هل بوفاة كيسنجر انتهى شراء الوقت
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

هل بوفاة كيسنجر انتهى شراء الوقت؟

المغرب اليوم -

هل بوفاة كيسنجر انتهى شراء الوقت

جبريل العبيدي
بقلم : د جبريل العبيدي

 

مات كيسنجر صانع السياسة الأميركية الحديثة، فهو مؤسس سياسة شراء الوقت واختيار اللحظة للتفاوض والإمساك بمفاتيح اللعبة وإغراقها في التفاصيل الفرعية الهامشية لإبعادها عن صلب القضية دون حلها.

ولد هاينز ألفريد كيسنجر في ألمانيا في عام 1923، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة مع عائلته في عام 1938 هربا من النازية وتسمى هنري كيسنجر مواطنا أميركيا إلى وفاته عن 100 عام، عاشها في كواليس السياسة شغل فيها منصب مستشار الأمن القومي ما بين عامي 1969 و1975، ووزيراً للخارجية في عهدي الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد ودوره الخبيث في حرب فيتنام وعدة انقلابات في العالم جعلت منه موضع الشبه في المراوغة والبراغماتية في أي مفاوضات أو اتفاقيات يكون هو الثعلب المحاور والمحرر لبنودها حيث سيكمن الشيطان في تفاصيلها ويصعب اكتشافها إلا بعد حدوثها.

كان كيسنجر يتمتع بذكاء دبلوماسي نادر مكَّنه من توظيفه في خدمة السياسة البراغماتية الأميركية طيلة المائة عام التي عاشها، حتى بعد خروجه من أروقة وكواليس السياسة الأميركية بقيت أفكار ورؤى كيسنجر هي المسيطرة على العقل السياسي الأميركي حتى وصلت إلى كوندوليزا رايس والتي وضعت هي الأخرى بصمتها على السياسة الأميركية البراغماتية وإن كانت لا تختلف عن كيسنجر إلا في بضعة سطور لم تكتمل كتابتها بعد في رسم خريطة «الشرق الأوسط» الجديد، وهي خريطة تفتيت وتقسيم الشرق الأوسط والتي بدأ تنفيذها بمسلسل الربيع العربي بحجة نشر الديمقراطية التي انتهت بالفوضى والدمار في ليبيا وسوريا والعراق ونجت مصر وتونس من المخطط رغم مرورهما بعاصفة «الربيع العربي».

«لولا أميركا لخسرت إسرائيل حرب أكتوبر (تشرين الأول) 73»، هذه من ضمن اعترافات هنري كيسنجر في مذكراته وهو صاحب السياسات المنقذة لـ«إسرائيل» في جميع حروب إسرائيل ومنها حرب 1973 كان هاينز ألفريد كيسنجر أي هنري صاحب النصائح المنقذة لإسرائيل في أي مفاوضات هاينز ألفريد كيسنجر طبعا، نظرا لأصوله اليهودية التي طغت دائما على مفاوضاته مع الجانب العربي وإن كان وزيرا للخارجية الأميركية يحاول إخفاء انحيازه المطلق لإسرائيل عبر شراء الوقت والتجزئة وتفتيت القضايا وإغراقها في تفاصيل فرعية لنسيان صلب القضية ونقل التفاوض إلى زوايا أخرى يمكنه كسب الوقت والتفاوض من خلالها.

سياسة هنري كيسنجر تعتمد سياسة «الأرض مقابل شراء الوقت والاستقرار وليس السلام» فهو لم يكن يؤمن بالسلام في الشرق الأوسط فهو كان يرى أن «السلام في الشرق الأوسط كان مشكلة وليس حلا، والرغبة في السلام تحتاج إلى إيجاد نظام مستقر».

سياسات هنري كيسنجر كانت تحمي دائما مصالح الشركات الأميركية على حساب قضايا حقوق الإنسان مما جعل من كيسنجر مجرم حرب في نظر الكثيرين، بدعمه حروباً وانقلابات تخدم مكاسب شركات السلاح في أميركا.

كيسنجر لم يكن يوما رئيسا للولايات المتحدة، ولكنه كان يملك 99.9 في المائة من من أوراق اللعبة السياسية الأميركية ومنها سياسة سلطة «الأمر الواقع» والتي من خلالها مارس ما أطلق عليه «الواقعية» السياسية ومنها وجود إسرائيل في فلسطين التاريخية، والقبول بالأمر الواقع في سيناء والجولان والقدس وجميعها كانت سياسات صنعها هنري كيسنجر «منقذ» إسرائيل من خلال إمساكه بخيوط اللعبة السياسية أو كما قال هو نفسه «نحن عند التدخل في القضايا نمسك بخيوط اللعبة وليس بالضرورة حلها».

عقيدة كيسنجر لم تتغير طيلة المائة عام التي عاشها وأظنها باقية وتتمدد طالما هناك من لا يزال يؤمن بعقيدة وأفكار كيسنجر في إدارة اللعبة السياسية.

ولكن بوفاة الثعلب العجوز أو سيد اللعبة كما أطلقت عليه الصحافة العالمية وكتب عنه مارتن إنديك في كتابه (Master of the Game: Henry Kissinger and the Art of Middle East) لا تعني نهاية أفكاره السياسية والتي تشبعت بها أجيال من السياسيين والذين قد يظهر من بينهم من هو أكثر دهاء وخبثا من العجوز الثعلب لأن الأفكار لا تموت إلا بدحضها بأفكار مضادة وليس بموت أصحابها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل بوفاة كيسنجر انتهى شراء الوقت هل بوفاة كيسنجر انتهى شراء الوقت



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib