«حماس» و«الليكود» خيار شمشون
وفاة الفنانة المغربية نعيمة المشرقي عن عمر يُناهز 81 عاماً بعد مسيرة فنية امتدت لعقود مظاهرة في واشنطن دعماً للفلسطينيين واللبنانيين الذين يتعرضون لهجمات إسرائيلية مكثفة حصيلة قتلى ومصابي الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية منذ بدء العمليه البرية باتجاه قرى جنوب لبنان آلاف الأشخاص يتظاهرون في مدريد ومدن أخرى حاملين الأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات تضامن مع قطاع غزة ولبنان غارة إسرائيلية استهدفت منطقة القصير بريف حمص عند الحدود السورية اللبنانية وزارة الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر إلى 41 ألفا و825 شهيداً و96 ألفاً و910 مصاباً منظمة الصحة العالمية تُعلن أكثر من 6% من سكان قطاع غزة استشهدوا أو أصيبوا في عام منظمة الصحة العالمية تُعلن إخلاء 3 مستشفيات جنوب لبنان والادعاءات الإسرائيلية لا تبرر استهدافها منظمة الصحة العالمية تؤكد 73 موظفاً بالقطاع الصحي اللبناني استشهدوا جراء الاعتداءات الإسرائيلية اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي
أخر الأخبار

«حماس» و«الليكود»... خيار شمشون

المغرب اليوم -

«حماس» و«الليكود» خيار شمشون

جبريل العبيدي
بقلم : د جبريل العبيدي

نحن أمام محاولات لحسم المعركة وتحقيق «انتصارات» من خلال خيار شمشون بهدم المعبد على رؤوس الجميع من قبل كل من «الليكود» الإسرائيلي و«حماس»، والنتيجة الموت والدمار للجميع وانتحار شمشون أيضاً، فلا إسرائيل بقيادة «الليكود» سوف تتمكن من القضاء على «حماس» جذرياً، ولا أظنها جادة في إنهاء «حماس» وهي تحتاج بقاءها خدمة لسياساتها العقابية للفلسطينيين، ولا «حماس» سوف تتمكن من إنهاء إسرائيل من الوجود ببضعة صواريخ تصنيعاً محلياً، فكلاهما سوف يهدم المعبد على رؤوسهم كما فعل شمشون في الأسطورة.

ما يجري في غزة هو الحرب على رؤوس المدنيين، يتحمل مسؤوليتها بالمشاركة بنسب مختلفة، كلا الطرفين إسرائيل بقيادة حزب «الليكود» المتطرف والذي استخدم العنف والقوة المفرطة في الرد على عملية «حماس»؛ «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وحركة «حماس» الحاكمة في غزة والتي خاضت حرباً هي تعلم أن نتائجها كارثية على أهل غزة، مهما أثخنت الجراح في جنود إسرائيل ما دامت موازين القوى ليست متساوية.

هي حرب ضروس تسببت في تهجير ودمار وقتلى بعشرات الآلاف؛ أسر بأكملها شُطبت من سجل الأحياء، وأصبحت أرقاماً في مدافن مجهولة الهوية، ومشاهد لدمار وخراب غير مسبوق في قطاع غزة، في حين تكدس الناس في المدارس والمباني الحكومية بعد أن قصفت إسرائيل كل شيء، حتى المستشفيات والمساجد والكنائس جميعها كانت أهدافاً للقصف، ولم تراعِ قواعد الاشتباك ولا القانون الدولي في الحروب من دون أن تسجل إدانة واحدة من «المجتمع» الدولي، مما يؤكد أن مصطلح «مجتمع» دولي هو أكذوبة صدقنا وجودها بغباء في عالم يختبئ خلف أصبعه من فضيحة الصمت.

يبدو أن الطرفين المتمثلين في «الليكود» الإسرائيلي و«حماس» الفلسطينية استخدما المدنيين في حربهما غير المتكافئة أصلاً، واستُخدمت حركة «حماس» تحت شعار «المقاومة» في معركة بالوكالة لصالح إيران التي أرادت تصفية حسابات مع إسرائيل في الاغتيالات الأخيرة في الداخل الإيراني، والمتهم فيها «الموساد» الإسرائيلي، فلا يمكن تجاهل الدور الإيراني الذي له حسابات خاصة مع إسرائيل، خاصة أن جبهة جنوب لبنان كانت مشاركتها خجولة في المعركة التي من المسلّم به أنها تدار إيرانياً تحت شعار «المقاومة»، في حين أن الحقيقة ليست كذلك، وهذا لا يعني صك براءة لجيش إسرائيل من جرائم الحرب التي يرتكبها تجاه الفلسطينيين، ومنها القتل العمد لأطفال غزة وقصف المستشفيات وتهجير السكان.

«حماس» و«الليكود» كلاهما حركتان تحملان آيديولوجية ترفض التعايش مع الآخر، بل وتريد تصفية الآخر تحت شعارات مختلفة، وكلاهما يوظف الدين في المعركة، وكلاهما يستخدم أطرافاً خارجية وقوداً للمعركة، والضحية هم المدنيون.

زعيم «الليكود» نتنياهو يقاتل بجنود إسرائيل، في حين أن ابنه يصطاف على شواطئ كاليفورنيا، وكذلك فعل قادة «حماس» أمثال خالد مشعل وهنية؛ قاتلوا بأبو عبيدة وإخوته، في حين أنهم يشاهدون المعركة من خارج قطاع غزة عبر شاشات فنادق فارهة، والثكالى والأموات ورائحة الموت يشتمّها سكان غزة الأبرياء نتيجة بطش «الليكود» المسلح بترسانة أسلحة، لا يمتلكها أحد في الشرق الأوسط.

المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي ليست حكراً على «حماس» ولا هي «حماس»، بل هي في الأصل مقاومة مشروعة، ولكن ليست «حماس» هي الممثل الشرعي أو الوحيد للشعب الفلسطيني، الذي أصبح يدفع فاتورة «حماس»، في حين أن قادتها وأبناءهم خارج الخطر بعيداً عن غزة. ولم يسلم من القصف الإسرائيلي حتى مراسلو وكالات الأنباء ولا عائلاتهم وأطفالهم، فكثير ممن نقلوا الخبر والصورة كشهود على الحقيقة تخلصت منهم إسرائيل بتصفية عائلاتهم بالقصف، وتدمير البيوت على رؤوسهم.

صحيح أن السياسة الإسرائيلية مع الفلسطينيين هي مَن صنع «حماس»، وغير «حماس»، بسبب سياسة «الأبرتايد» والتمييز العنصري التي تنتهجها إسرائيل والحصار الخانق على الفلسطينيين؛ إذ يحاصر قرابة مليوني نسمة ونيف في مساحة لا تتجاوز بضع مئات الكيلومترات في أكبر الأماكن اكتظاظاً في العالم، وتمنع عنهم الماء والدواء، وتقصفهم بالطائرات من دون أدنى مراعاة لقواعد القانون الدولي في الحروب.

هذا السلوك الإسرائيلي لن يشجع «حماس» فقط على رد الفعل العنيف، بل سيدفع حتى بالمسالمين لقتال إسرائيل. فالعنف لا يمكن أن يقابل بالورود والاستسلام للموت وقوفاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حماس» و«الليكود» خيار شمشون «حماس» و«الليكود» خيار شمشون



GMT 21:46 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 21:41 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العودة التي لا مفرّ منها إلى غزّة

GMT 21:36 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان أبقى من كل هؤلاء

GMT 21:33 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بري رجلُ السَّاعة

GMT 21:28 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أية حقيقة؟

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة - المغرب اليوم
المغرب اليوم - طائرة مساعدات إماراتية عاجلة لدعم لبنان بـ100 مليون دولار

GMT 18:18 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»
المغرب اليوم - ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»

GMT 18:41 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 23:10 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد ورق الغار للصحة

GMT 06:52 2019 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي عل الألوان التي يمكن تنسيقها مع " الأخضر" في الديكور

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

استئنافية وجدة ترجئ النظر في قضية "راقي بركان"

GMT 00:38 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مواليد برج "العقرب" يتميزون بذاكرة قوية وشخصية قيادية

GMT 10:47 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

الامهات في اول يوم دوام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib