ثلاث مصريات من لبنان الخسوف

ثلاث مصريات من لبنان: الخسوف

المغرب اليوم -

ثلاث مصريات من لبنان الخسوف

سمير عطاالله
سمير عطاالله

عادت بديعة إلى القاهرة 1922 وهي النجمة الأولى في فرقة نجيب الريحاني. وفي مدينة تحب المرح والضحك توجت بديعة الممثلة الهزلية الأخرى. وانفتحت أمامها أبواب المال والهدايا من غير معجب. وإحدى هذه الهدايا كانت شقة في القاهرة انتقلت إليها في سرور وامتنان. وفي هذه الأثناء ازدادت قرباً من صاحب الفرقة، الريحاني الكبير، غير أن الرجل الذي كان يضحك مصر - ولا يزال – كانت له، مثل معظم البشر، شخصيتان: واحدة مرحة وحيوية بين الناس، وأخرى كئيبة وخاملة في المنزل.

وسوف تشكو بديعة في مذكراتها من سيد الكوميديا الصائع الضائع، الذي يمضي أمسياته مع رفاقه، يشرب ويهزر وينكّت ويلعب البليارد، ويترك زوجته الشابة وحيدة في المنزل. ومع ذلك قاما في السنة الثانية من الزواج، مع الفرقة، برحلة إلى البرازيل والأرجنتين وبعض الدول اللاتينية الأخرى، حيث وزَّعوا الفرح والطرب على أفراد الجاليات العربية. لكن الخناق كان دائراً بين الزوجين. هي تتهمه بالخمول والخيانة، وهو يتهمها بأنها مجرد رقاصة لا تفقه شيئاً. العام 1926 انفصلا. واشترت الزوجة في شارع عماد الدين «صالة بديعة»، وأصابت الصالة من النجاح بحيث حاول التجار تقليدها، كما حاولت النساء تقليد أزياء بديعة. بل إن أصحاب بديعة فاتهمتهم بالتآمر عليها مع ابن شقيقها أنطوان، الذي أتت به من لبنان لمساعدتها. لكن مع الحرب العالمية الثانية وامتلاء القاهرة بالغربيين، عادت أعمال بديعة إلى الازدهار، إلى أن حان وقت التقاعد، العام 1950. بعد أربعين سنة من العمل. باعت «كازينو بديعة» لعدوتها بيبا عز الدين، وغادرت مصر. ولم تنته أحزانها في لبنان. وبعد أضواء مصر وميدان الأوبرا (كازينو بديعة) وشارع عماد الدين، أنهت سنواتها الأخيرة في ظل شتورة الخافت. وقد حاولتُ أكثر من مرة زيارة المحل لكي أراها، لكنني كنت دائماً أخرج «بعروسة جبنة» مع الخيار والزيتون، تعدها لي موظفة المحل.

مع رجوع بديعة إلى شتورة، شارفت على الانتهاء تلك القافلة من اللبنانيين واللبنانيات الذين أعطتهم مصر شهرتها والشهرة العالمية أيضاً. عمر الشريف والشعراء (بالفرنسية) أندريه شديد، وجورج حنين، وجورج شحادة، والسينمائي يوسف شاهين.

تلك كانت الحقبة الجميلة، بين البلد الصغير والدولة الكبيرة، لا يفصل بينهما سوى ليلة في البحر، أو ساعة في الجو. وتجمع بينهما سنوات عجيبة في ثرائها: بيروت تصدّر العمال والشغالات والنجوم والباشاوات، ومصر تحتضن. وما كان غريباً أن يكون فؤاد حداد واحداً من كبار شعراء العامية في مصر. ويضعه البعض إلى جانب الأبنودي وأحمد فؤاد نجم. أعزكم الله جميعاً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاث مصريات من لبنان الخسوف ثلاث مصريات من لبنان الخسوف



GMT 16:02 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

إيران ماذا ستفعل بـ«حزب الله»؟

GMT 15:59 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

أنطونيو غرامشي... قوة الثقافة المتجددة

GMT 15:57 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

الجامد والسائح... في حكاية الحاج أبي صالح

GMT 15:52 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

الفرق بين المقاومة والمغامرة

GMT 15:49 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

أشياء منى حلمى

نجمات العالم يتألقن بإطلالات جذّابة بأسبوع الموضة في باريس

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:44 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

ملك البحرين يتلقى برقية من رئيس جمهورية الفلبين

GMT 21:14 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تجنب اتخاذ القرارات المصيرية أو الحاسمة

GMT 19:13 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل فتاة على يد شخص أربعيني في مدينة أغادير

GMT 05:50 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

كيندال جينر تتألق بفستان جذاب باللون الأبيض

GMT 08:06 2018 الخميس ,06 أيلول / سبتمبر

"ليستر " تكشف عن أسرع سيارة للدفع الرباعي

GMT 12:11 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

مقتل عبد الله صالح على يد الحوثيين يشعل الغضب في اليمن

GMT 14:52 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء تألق عالميًا قبل مجيء بودريقة

GMT 00:32 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور مجدي حمدان يقدم 3 خطوات أساسية لتغيير الذات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib