السودان وفرصة العودة للحوار
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

السودان وفرصة العودة للحوار

المغرب اليوم -

السودان وفرصة العودة للحوار

جبريل العبيدي
بقلم : د. جبريل العبيدي

العودة لطاولة الحوار هي مفتاح الحل للأزمة السودانية، حتى بعد الصدام والشقاق بين المكون العسكري والمكون المدني لمجلس السيادة الانتقالي في السودان، الذي يعد السبب وراء إعلان الفريق عبد الفتاح البرهان (رئيس مجلس السيادة السوداني) حل المجلس واتخاذ إجراءات كانت مثار جدل واسع في الداخل السوداني وخارجه، خاصة بعد البيان الرباعي الصادر من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات، الذي يدعو لإعادة الحكم المدني في السودان، كما طالبت فيه بإطلاق المحتجزين ورفع حالة الطوارئ.
الأزمة في السودان يرى البعض أنها ليست صراعاً بين مكون عسكري وآخر مدني، بل هي خليط أزمات ومشاكل اقتصادية بالدرجة الأولى، فالجميع اتجه إلى الشارع، وحاول استخدامه ورقة ضغط لتحقيق أهدافه، لدرجة لم يستطع معها أي طرف الزعم بأنه يمثل رأي الشارع حصرياً.
فالجميع لا يزال يعوّل على الشارع وسلميته، وبذلك تصبح إمكانية العودة للحوار ممكنة بل وفرصها للنجاح كبيرة، طالما لم يحتكم أي طرف للسلاح، وما دام الخلاف لا يزال سلمياً ومستنداً إلى «الوثيقة الدستورية».
فالفريق البرهان علق العمل ببعض المواد بالوثيقة الدستورية ولكنه لم يلغها، كما حل مجلسي السيادة والوزراء وأعلن حالة الطوارئ، مع إرساله رسائل طمأنة للفصائل المسلحة بأن اتفاق جوبا لا يزال سارياً، معللاً تلك الإجراءات بأن سببها حالة «التشاكس والتكالب على السلطة والتحريض على الفوضى من دون النظر إلى المهددات الاقتصادية والأمنية»، وهو ما دفعه للقيام بما يحفظ السودان وثورته، بينما وصفت وزارة الإعلام في الحكومة المنحلة إعلان الفريق البرهان بـ«الانقلاب العسكري المتكامل الأركان».
لقد جاء إعلان الفريق البرهان بمثابة حالة الطلاق بين العسكريين والمدنيين في مجلس السيادة السوداني بعد شهور من العسل المر، وحالات الشد والجذب والاختلاف في الرؤى لدرجة الخلاف المستعصي، ليس فقط داخل صفوف المكون المدني، بل كانت داخل المكون العسكري، لدرجة قيام سلاح المدرعات (الشهير بانقلابات السودان في الماضي) بالخروج قبل أسابيع من إعلان البرهان حل المجلس.
حاول الفريق البرهان طمأنة شباب الثورة ومغازلتهم بالقول إنه ثابت على مبدأ الثورة، وإنه سيشكل برلماناً «ثورياً» من الشباب في محاولة منه لتحييد قطاع الشباب وإبعادهم عن التصادم مع الجيش، بعد ظهور أقاويل بأن إعلان البرهان هو محاولة لصالح النظام السابق، الأمر الذي نفاه البرهان بالقول: «لو كنا نريد استعادة النظام السابق، فلماذا سمحنا بسقوطه واصطف الجيش مع ثورة الشعب؟!». هنا يبدو كلام البرهان في هذه النقطة مقنعاً، فنظام البشير لم يعد له بواكٍ حتى بين ضباط الجيش السابقين.
الأزمة في السودان لها جذور اقتصادية، وإن كان السودان غنياً بالماء والتربة الخصبة للزراعة بل يكاد يكون البلد العربي الأول القادر على توفير سلة الغذاء لثلث سكان العالم لو تم استغلال موارده بشكل صحيح، إلا أن السودان يعاني من الفقر، كما أن نسبة 46 في المائة من سكانه تحت خط الفقر وفق تقارير الأمم المتحدة. فالسودان بلد النيلين تشظى جغرافياً وديموغرافياً إلى بلدين، في ظل صراع سياسي على السلطة مكن في الماضي البشير الذي جمد البلاد لسنوات طويلة لصالح تنظيم الإخوان من دون أن يحقق السودان أي درجة في السلم الاقتصادي ولا حتى الزراعي، في ظل فشل حكومي مستمر متوارث بين الحكومات رغم اختلاف مشاربها.
أخيراً أياً كانت مبررات حل المجلسين واستبدال الحكومة وتعطيل جزء من الوثيقة الدستورية، إلا أنه لا بد من الحوار بين السودانيين والعودة إلى طاولة الحوار وضبط النفس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السودان وفرصة العودة للحوار السودان وفرصة العودة للحوار



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib