عن نكوصنا إلى ذات نرجسيّة أولى
6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية
أخر الأخبار

عن نكوصنا إلى ذات نرجسيّة أولى...

المغرب اليوم -

عن نكوصنا إلى ذات نرجسيّة أولى

حازم صاغية
حازم صاغية

في 2006، حين نشبت في العراق الحرب الأهلية، السنية – الشيعية، خاضها 268 تنظيماً مسلحاً، بعضها ولد معها، وبعضها سبقها إلى الولادة. هذه أسماء بعض تلك التنظيمات: جيش المهدي، جيش المختار، حزب الفضيلة، عصبة الهدى، جند السماء، عصائب أهل الحق، حركة ثأر الله، لجنة القصاص العادل، قوات القدس، كتائب الزلزال، كتائب ثورة العشرين، حركة التوحيد والجهاد، تنظيم القاعدة، جيش محمد، جيش أهل السنة والجماعة، جيش الفاتحين، أنصار الشريعة، سرايا الغضب، كتائب الحق المبين، أنصار ابن تيمية، جيش العزة والكرامة، لواء الغضب الإسلامي، جيش عمر بن الخطاب...انتهت تلك الحرب وشهد العراق تطورات كثيرة إلى أن نشأ تنظيم «داعش» واستولى، عام 2014، على مدينة الموصل. آنذاك تشكل «الحشد الشعبي» بعد فتوى أصدرها المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني.

الألوية العسكرية التي اجتمعت تحت مسمى «الحشد الشعبي» تعد بالعشرات. هذه أسماء بعضها: لواء الإمام محمد الجواد. فرقة الإمام علي القتالية. تشكيل الكرار. كتائب جند الإمام. لواء المنتظر. سرايا عاشوراء. لواء كربلاء. لواء علي الأكبر. حركة النجباء. كتائب سيد الشهداء. كتائب الإمام علي. عصائب أهل الحق. لواء أنصار المرجعية. كتائب حزب الله. لواء الحسين...

بالطبع، كان لا بد من تزيين «الحشد» بفصائل سنية وأخرى من أبناء الأقليات. هذا ما ظن أنه يزيح الطابع الشيعي عن «الحشد» ويمنحه لوناً وطنياً عابراً للمذاهب. لكن هيهات! فـ«الحشد» الذي انشق مؤخراً، كان يضم 67 فصيلاً شيعياً، 44 منها يقلد علي خامنئي و17 يقلد السيستاني. الفصائل الأولى، التي تعتنق «ولاية الفقيه»، باتت تعرف بـ«الحشد الولائي». الفصائل الثانية تعرف بـ«فصائل العتبات المقدسة» وفي عدادها «فرقة العباس» و«لواء علي الأكبر» و«فرقة الإمام علي» و«لواء أنصار المرجعية»...

العراق ليس وحده في هذا، وإن كان الأبرز فيه. يمكن العثور على شيء مشابه في سوريا: في أسماء تنظيمات الشبيحة التي تساند «الجيش الباسل»، وتلك الألوية التي انحل إليها ذاك الجيش، وطبعاً في أسماء التنظيمات التكفيرية التي انتعشت بعد تصفية الثورة السلمية بعدما ساهمت هي نفسها في تلك التصفية.

من يقرأ أسماء تلك التنظيمات يلاحظ أمراً طاغياً: إنه العودة إلى الطائفة والمذهب في تأويلهما الأشد ضيقاً وأبرشية، وإلى صورة نقية ونرجسية عن ذات أولى لا تطيق الاحتكاك بذات أخرى أو بدولة أو بتنظيم اجتماعي. الذات الأخرى عدو حتمي.

كثرة تلك التنظيمات يكاد يبدو معها أن تصوراتنا لم تعد تتسع لمعان أخرى، وأن لغتنا نفسها لم تعد تتسع لمصطلحات أخرى. إننا لا نملك، والحال هذه، إلا هذا «التراث» الصغير المنكمش والمتضائل إنما المصحوب بمزاعم كبرى، تحريرية أو تغييرية، تلزمها جيوش إمبراطورية.

ولسوف يظهر دائماً من يحمل الدين هذه المسؤولية. لكن المصالح الاقتصادية التي توفرها تلك التنظيمات تقطع بأولوية الطائفية، في وعيها وسلوكها المافيويين، على الدين ورسالته. وأغلب الظن أن مدى التفتت الذي يعكسه قيام تلك التنظيمات يشبه تعدد الآلهة أكثر كثيراً مما يشبه الدين التوحيدي، أي دين توحيدي.

ولسوف يظهر أيضاً ودائماً من استقالت رؤوسهم فردوا تلك الظاهرات إلى أفعال مشبوهة نفذها «زرق العيون»، يتصدرها بالطبع الاحتلال الأميركي للعراق، أو ألاعيب الصهاينة التي لا تكل، أو أفعال «الشيطان الأكبر». هؤلاء نحتاجهم دائماً كي نبلور النكوص إلى ذات أولى.

والحال أن الصورة هذه تزدهي بألوان أخرى نقع عليها في عموم المنطقة. فاليوم ثمة لبنانيون ومصريون، وعرب وأكراد، يرجعون إلى ما قبل الفتح الإسلامي ظانين أنهم يستعيدون التواريخ والولاءات التي أراد ذاك الفتح أن يطويها. وثمة، في المقابل، إسلاميون يضيقون التاريخ ويخنقونه بحيث لا يطبق إلا على صدور أبنائه وعلى عقول ورثته. وهذا فيما المفتون بالزمن الإمبراطوري، الرئيس رجب طيب إردوغان، يخوض بعض حروبه بالقصائد القديمة التي ترسم حدوداً وتعترض على حدود.

وليس بلا معنى أن يزداد هذا العناق للذات الأولى مع أوضاع الحروب والتوتر والنزاع التي تصدع الاجتماع وتصدع معه العقلين العام والفردي.

الحقيقة أننا، لا سيما في المشرق العربي، نعيش في طور يصعب وصفه بغير الانحطاط والتذرر. معظم أسباب ذلك من صنع أيدينا، إما عبر الأنظمة السياسية أو عبر التراكيب المجتمعية والثقافية التي شئنا أن لا نسائلها. لكن لن يكون من المبالغة القول إن التطور النوعي الأكبر الذي عزز هذه الوجهة من خارجها كان لعنة الثورة الخمينية عام 1979. لقد كان نداء هذه الثورة، وعلى الأصعدة جميعاً، «إلى الوراء در». وأول هذا «الوراء» رسم العالم ساحة دائمة للحرب والعداوة، لا ينمو في قحطها إلا ورم النرجسيات المنتفخة والمعززة بالصواريخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن نكوصنا إلى ذات نرجسيّة أولى عن نكوصنا إلى ذات نرجسيّة أولى



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"

GMT 04:08 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

شركة ZTE الصينية تخسر 1.1 مليار دولار تعرف على السبب

GMT 18:56 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

أفضل مستحضرات العناية بالشعر و البشرة ﻷطفالك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib