في «يوم الصحة العالمي» الصحة ليست للجميع
تطورات الحالة الصحية للرئيس البرازيلي عقب إجرائه عملية جراحية طارئة إثر تعرضه لنزيف دماغي وزير دفاع كوريا الجنوبية السابق يحاول الانتحار والشرطة تفتش مكتب رئيس البلاد مقتل 31 شخصاً في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم الأربعاء 23 منهم شمالي القطاع قوات الاحتلال الإسرائيلي تفتح نيرانها على المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة الحكومة الإسرائيلية تحذر القيادة السورية الجديدة من مغبة القيام بأعمال عدائية ضدها فشل الدفاع المدني السوري في العثور على أبواب للطوابق الأرضية لـ سجن صيدنايا شمال العاصمة دمشق إيمانويل ماكرون يُبلغ زعماء الأحزاب أنه سيعين رئيساً للوزراء خلال 48 ساعة ميليشيا الحوثي تستهدف 3 سفن أميركية بعد خروجها من ميناء جيبوتي عبر الطائرات المسيرة والقوة الصاروخية العثور على عالم الكيمياء السوري الدكتور حمدي إسماعيل ندى مقتولًا داخل منزله في ظروف غامضة الجيش الإسرائيلي يستهدف ما لا يقل عن 6 سفن تابعة للبحرية السورية في اللاذقية
أخر الأخبار

في «يوم الصحة العالمي»: الصحة ليست للجميع

المغرب اليوم -

في «يوم الصحة العالمي» الصحة ليست للجميع

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

اليوم يصادف «يوم الصحة العالمي» ويتقاطع بدوره مع الذكرى 75 لتأسيس المنظمة العالمية للصحة.
الشعار المرفوع في هذا العام هو: «الصحة للجميع»، وهو شعار يتقاطع والهدف الذي من أجله تأسست المنظمة العالمية للصحة؛ أي أن يتم تكريس الحق في الصحة للجميع، بوصفه حقاً من حقوق الإنسان الأساسية.
طبعا البون بين الطموح والواقع شاسع جداً، والمسافة بين الواقع والمنطلقات الأولى كبيرة جداً أيضاً.
غير أنه لا شك في أن ارتفاع مأمول الحياة اليوم يمثل دليلاً قاطعاً على أن الإنسانية قطعت شوطاً كبيراً، وأصبح أمل الحياة أكبر، وهذا في حد ذاته نتاج المناعة الصحية والمنجز في مجال التلاقيح ونوعية الحياة. وصحيح كذلك أن ما باتت تُسمى بالأمراض المزمنة كانت في مرحلة من تاريخ الإنسان كفيلة بأن تكون سبباً للموت العاجل، ولكن العلم قهر أمراضاً عدة وحولها إلى أمراض مزمنة يتعايش معها الإنسان بالمتابعة وتناول الدواء.
كما أن حالات الموت عند الولادة تراجعت بشكل يسمح لنا بالقول إن المنجز في الصحة عالمياً له أثر إيجابي على حياة الناس وعلى علاقة الإنسان بالحياة.
فالمنجز لا يمكن الاستهانة به أو التقليل من شأنه.
في مقابل ذلك، ورغم أن الحق في الصحة مكفول بالاتفاقيات الدولية والدساتير، فإنه على أرض الواقع ما زال الطريق طويلاً أمام بلوغ الصحة للجميع. ولعل تجربة جائحة «كورونا» والعدد الهائل من الأرواح التي خسرها المجتمعات دليل على أن هناك الكثير أمام الإنسانية مما يجب القيام به لم يُنجز بعد.
وبعيداً عن مثال «كورونا»، لا تزال أمراض عدة لا يوجد لها دواء، وأقصى ما تحقَّق اكتشاف أدوية للتعايش مع المرض؛ فمريض القلب يظل مريضاً بالقلب، والمصاب بداء السكري نفس الشيء، وغير ذلك. وهو ما يفيد بأن المنجز العلمي في مجال الصحة يفتقر إلى عدة حلول، وهناك تواصل للعجز أمام عدة أمراض، خصوصاً تلك التي تتصل بالمناعة، كالبهاق والثعلبة وغيرهما.
هذا على المستوى العلمي، من دون أن يمس ذلك بالانتصارات الكبيرة المتحققة في معالجة العقم وزرع الأعضاء... أما على المستوى الحقوقي، فإن الحق في الصحة التزمته الدول، وكان من المضامين الأساسية للدولة الاجتماعية. ويمكن القول إن الحق في الصحة اليوم في تراجع، باعتبار أن تراجع الوظيفة الاجتماعية للدول اليوم وهيمنة أنموذج الدولة الليبيرالية وخوصصة قطاعات الصحة قد جعلها تخضع ضرورة إلى شروط السوق وقيمه القاسية؛ فالصحة لمن يستطيع أن يدفع ثمن استشارة الطبيب، وثمن الدواء، وتكلفة إجراء العمليات.
وهذه الحقيقة أربكت مسار الحق في الصحة. بل إن مؤشرات الفقر والأزمات والبطالة في العالم مؤشرات مانعة للتمتع بالحق في الصحة للجميع. لذلك يبدو لنا أن المبدأ الذي من المهم أن يدافع عنه كل العالم، إذا ما أراد الصحة لأكثر عدد ممكن، أن تظل الدولة اجتماعية على الأقل في مجالي التربية والصحة، وأن يظل هذا الاستثناء مستمراً.
أيضاً هناك موضوع من المسكوت عنه لدى صناديق التغطية الصحية في مختلف أنحاء العالم، حيث إن قائمة الأدوية والتدخلات الطبيبة من ناحية تغطيتها تختلف من بلد إلى آخر، رغم أن المرض واحد، وهي من النقاط المهمة التي لا تخوض فيها المنظمة العالمية للصحة: فكل الأمراض يجب أن تخضع للتغطية الاجتماعية، أو على الأقل غالبيتها.
هناك مسألة أخرى تستحق الاشتغال عليها، والنضال من أجلها، وهي: كيف نضمن للفقراء والعاطلين عن العمل الذين يشتغلون في الاقتصاد الموازي الحق في الصحة؟
إن الإجابة عن هذا السؤال تعني الاهتمام بملايين من الأشخاص خارج التغطية الصحية، ودون النفاذ إلى الخدمات الصحية، وهو سؤال حارق إذا ما تمعنا في الأرقام المفزعة للاجئين والفقراء...
في مثل هذا اليوم أيضاً من المهم أن تحث «منظمة الصحة العالمية» الدول على الاستثمار في الوقاية من الأمراض باعتبارها الأسلم والأقل تكلفة مقارنة بالتكلفة الباهظة للعلاج؛ فالاستثمار في الوقاية، وإن احتاج بدوره إلى مال، فإنه يظل الخيار الأفضل؛ سواء صحياً، أو من ناحية فوائد ذلك على عموم المجتمع، وفي المحافظة على المناعة العامة وعلى طاقات المواطنين وقوتهم، والصحة من أهم مواردها.
ونعتقد أن الفضاء العربي ودول العالم الثالث أكثر من غيرها مطلوب منها الاستثمار في الوقاية، والرهان على استراتيجيات اتصالية قوية وناجعة، مع العلم بأن الاستثمار في الوقاية يعني الاستثمار في الخبراء والتثقيف الصحي ووسائل الإعلام الجادة.
في الحقيقة، الصحة ليست للجميع، والحل في رفع التحديات وتسميتها تحدياً تحدياً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في «يوم الصحة العالمي» الصحة ليست للجميع في «يوم الصحة العالمي» الصحة ليست للجميع



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

الرياض - المغرب اليوم

GMT 13:35 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيمان العاصي تكشف تفاصيل مشاركتها في حفل جوائز the best
المغرب اليوم - إيمان العاصي تكشف تفاصيل مشاركتها في حفل جوائز the best

GMT 02:13 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

المخرجة الكويتية فاطمة الصفي بإطلالات أنيقة

GMT 05:05 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أهم المواصفات المميزة للفئة الثامنة الجديدة من "بي إم دبليو"

GMT 09:05 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "فولفو" ترغي في عدم استخدام البنزين في عام 2019

GMT 10:03 2018 الثلاثاء ,14 آب / أغسطس

نادي اتحاد الخميسات ينقذ الطاووس من العطالة

GMT 07:08 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

دراسة تؤكد أن رسوم الأطفال مرتبطة بمستوى الذكاء

GMT 00:13 2018 الأحد ,27 أيار / مايو

كنغولي يخلق جدلا داخل الجيش الملكي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib