حُكْم الأصل والصورة في لبنان
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

حُكْم الأصل والصورة في لبنان

المغرب اليوم -

حُكْم الأصل والصورة في لبنان

إياد أبو شقرا
بقلم : إياد أبو شقرا

استوقفتني خلال الأيام الأخيرة، 3 أحداث مثيرة في مضامينها. كلها كان لإيران وذراعها اللبنانية «حزب الله» دور فيها؛ الحدث الأول كان كلام الحاج محمد رعد، رئيس الكتلة البرلمانية لـ«حزب الله» في لبنان عن أن «مَن لا يريد المقاومة لا يريد اتّفاق الطائف» (!).     

والحدث الثاني كان الغياب الرسمي اللبناني عن كل ما له علاقة بالشأن الأمني بعد اشتباكات مخيم عين الحلوة الفلسطيني الأخيرة، وقتل حزبي مسيحي سابق في بلدته عين إبل الحدودية بأقصى جنوب لبنان، وبعده انقلاب شاحنة في بلدة الكحّالة كانت تنقل صناديق مجهولة المحتوى سرعان ما غطى سرّيّة «حمولتها» انتشار مسلح من عناصر «حزب الله» المواكبين، ثم مقتل شخص وُصف بأنه «إرهابي» سوري في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تعدُّ معقلاً ومربّعاً أمنياً للحزب.

أما الحدث الثالث فكان قول محلل سياسي إيراني - عراقي في محطة تلفزيونية إخبارية عربية، بالأمس، إن من الخطأ وصف «صداقات» إيران في بعض البلدان العربية بـ«السيطرة»!

كلام رعد، الذي يقلب فعلياً مضمون «اتفاق الطائف» وروحه رأساً على عقب، جاء بعد أيام أعادت اللبنانيين إلى أجواء الاحتقان الطائفي وهواجس الحرب الأهلية، بينما كانت الدولة اللبنانية إزاء كل ما حصل في عين الحلوة وعين إبل والكحّالة والضاحية الجنوبية... آخر من يعلم.

كان غريباً تفسير رعد لـ«اتفاق الطائف» بأنه «يُشرعن» سلاح حزبه، مع أن «الاتفاق» الذي أنهى الحرب اللبنانية فرض نزع ميليشياتها المتقاتلة كمقدمة ضرورية للعبور إلى الدولة. وبالتالي، كان غريباً أيضاً اعتبار رعد مَن يدعم «الاتفاق» ويدعو إلى تطبيقه «عميلاً لإسرائيل».

الجدير بالذكر أنه بسبب «رعاية» الوجود العسكري والأمني السوري سلاح الميليشيات الشيعية المدعومة إيرانياً، والمتجسّدة في «حزب الله»، وأيضاً بسبب حسن ظن اللبنانيين بنيّة هذه الميليشيا «مقاومة» الاحتلال الإسرائيلي وتحرير الأراضي المحتلة بجنوب لبنان، أحجمت الأحزاب والميليشيات التي سلَّمت أسلحتها عن المطالبة بنزع سلاح «حزب الله»... ما دام «التحرير» لم يكتمل بعد. لكن بعد الانسحاب الإسرائيلي عام 2000، بدليل احتفال الحزب سنوياً بانتصاره، واصل الحزب إصراره على احتكار سلاحه الخاص خارج سلطة الدولة. بل ابتكر لنفسه ولحلفائه الإقليميين ثلاثية «الشعب والجيش والمقاومة»، من أجل تغطية ما تحوّل إلى اليوم إلى سلاح غَلَبة محلية، وهيمنة إقليمية إيرانية، ومساومة دولية إيرانية - إسرائيلية.

في الحقيقة، لم يمنع «حزب الله» وراعياه الإقليميان تنفيذ «اتفاق الطائف» بكامل بنوده فقط، بل نسفا أيضاً بصورة عملية وممنهجة كل ما يمتّ له بصلة، بدءاً من الاحتفاظ بالسلاح، مروراً بتغييب بعض كبار رموز «الطائف» (وفي طليعتهم رئيس الجمهورية السابق رينه معوض، ورئيس الوزراء السابق رفيق الحريري)، وانتهاءً باستخدام السلاح في الداخل اللبناني عام 2008، ثم على المستوى الإقليمي في كل من سوريا والعراق واليمن بعد 2011.

اليوم «حزب الله»، الذي يفاوض مبعوثي واشنطن وتل أبيب في ملفات الحدود البحرية والبرية، يتكلَّم ويناور ويفرض ما يشاء من خارج الدولة اللبنانية ومن داخلها، في آن معاً، وذلك بحُكم هيمنته المطلقة على مختلف مؤسساتها التشريعية والمالية والأمنية.

فمعارك عين الحلوة دارت - وفق التقارير - بين مقاتلي «فتح» ومسلحين يوصفون بـ«الإسلاميين» المدعومين من «حزب الله» وإيران... في ظل غياب تدخّل الدولة. وأيضاً الدولة ما كانت موجودة في جريمة عين إبل، ولا مارست فعلياً الدور المنوط بها في حادثة الكحّالة الواقعة على طريق دولية استراتيجية، بينما نُسبت التفاصيل المزعومة لـ«الإرهابي المنتحر في الضاحية الجنوبية» إلى «مصدر أمني» مجهول الهوية والصدقية. بل الطريف في البيان الأمني زعمه أن «الإرهابي» رمى بنفسه من مبنى في ‫حي السلّم (الضاحية الجنوبية) وجرى اعتقال والده وشقيقه، وهما من التابعية السورية.

ثم إنَّ «الإرهابي» - والكلام لا يزال طبعاً للمصدر الأمني - شارك بتفجير في حي السيدة زينب الدمشقي في عاشوراء الماضي. ووسط كل هذه «التفاصيل» لم نعرف من المصدر المجهول (؟) وهُويَّة الجهة التي عاينت المكان وأجرت التحقيق، ولماذا لم تصدر المعلومات عن مصدر أمني معلن!

وأخيراً، نصل إلى مقابلة المحلل الإيراني العراقي التلفزيونية، وتعريفه لـ«الصداقة بين الشعوب» وقراءته لتاريخ الأزمات السياسية اللبنانية.

سعادة المحلل يقارن بين إقدام النظام الإيراني، وهو نظام لاهوتي ثيوقراطي في صميم استراتيجيته «تصدير الثورة»، أي القتال من أجل فكر النظام وقناعاته، وبين أسلوب نسج باقي دول العالم علاقاتها الخارجية. ولقد تناسى المحلل، أو ربما فاته، أن الدول التي قارن «صداقاتها» بـ«صداقات» دولته تتعامل مع حكومات، لا مع ميليشيات من لون طائفي مذهبي واحد، تعمد إلى تمويلها وتسليحها وتدريبها والسيطرة على أراضيها، أو استغلال هذه السيطرة للتوسع نحو أراضٍ أوسع وأكبر.

صحيح أن لبنان، وكذلك العراق وسوريا واليمن ومعظم دول المنطقة، عاشت فتناً وانقلابات واضطرابات قبل «الثورة الخمينية» عام 1979، لكن لم يتعرض أي من هذه الكيانات إلى احتلالات فعلية وعمليات توطين واستيطان، وتدمير لمؤسسات الدول وتهميشها لصالح ميليشيات خارجية الارتباط... وهذا باعتراف قادتها!

أكثر من هذا، أن الكلام عن «سيطرة» طهران على 4 عواصم عربية صدر أول الأمر عن قيادي إيراني في «الحرس الثوري»، ثم إن أحد خطباء المساجد الإيرانيين (اسمه الشيخ أحمد علم الهدى) هو الذي قال إن «حزب الله» اللبناني إيراني، و«الحشد الشعبي» العراقي إيراني، والحوثيين (أنصار الله) إيرانيون، وقوات الدفاع الوطني في سوريا إيرانية.

صداقات من هذا النوع يصحّ فيها قول الشاعر...

... ومن الصداقة ما يضرّ ويؤلمُ

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حُكْم الأصل والصورة في لبنان حُكْم الأصل والصورة في لبنان



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib