السودان والنيل الأحمر
وفاة الفنانة المغربية نعيمة المشرقي عن عمر يُناهز 81 عاماً بعد مسيرة فنية امتدت لعقود مظاهرة في واشنطن دعماً للفلسطينيين واللبنانيين الذين يتعرضون لهجمات إسرائيلية مكثفة حصيلة قتلى ومصابي الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية منذ بدء العمليه البرية باتجاه قرى جنوب لبنان آلاف الأشخاص يتظاهرون في مدريد ومدن أخرى حاملين الأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات تضامن مع قطاع غزة ولبنان غارة إسرائيلية استهدفت منطقة القصير بريف حمص عند الحدود السورية اللبنانية وزارة الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر إلى 41 ألفا و825 شهيداً و96 ألفاً و910 مصاباً منظمة الصحة العالمية تُعلن أكثر من 6% من سكان قطاع غزة استشهدوا أو أصيبوا في عام منظمة الصحة العالمية تُعلن إخلاء 3 مستشفيات جنوب لبنان والادعاءات الإسرائيلية لا تبرر استهدافها منظمة الصحة العالمية تؤكد 73 موظفاً بالقطاع الصحي اللبناني استشهدوا جراء الاعتداءات الإسرائيلية اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي
أخر الأخبار

السودان والنيل الأحمر!

المغرب اليوم -

السودان والنيل الأحمر

جبريل العبيدي
بقلم : جبريل العبيدي

النيل الأزرق نهر «عاباي» الذي تلون بالأحمر في مواجهات عنف قبلي تجددت بمجرد حدوث فراغ أمني حدث إثر خروج قوات حفظ السلام، فالنيل الأزرق هو نهر ينبع من بحيرة تانا في إثيوبيا قبل أن يلتقي مع النيل الأبيض في السودان الذي ما يكاد يهدأ من مواجهات عنيفة حتى تندلع أخرى جديدة تحت العنوان نفسه.
ففي النيل الأزرق أعلنت السلطات المحلية عن مقتل حوالي 200 شخص في الاشتباكات القبلية جراء احتجاج أفراد من قبيلة الهوسا على ما اعتبروه تمييزاً ضدهم بسبب العرف القبلي الذي يحظر عليهم امتلاك الأرض في النيل الأزرق لأنهم آخر القبائل التي استوطنت في الولاية، ويعزو البعض السبب في اندلاع العنف في النيل الأزرق إلى الانتهاء المبكر لمهمة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الإقليم بعد توقيع اتفاق سلام بين الفصائل المسلحة هناك.
ولكن الحقيقة تكمن في اعتبار استغلال الأراضي الزراعية مسألة حساسة للغاية في السودان عامة وفي إقليم النيل الأزرق خاصة، حيث يسود العرف القبلي، الذي يحظر على بعض القبائل استغلال الأرض بأي شكل ويحصر استغلالها في القبائل التي استوطنت أولاً ويستثني أي قادم جديد.
المواجهات والعنف القبلي في السودان، كارثة كبرى تواجه السلم المجتمعي، فبعد مذبحة النيل الأزرق والمواجهات العنيفة مستمرة، وقد لونت مياه النيل الأزرق بالأحمر بعد سقوط العشرات في أعمال عنف قبلي تمت تغذيته من أطراف لا ترغب في استقرار السودان المقسم بعد انفصال جنوبه عن شماله منذ سنوات.
السودان الغارق في الفقر، إذ إن نسبة 46 في المائة تقع تحت خط الفقر وفق تقارير الأمم المتحدة، يستحوذ على أكبر رقعة جغرافية خصبة للزراعة ووفرة الماء، ويعاني في الوقت نفسه من مشاكل اقتصادية وانهيار شديد للعملة المحلية، في أكبر عملية فشل اقتصادي عبر تاريخ السودان، فالأزمة قد تكون لها جذور اقتصادية، بعد أن وصل سعر الرغيف إلى ثلاثة أضعاف، مع ندرة دقيق الخبز والسيولة النقدية... ظروف تكررت حتى في ليبيا، التي تطفو على بحيرة نفط، وشعبها يعاني الفقر، فما بالك ببلد يفتقر للنفط والغاز مثل السودان بعد التقسيم ما أدى إلى فقدانه ثلاثة أرباع إنتاجه النفطي، وإن كان غنياً بالماء والتربة الخصبة للزراعة، إلا أنه يعاني من الفقر، بسبب الصراع المستمر على الأراضي الزراعية والمراعي كما هو الحال في النيل الأزرق وغيرها من مناطق خصبة للتنمية الزراعية، ولكنها أصبحت أراضي بوراً معطلة للتنمية بسبب الصراعات المحلية، خاصة القبلية ذات الطابع العنصري بين من يوصفون بالسكان «الأصليين» أي السابقين في استوطان الأرض وبين من جاء متأخراً فسقط حقه في امتلاك أو استزراع الأرض.
رغم العرف «الإقصائي» في موضوع استزراع الأراضي الذي يشابه أعرافاً أخرى في بلدان مجاورة وإن كان في السودان جلب العنف، يبقى السودان البلد العربي الذي كان يتفاخر بوجود أول كلية طب تفتح أبوابها في العالم العربي، والسباق في مجالات الثقافة والعلم، رغم تعثره اليوم جراء صراعات سياسية وفئوية... صحيح أنه أسقط ديكتاتورية حليف «الإخوان» عمر حسن البشير، ولكنه فشل في إقامة نظام سياسي يقبل به جميع السودانيين بلا إقصاء.
استمرار العنف قد يكون سببه التسوية السياسية السابقة التي قامت بين المجلس العسكري و«قوى الحرية والتغيير»، وهما ليسا القوى الوطنية الوحيدة أو الأطراف الوحيدة، وبالتالي لم تصمد تلك التسوية التي سرعان ما ذاب جليدها أنهاراً من الدماء ليست دماء النيل الأزرق آخرها، وذلك طالما التسوية السياسية تتجاهل السلم المجتمعي برفع الظلم والتهميش والإقصاء.
ورغم تلون أحد فروع النيل بالأحمر فإن النيل سيبقى بلونيه الأزرق والأبيض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السودان والنيل الأحمر السودان والنيل الأحمر



GMT 21:46 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 21:41 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العودة التي لا مفرّ منها إلى غزّة

GMT 21:36 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان أبقى من كل هؤلاء

GMT 21:33 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بري رجلُ السَّاعة

GMT 21:28 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أية حقيقة؟

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:18 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»
المغرب اليوم - ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»

GMT 18:41 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 23:10 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد ورق الغار للصحة

GMT 06:52 2019 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي عل الألوان التي يمكن تنسيقها مع " الأخضر" في الديكور

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

استئنافية وجدة ترجئ النظر في قضية "راقي بركان"

GMT 00:38 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مواليد برج "العقرب" يتميزون بذاكرة قوية وشخصية قيادية

GMT 10:47 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

الامهات في اول يوم دوام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib