ليبيا وتركيا والحاجة لتصحيح العلاقات
وفاة الفنانة المغربية نعيمة المشرقي عن عمر يُناهز 81 عاماً بعد مسيرة فنية امتدت لعقود مظاهرة في واشنطن دعماً للفلسطينيين واللبنانيين الذين يتعرضون لهجمات إسرائيلية مكثفة حصيلة قتلى ومصابي الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية منذ بدء العمليه البرية باتجاه قرى جنوب لبنان آلاف الأشخاص يتظاهرون في مدريد ومدن أخرى حاملين الأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات تضامن مع قطاع غزة ولبنان غارة إسرائيلية استهدفت منطقة القصير بريف حمص عند الحدود السورية اللبنانية وزارة الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر إلى 41 ألفا و825 شهيداً و96 ألفاً و910 مصاباً منظمة الصحة العالمية تُعلن أكثر من 6% من سكان قطاع غزة استشهدوا أو أصيبوا في عام منظمة الصحة العالمية تُعلن إخلاء 3 مستشفيات جنوب لبنان والادعاءات الإسرائيلية لا تبرر استهدافها منظمة الصحة العالمية تؤكد 73 موظفاً بالقطاع الصحي اللبناني استشهدوا جراء الاعتداءات الإسرائيلية اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي
أخر الأخبار

ليبيا وتركيا والحاجة لتصحيح العلاقات

المغرب اليوم -

ليبيا وتركيا والحاجة لتصحيح العلاقات

جبريل العبيدي
بقلم : جبريل العبيدي

صحيح أنَّ العلاقات الليبية - التركية تشهد هذه الأيام دفئاً غير مسبوق وحالة تقارب، خصوصاً مع «شرق» ليبيا، حيث مقر البرلمان الليبي، الذي كان يعارض السياسة التركية، خاصة في السنوات السابقة، خصوصاً الداعمة لطرف سياسي على حساب طرف آخر في الصراع السياسي الليبي لدرجة الدعم بالسلاح والعتاد، بل وجلب المرتزقة وقوات مسلحة مما عده البرلمان الليبي تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي وانتهاكاً للسيادة الليبية، رغم تذرع تركيا بأنَّها جاءت ضمن اتفاقية مع حكومة «شرعية»، بينما البرلمان الليبي المنتخب والشرعي لم يمنح تلك الحكومة الثقة لتمارس مهامها، كما أنَّ اتفاقية الصخيرات، وهي الاتفاق السياسي المنظم، اشترط موافقة البرلمان في أي اتفاق تبرمه الحكومة ليصبح شرعياً، الأمر الذي لا يزال غائباً حتى الساعة.   
        

عودة العلاقات والدفء السياسي وتبادل الزيارات، حيث زار وزير الخارجية والسفير التركي الشرق الليبي، وإقامة معرض للمنتجات الصناعية التركية في شرق ليبيا، أمور عدّت خطوة إيجابية نحو عودة العلاقات إلى مسارها، لكنها تبقى منقوصة، كون المرتزقة والقوات الأجنبية التي جلبتها تركيا لا تزال موجودة بالآلاف في العاصمة طرابلس، وتتسلح بعتاد تركي وتستخدم منظومة المعلومات التركية، بل إنها تأتمر بالأوامر التركية، كما أن هذه العناصر المسلحة لا تخضع للسلطات الليبية حتى الموالية منها لتركيا في طرابلس، الأمر الذي يعد انتهاكاً للسيادة الليبية ويعرقل وجود هذه العناصر المسلحة، التي لا يمكن توصيفها إلا بأنها مرتزقة متعددة الجنسية تهدد السلم المجتمعي في ليبيا.

في اعتقادي أن أي عودة طبيعية للعلاقات مع تركيا تبدأ من لحظة خروج هذه العناصر المسلحة خارج الأراضي الليبية، وتعود من حيث أتت، وهي في أغلبها عناصر سورية جلبت من الشمال السوري كمرتزقة وبنادق مستأجرة بالمال استغلت فيها ظروفهم المعيشية المتردية.

وعلى الرغم من أن الخزينة الليبية ممثلة في البنك المركزي هي من يدفع مرتبات هؤلاء المرتزقة، وهي حالة شاذة في نظام الدولة أوجدتها حالة الصراع والتشظي السياسي في ليبيا، منها جماعة الإسلام السياسي، تحديداً جماعة «الإخوان»، التي لا تزال تلقى دعماً تركياً في ليبيا، مما يعرقل التقدم نحو علاقات طبيعية بين ليبيا الموحدة وتركيا، فالعلاقات التركية حتى الآن هي مع طرف سياسي ليبي فقط، وليست مع جميع الأطراف بشكل صحيح وطبيعي، في حين مكاسب ومصالح تركيا في التنقيب عن الغاز والنفط هي في شرق ليبيا، حيث لا تزال تركيا تتعاطى بشكل خجول مع الشرق الليبي، وتتقدَّم بخطوات متباطئة، في حين أنَّ حاجة تركيا الماسة والملحة قبل ليبيا في سرعة إنجاز الاتفاقية الليبية - التركية حول النفط والغاز في المتوسط، بينما لا نرى على أرض الواقع أي خطوة جادة من الجانب التركي نحو حلحلة الملف، بخاصة مع البرلمان الليبي، إذ لا تزال الاتفاقية منقوصة وغير شرعية، لكون البرلمان الليبي لم يعتمدها بعد، كما ينص اتفاق الصخيرات السياسي، الذي كانت تركيا أحد رعاته وشهوده، وكانت أول من خرقه.

صحيح أنَّ التقارب التركي وطي صفحة الماضي والذهاب نحو سياسة صفر مشكلات، هي أمور ليست بعيدة عن الواقع الاقتصادي التركي المتردي وانهيار الليرة، بعد أن تركت تركيا محيطها العربي والشراكة مع حكوماته، حيث كان هذا المحيط يدر ذهباً عليها بالمليارات كمنفعة وشراكة اقتصادية.

تصحيح العلاقات ووضعها في مسارها الطبيعي، وفق احترام سيادة الدولة الليبية، يبدآن بخروج المرتزقة وجميع القوات الأجنبية، التي تشكل تركيا النصيب الأكبر فيها والتوقف عن دعم طرف سياسي على حساب آخر، وتعود للعب دور الشريك الاقتصادي لجميع الليبيين وليس لفصيل أو جماعة كما هو الحال الآن.

اليوم ليبيا تشهد حراكاً سياسياً قد يصل لدرجة التشظي السياسي، ولكن بالمقابل سكتت فيها البنادق والمدافع منذ أكثر من 3 سنوات من دون قتال، مما يعد أن المناخ الآن جاهز للعملية السياسية والانتخابية إذا مارست الأطراف الإقليمية، بخاصة تركيا، دوراً إيجابياً في تسهيل وتوفير مناخ حر للانتخابات من دون وجود المرتزقة والقوات الأجنبية، التي تشكل تركيا فيها نصيب الأسد.

فتركيا تبقى دولة إقليمية فاعلة وذات خلفية تاريخية إسلامية مما يمكنها من لعب دور فاعل في استقرار المنطقة، خصوصاً في ليبيا، ولكن هذا الأمر مشروط بتركها سياسة دعم الأحزاب وتنشئ علاقتها مع الدول، لا مع الأحزاب فيها، كما هو الحال مع أحزاب «العدالة والتنمية» و«العدالة والحرية» و«العدالة والإصلاح»... وجميعها أحزاب متعددة الصفات بينما هي ممثل لحزب وجماعة واحدة.

وإلى أن تنهج تركيا سياسة واضحة في تصحيح العلاقة مع ليبيا الموحدة بشرقها وغربها يبقى دفء العلاقات مجرد غزل سياسي لا أكثر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا وتركيا والحاجة لتصحيح العلاقات ليبيا وتركيا والحاجة لتصحيح العلاقات



GMT 21:46 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 21:41 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العودة التي لا مفرّ منها إلى غزّة

GMT 21:36 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان أبقى من كل هؤلاء

GMT 21:33 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بري رجلُ السَّاعة

GMT 21:28 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أية حقيقة؟

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:18 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»
المغرب اليوم - ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»

GMT 18:41 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 23:10 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد ورق الغار للصحة

GMT 06:52 2019 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي عل الألوان التي يمكن تنسيقها مع " الأخضر" في الديكور

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

استئنافية وجدة ترجئ النظر في قضية "راقي بركان"

GMT 00:38 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مواليد برج "العقرب" يتميزون بذاكرة قوية وشخصية قيادية

GMT 10:47 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

الامهات في اول يوم دوام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib