إلى جانب أهمية دور المدرسة في تشكيل الوعي بفكرتي النجاح والفشل، فإن المشكلة الأخرى تكمن في تداعيات الوعي الخاطئ بفكرة الفشل في مجال الاقتصاد وريادة الأعمال. فمجتمعاتنا اليوم تشتغل - كغيرها من مجتمعات العالم - بالتمكين الاقتصادي والقطاع الخاص والمبادرة الخاصة، وبصدد وضع عقد مختلف البنود في توزيع الوظائف بين القطاع العمومي والقطاع الخاص، ولكن نحن نخوض معركة تنمية وخلق الثروة بما وصفناه بالوعي الخاطئ بفكرة الفشل. ذلك أنه حسب هذا الوعي لا مجال للفشل في بعث مشروع. وكل باعث مشروع مطلوب منه النجاح والانطلاق في الربح وكتابة قصة النجاح من الوهلة الأولى والسنة الأولى. والحال أن الدراسات في العالم الغربي أثبتت أن رجال الأعمال الناجحين هم الذين فشلوا مرات عدة قبل أن ينطلقوا في تحقيق النجاح، ولأن ثقافتهم تجيد الربط بين الفشل والنجاح، وتعتقد في أبوة الفشل للنجاح، فإنهم لم يتعرضوا إلى إجهاض لإرادتهم وطموحهم.

في مقابل ذلك، نجد في مجتمعاتنا العربية أن فشل مشروع واحد يكفي كي نفقد الثقة بباعث المشروع ونعده فاشلاً لا يستحق الدعم ولا الإسعاف. ونعتقد أنه لم يعد من الممكن مواصلة النظر إلى إخفاق صاحب المشروع وصاحبة المشروع بنفس الطريقة، ومن المهم خلق نقاش حول قصص النجاح وإظهار المصاعب والإخفاقات التي عرفتها حتى انتهت قصة نجاح. وهو معطى مهم ليس فقط من ناحية التقييم الاجتماعي بل أيضاً في تعاطي هياكل دولنا والمؤسسات المالية الخاصة مع باعثي الأعمال بخاصة الشبان منهم، حيث إن ما يسمى اليوم بدراسة المخاطر، وبالتأمين على المخاطر إنما يندرج ضمن هذه الخلفية.

إن الفشل في الثقافة الواسعة الأفق والتأويل هو الطريق إلى النجاح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفشل بوصفه طريقاً للنجاح الفشل بوصفه طريقاً للنجاح



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib