جدة وإحياء جامعة العرب

جدة وإحياء جامعة العرب

المغرب اليوم -

جدة وإحياء جامعة العرب

جبريل العبيدي
بقلم : جبريل العبيدي

دور قيادي عربي تلعبه المملكة العربية السعودية في قمة العرب بجدة، لأجل تعزيز التعاون ووحدة المصير العربي في ظل متغيرات دولية وإقليمية كبرى، أزمات وصراعات إقليمية ودولية تسود الحالة السياسية في العالم، ولكن الحكمة والمهارة الدبلوماسية السعودية لعبت دوراً توافقياً بارزاً بين جميع الأطراف العربية لجمع العرب على طاولة واحدة في جدة، للتوافق على موقف موحد إزاء تلك المتغيرات، كما أن الدبلوماسية السعودية الناجحة مكنت من عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، مما سيمهد لتوافق عربي - عربي كبير.

القمة العربية الثانية والثلاثون تعقد في ظل ظروف استثنائية، تسعى من خلالها الدبلوماسية السعودية النشطة إلى تطوير آليات العمل العربي المشترك، وإصلاح جامعة الدول العربية، وتحديث آليات التنسيق السياسي في جامعة الدول العربية، التي تشهد ركوداً وجموداً سياسياً لسنوات مضت، بسبب التراخي عن إصلاح آليات عمل جامعة الدول العربية.

وعلى الرغم من أن جامعة الدول العربية تعد من أقدم التجمعات والمنظمات السياسية، بل سبقت حتى منظمة الأمم المتحدة في تاريخ التأسيس، فإنها بقيت تراوح مكانها من دون تطوير آلياتها، ولكن الأمر أصبح اليوم مختلفاً مع قمة جدة التي سبقها إعداد جيد، بل وحلحلة لكبرى المشكلات العربية بجمع أطرافها على طاولة الجامعة، وبالتالي فإنَّ هذه القمة ستمهد الطريق لانطلاقة جديدة للجامعة العربية، أشبه بعملية إحياء لها، عن طريق التطوير حتى تصبح فاعلة، في ظروف دولية صعبة ومربكة.

الصراحة والوضوح والتشخيص الصحيح للمشكلات العربية، خصوصاً الأزمة السورية والليبية واليمنية والصراع في السودان وأزمة لبنان، كل ذلك يميز قمة جدة في المملكة العربية السعودية، بل ويحسب للدبلوماسية السعودية التي نجحت في تحقيق توافق عربي، كان مفقوداً لسنوات عديدة، مما مكَّنها من لعب دور محوري سيفضي لحلحلة كثير من الأزمات، في ظل ظروف إقليمية تسعى للمشاركة في الحل، وتبنّى سياسة صفر مشاكل.

الجامعة العربية كانت للأمس القريب تعاني ركوداً سياسياً وتراخياً في نشاطها العربي - العربي، لكننا اليوم نرى أنه بالإمكان للجامعة العربية أن تلعب دوراً محورياً وتمهد الطريق لعمل عربي جدي وحثيث، خصوصاً بعد ما شاهدناه من حالات التوافق العربي - العربي على مجمل القضايا، والارتياح الظاهر والمعلن لقادة الدول على معظم القضايا التي تخص المنطقة.

لقد بات بإمكان الجامعة الآن أن تكون طرفاً في الحل للأزمات العربية المتراكمة، من ليبيا إلى اليمن، مروراً بسوريا ولبنان والعراق.

الجامعة العربية التي اختُلف في البدء على تسميتها بين «التحالف العربي» كما أرادت سوريا، و«الاتحاد العربي» كما أراد العراق، كانت المؤسسة العربية الوحيدة التي صمدت بين باقي المؤسسات التي طرأ عليها التعديل أو حتى الاضمحلال والانتهاء، من عصبة الأمم مروراً بدول عدم الانحياز إلى حتى الاتحاد السوفياتي، واليوغوسلافي، وبالتالي صمود الجامعة العربية للبقاء منظمة سياسية عربية رغم مراحل الوهن والضعف والجمود التي مرت بها، جعلها تكتسب اليوم قدرة على الحياة، والعودة للعمل بنشاط وحيوية بين باقي المؤسسات والمنظمات والتجمعات الدولية، بل أصبحت الجامعة العربية اليوم يمكن التعويل عليها وترقب نتائجها، بل وانتظار وترقب ظهور الدخان الأبيض من مداخنها، معلناً توافق قادتها الذي أصبح اليوم ممكناً بسبب تقارب وجهات النظر، وحالة التوافق العربي - العربي التي تطغى اليوم على الجامعة العربية.

لا شك أنَّ الجامعة العربية ستكون لديها مسؤوليات جسام في مقبل الأيام على المستوى الدولي لمعالجة المسائل العربية والدولية أيضاً، لإرساء السلام والتضامن بين الشعوب.

لقد شهدت قمة جدة حضوراً عربياً كبيراً وحركة دبلوماسية نشطة قادتها المملكة العربية السعودية، وبالتأكيد ستفضي إلى مخرجات قابلة للتطبيق والاستمرار، خصوصاً فيما يتعلق بالعمل العربي المشترك وتطوير آليات عمل الجامعة.

قمة جدة تنطلق بروح جديدة وقدرة على الحل، ولعل من مؤشرات أهمية قمة جدة، حضور الرئيس الأوكراني وتكبده مخاطر السفر عبر بولندا بطائرة فرنسية، وهذا دليل على أهمية وفاعلية وتأثير قمة جدة في القضايا الدولية، خصوصاً أن زيلينسكي كان من الممكن له مخاطبة القمة عبر الفضائيات إلا أنه فضل الحضور شخصياً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدة وإحياء جامعة العرب جدة وإحياء جامعة العرب



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:03 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

أفضل الوجهات الشاطئية الرخيصة حول العالم
المغرب اليوم - أفضل الوجهات الشاطئية الرخيصة حول العالم

GMT 11:09 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

اشتباكات بعد مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في نيويورك
المغرب اليوم - اشتباكات بعد مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في نيويورك

GMT 17:42 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

المغرب يخصص 9 ملاعب لاستضافة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 20:58 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تتويج مغربي وفرنسية في النسخة الثالثة من ماراثون الصحراء

GMT 07:12 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تطبيق بسيط وعملي يحلّ مشكلتك مع المواعيد

GMT 07:51 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الأمريكي يبدأ زيارة إلى فرنسا

GMT 04:32 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

بقايا الطعام تعرقل أهداف النظام الغذائي

GMT 05:29 2014 الإثنين ,03 شباط / فبراير

نبات السنا دواء شامل للجسد

GMT 20:43 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

شهر جيد ومفرح يعيد البهجة والإبتسامة إلى حياتك

GMT 04:46 2016 الجمعة ,03 حزيران / يونيو

فئة النيسمو إصدار جديد للسيارة نيسان جي تي آر 2017

GMT 15:09 2017 الجمعة ,29 أيلول / سبتمبر

مروان بناني يتعرض لحادث سير خطير في البيضاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib