ظلٌّ أرقُّ من الأصل

ظلٌّ أرقُّ من الأصل

المغرب اليوم -

ظلٌّ أرقُّ من الأصل

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

وُلد فارس يواكيم في مصر، ودرس فيها، ثم عاد شاباً إلى بلد أهله لبنان، ونبغ في كتابة المسرح الكوميدي، ولمع اسمه مع اسم شوشو (حسن علاء الدين)، أشهر وجه فكاهي في تاريخ المسرح اللبناني. بعد وفاة شوشو، واندلاع الحرب الأهلية، وإغلاق المسارح «المشتركة»، غادر يواكيم إلى ألمانيا للعمل في إذاعتها العربية، وظل هناك بعد التقاعد منصرفاً إلى التأريخ للفكر والأدب والفن، في بلديه: مصر ولبنان.
آخر ما صدر له هذه الأيام، من إمتاع ومؤانسة، «قصائد في الظل» (دار أطلس – دمشق)، وقد أخرجها من ظلال أصحابها لأنها غابت عن دواوينهم «الرسمية»، وظهرت فقط في الجرائد القديمة، أو أُلقيت في المناسبات.
لماذا ضلّت الطريق المألوفة إلى الدواوين؟ لأن أصحابها قرروا حجبها. وبعضهم شعر بالخجل وهو يعيد بعض بواكير الشباب، فحذفها من الطبعة الثانية للديوان بعد نشرها في الطبعة الأولى. وهنا بدأت مهمة يواكيم، الذي تكفّل منذ سنوات البحث عن الجزء المفقود في قصائد الشعراء، واستعادته وترميم بنيانه الأصيل.
يضم ديوان الظل هذا 24 شاعراً من مشاهير القرنين التاسع عشر والعشرين، بينهم أدونيس أيام الشعر العامودي. كما يضم قصائد الغزل وشيئاً من الشعر القومي، مثل قصيدة إبراهيم اليازجي الشهيرة «تنبّهوا واستفيقوا أيها العرب»، ومطلعها الجميل «سلام أيها العرب الكرام - وجاد ربوع قطركم الغمام».
زينة الفصول في «قصائد الظل» هي بالطبع ما عثر المؤلف عليه من شعر أحمد رامي. هنا كان رامي في بداياته لا يزال يكتب الشعر بالفصحى، وقد تعرّف للتوّ إلى أم كلثوم، ليكتب لها أجمل الشعر من أجل أن تغنّي أجمل الغناء. غير أن المرأة التي كتب لها قصيدة «إليها» هي التي سوف تحفزه على الكتابة بالعامية لأنها أقرب إلى قلوب الأكثرية. وسارع الشاعر الهيمان إلى القول: «خايف يكون حبك لي شفقة عليَّ - وانت اللي في الدنيا دي ضي عينيَّ». أما في «إليها» فكان قد قال:
تحتوي عينه عليها فما تبصر شيئاً مما يلوح سواها... وعليها جلالة وعليها هالة...
أشرقت بنور سناها.
عاش أحمد رامي إلى ما بعد غياب المرأة التي أحبها. وفيما سار الملايين في وداعها، رأى هو أن أعظم تكريم يقدمه لها هو التوقف عن الكتابة من بعدها. وكانت الأبيات التي قالها في نعيها أجمل من كل ما غنّت له:
ما جال في خاطري أني سأرثيها
بعد الذي صغتً من أشجى أغانيها
قد كنت أسمعها تشجو فتطربني
واليوم أسمعني أبكي وأبكيها

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظلٌّ أرقُّ من الأصل ظلٌّ أرقُّ من الأصل



GMT 16:02 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

إيران ماذا ستفعل بـ«حزب الله»؟

GMT 15:59 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

أنطونيو غرامشي... قوة الثقافة المتجددة

GMT 15:57 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

الجامد والسائح... في حكاية الحاج أبي صالح

GMT 15:52 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

الفرق بين المقاومة والمغامرة

GMT 15:49 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

أشياء منى حلمى

نجمات العالم يتألقن بإطلالات جذّابة بأسبوع الموضة في باريس

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 00:41 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لإتقان فن إختيار المعاطف التي تلائم إطلالتك في شتاء 2025
المغرب اليوم - نصائح لإتقان فن إختيار المعاطف التي تلائم إطلالتك في شتاء 2025

GMT 00:20 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

دليلك الشامل لإختيار الكرسي المُميز المناسب لديكور منزلك
المغرب اليوم - دليلك الشامل لإختيار الكرسي المُميز المناسب لديكور منزلك

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

استشهاد المذيعة السورية صفاء أحمد في قصف إسرائيلي على دمشق
المغرب اليوم - استشهاد المذيعة السورية صفاء أحمد في قصف إسرائيلي على دمشق

GMT 10:42 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

داليا البحيري تُبدي إعجابها بمدينة طنجة المغربية
المغرب اليوم - داليا البحيري تُبدي إعجابها بمدينة طنجة المغربية

GMT 20:58 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 08:59 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

اثر الفساد على الدخل القومي

GMT 21:17 2024 الخميس ,01 آب / أغسطس

كمبيوتر عملاق يكشف أسرار الأدوية

GMT 02:58 2016 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

دراسة تكشف علاجًا جديدًا لمرضى السكري من جلد المرضى

GMT 22:20 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسميًا برشلونة يعلن غياب ديمبلي 10 أسابيع للإصابة

GMT 05:48 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

4 أسباب تجعل هولندا "جنة الدراجات الهوائية"

GMT 10:00 2019 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

" وصايا" للكاتب عادل عصمت الأكثر مبيعًا بالكتب خان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib