«الصراع على سوريا»
أخر الأخبار

«الصراع على سوريا»

المغرب اليوم -

«الصراع على سوريا»

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

العام 1965 كنت في جدة، وسمعت السفير نديم الياسين يتحدث عن كتاب بالغ الأهمية صدر حديثاً للصحافي البريطاني باتريك سيل بعنوان: «الصراع على سوريا 1945 – 1958». طلبت من السفير إعارتي الكتاب لقراءته. وكان فعلاً بحثاً مثيراً في تاريخ سوريا والمنطقة، وسوف يصبح الصحافي البريطاني، الذي نشأ في سوريا، المؤرخ المرجعي للرئيس حافظ الأسد.

في جدة الآن، بعد ستة عقود، أقرأ في وثائق «المجلة» رواية عبد الحليم خدام، نائب الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، عن الصراع على الحكم بين الرئيس وشقيقه رفعت. يوم أصيب الشقيق الأكبر بعارض صحي، أدخل المستشفى، مما شجع قائد سرايا الدفاع، وبعض ضباطه، على محاولة الانقلاب.

كُتب نص خدام في صيغة «محضر» رسمي. وقد عُرف عنه أنه كان يرفع التقارير إلى رئيسه عما يدور في أوساط الحكم، وعن أحوال البلد. ووفقاً لروايته، فإن رفعت لم يتخلَّ بسهولة عن فكرة الانقلاب. وحاول الرئيس استيعابه بجعله نائباً له. لكن عينه ظلّت على الرئاسة نفسها. وكان الرئيس يخشى على البلد من أي صدام عسكري، لذلك، سعى إلى قرض من 500 مليون دولار أعطاها لرفعت كي يقتنع بترك البلاد مع ضباطه. وكانت الرواية الشائعة من قبل أن المبلغ هو 200 مليون دولار، تكفَّل بها آنذاك العقيد معمر القذافي.

ذهب رفعت أولاً إلى الاتحاد السوفياتي؛ للتأكد من أنه لن يحاول العودة. ثم سافر إلى أوروبا يعيش متنقلاً بين إسبانيا، وفرنسا، حيث يلاحقه القضاء، مما اضطره أن يعود إلى سوريا مواطناً عادياً لا يتعاطى السياسة.

... ولا يزال «الصراع على سوريا» قائماً. لكنه الآن أصبح صراعاً على فلسطين، والأردن، ولبنان، والعراق. لذلك يستحسن قراءة كتاب باتريك سيل الأول، من أجل صورة أكثر بانورامية، للصراع العربي على السلطة، ودور العسكريين فيه، وكيف اتخذت القضية الفلسطينية ذريعة، وشعاراً للتقاتل الداخلي، والصراعات العامة.

يقول خدام إن تلك النزاعات أدَّت إلى تردي الأوضاع في سوريا إلى حالة شديدة السوء. وكان الرئيس الأسد أكثر من يدرك ذلك، لكنه كان قد أصبح في حال صحية تعبة، ولم يعد يطيق حدّة النقاش، والشكوى. وغني عن القول إن خدام يعطي نفسه دور المعترض، والمصحح الذي يحاول لفت الرئيس إلى الأخطاء التي تسيء إلى النظام، والأخطار التي تهدد البلاد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الصراع على سوريا» «الصراع على سوريا»



GMT 16:02 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

إيران ماذا ستفعل بـ«حزب الله»؟

GMT 15:59 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

أنطونيو غرامشي... قوة الثقافة المتجددة

GMT 15:57 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

الجامد والسائح... في حكاية الحاج أبي صالح

GMT 15:52 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

الفرق بين المقاومة والمغامرة

GMT 15:49 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

أشياء منى حلمى

نجمات العالم يتألقن بإطلالات جذّابة بأسبوع الموضة في باريس

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 00:41 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لإتقان فن إختيار المعاطف التي تلائم إطلالتك في شتاء 2025
المغرب اليوم - نصائح لإتقان فن إختيار المعاطف التي تلائم إطلالتك في شتاء 2025

GMT 00:20 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

دليلك الشامل لإختيار الكرسي المُميز المناسب لديكور منزلك
المغرب اليوم - دليلك الشامل لإختيار الكرسي المُميز المناسب لديكور منزلك

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

استشهاد المذيعة السورية صفاء أحمد في قصف إسرائيلي على دمشق
المغرب اليوم - استشهاد المذيعة السورية صفاء أحمد في قصف إسرائيلي على دمشق

GMT 18:00 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

فيدرر يحقق انتصاره الثاني على التوالي في كأس هوبمان

GMT 01:50 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فنان عراقي يُجسّد ألوان الحرب ومآسيها في لوحاته الزيتية

GMT 05:43 2016 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

عادل باقيلي يشيد على قرار تنظيم تنقلات اللاعبين

GMT 17:14 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

Threads يحصل على ميزات جديدة تعرف على أبرزها

GMT 19:12 2022 الإثنين ,14 شباط / فبراير

حيوانات الكوالا مهددة بالانقراض في أستراليا

GMT 12:03 2021 الجمعة ,31 كانون الأول / ديسمبر

المخطط الأخضر يقود أخنوش إلى "المستشارين"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib