الشرع والموعد السعودي
خروج أكثر من 200 ألف شخص إلى الشوارع في مدينة ميونخ جنوبي ألمانيا للاحتجاج على الانجراف نحو اليمين في البلاد المحتجزون الإسرائيليون المفرج عنهم يطالبون نتنياهو بالمضي قدماً في المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في غزة قوات سوريا الديمقراطية تشن هجمات على محاور حلب وتسفر عن مقتل 15 عنصراً من الفصائل الموالية لتركيا استشهاد 6 أشخاص وإصابة 2 في غارة إسرائيلية استهدفت شرق لبنان الوسطاء يبلغون حماس ببدء انسحاب القوات الإسرائيلية من طريق صلاح الدين في دير البلح وإعادة فتحه أمام الحركة بدء نقل الدفعة السابعة من المرضى والجرحى الفلسطينيين عبر معبر رفح لتلقي العلاج في الخارج ضمن اتفاق وقف إطلاق النار السلطات الأميركية تعلن مقتل جميع ركاب طائرة تحطمت بألاسكا رصد حطام "الطائرة الأميركية" في ألاسكا على بحر متجمد السلطات الأمريكية تسمح بعودة سكان المناطق المنكوبة بكاليفورنيا إلى منازلهم ارتفاع عدد الأسرى الفلسطينيين المحررين المنقولين للمستشفى إلى 7
أخر الأخبار

الشرع والموعد السعودي

المغرب اليوم -

الشرع والموعد السعودي

غسان شربل
بقلم - غسان شربل

حين يختار الرئيس السوري أحمد الشرع السعودية لتكون وجهته الأولى في رحلاته الخارجية فإنه يوجّه رسالة صريحة إلى الداخل والخارج. ولا يتعلّق الأمر فقط بكون السعودية صاحبة ثقل اقتصادي وسياسي عربي وإسلامي ودولي، بل إنه يتعلق أيضاً بالسعودية الجديدة التي شهدت في حفنة سنوات ورشة إصلاح وانفتاح رائدة في معركة التقدم. منذ لحظة نجاحه في إطاحة نظام الأسدين، تصرف الشرع تصرف المدرك لموازين القوى الجديدة في المنطقة، والمدرك أيضاً للمصالح الفعلية لسوريا الجديدة التي يأمل أن تتشكل.

حفنة أسابيع كانت كافية لتتغير صورة سوريا. لم تعد دولة طاردة لمواطنيها، ولم تعد مفاتيح مصيرها مقيمة في مكتب المرشد أو أدراج القيصر. ذكرتني حالة الأمل بكلام سمعته سابقاً، وكان يوحي بأن سوريا مريض يتعذر إنقاذه.

في سبتمبر (أيلول) 2015 ذهبت إلى برلين لمعاينة أوضاع أمواج السوريين الذين فروا إليها. استوقفني ما قاله شاب قفز إلى أحد «قوارب الموت» للاستقالة من بلاده، قال: «حين وصلت إلى ألمانيا شعرت للمرة الأولى بكرامتي كإنسان». وسألت وافداً في قارب آخر عن وضعه فَرَدَّ: «ممتاز. ثلاث وجبات يومياً، ونوم بلا خوف، ولا (بعث) هنا ولا (داعش)». أوجعني يومها أن يبتهج سوري بالإقامة في مركز إيواء ألماني مغتبطاً بالوجبات الثلاث، والبعد عن «داعش» ونظام سجن صيدنايا.

تذكرت أيضاً يوم دخلت مكتب شاب اسمه بشار الأسد في بدايات عهده. قال إن الوضع الاقتصادي صعب، والإدارة هرمة، والحزب مصاب بالخمول. قال أيضاً إن قوة الدول لا تقاس بجيوشها، بل بمتانة اقتصادها. باكراً خاف نظام بشار من فتح النافذة، وانقطع الخيط الرفيع الذي كان يمكن أن يربط القصر بالناس أو ببعضهم. تعمقت عزلة «السيد الرئيس». لم يدرك معنى أن تقتلع دبابة أميركية تمثال صدام حسين. ولم يتوقف طويلاً عند اضطراره إلى سحب قواته من لبنان على هدير غضب اللبنانيين رداً على اغتيال رفيق الحريري. خاف من اتخاذ القرارات المؤلمة اللازمة، وسلّم مفاتيح بلاده إلى «محور الممانعة».

أقنع الجنرال قاسم سليماني سيد الكرملين بفوائد إنقاذ نظام الأسد. تجاهلت طهران مشاعر أكثرية السوريين، وارتكبت موسكو الخطأ نفسه. وأثار تشدد المعارضة السورية قلق دول كثيرة. وهكذا تم تأجيل سقوط النظام الذي استمر في التوهم أنه مقيم «إلى الأبد». في تلك الأيام كان شاب اسمه أحمد الشرع يعبر تجارب السجن والقتال ولغة التشدد. وفي الأعوام الأخيرة، انتظر الشرع في «دويلة إدلب». حاور الفصائل، وحاور الناس، ولم يخطر ببال أحد أنه سيطل ذات يوم من الجامع الأموي في دمشق ليطوي صفحة ما يزيد على نصف قرن من حكم الأسدين.

فاجأت إطلالة الشرع أهل المنطقة والعالم. ما قاله الرجل القوي الجديد ضاعف الرغبة في معرفة ما يدور في أوردة رأسه. خلال بضعة أسابيع تغيرت صورة الشرع عن صورة «أبو محمد الجولاني». قال إنه يريد سوريا تتسع لكل مكوناتها بلا إقصاء. قال إنه يريد سوريا الدولة لا سوريا الفصائل. وإنه لا يريد زج بلاده في الحروب ومعارك الاستنزاف. يريد فتح الباب لمشاركة السوريين في الداخل والخارج. ويحلم بإعادة ملايين السوريين الذين أرغمهم النظام السابق على الفرار إلى خيام في الدول المجاورة، أو إلى ذل تسوُّل الإقامات في بلدان بعيدة. ولحظة إطلالة الشرع المدوية من دمشق، خاف كثيرون من أعمال ثأرية. لكن على العكس لعب الشرع دوراً حاسماً في منع عاصفة الثأر.

أوحت تجربة الشرع في الأسابيع الماضية بأن الرجل أعد خلال الانتظار الطويل في «جمهورية إدلب» برنامجاً تفصيلياً لتبديد مخاوف الداخل والخارج. فاجأ زائريه. شعروا بأن الرجل يشق طريقه بسلاح الواقعية مدركاً خطورة تطبيق الوصفات الجامدة التي يمكن أن توقع سوريا الجديدة في العزلة أو الاحتراب الأهلي، وتمنع العالم من مد يد المساعدة لها. قال زوار إنه يملك القدرة على الاستماع والإقناع. والقدرة على المرونة والحزم. والقدرة على قبول الآخر، وتفادي الإصرار على فرض الزي الموحد في بلاد تتعدد فيها الانتماءات العرقية والدينية والمذهبية. وبينهم من رأى أن الرجل يعرف المنطقة ويعرف العالم. وقدموا دليلاً أنه لم يسارع إلى الوقوع في فخ رد فعل سريع على السلوك الإسرائيلي المفرط في عدوانيته رغم تبخر الحضور الإيراني على الأرض السورية. لاحظوا أيضاً أنه سدد ضربة قاتلة إلى «محور الممانعة»، لكنه امتنع عن الاحتفال، وقلّص الحضور العسكري الروسي من دون إطلاق عبارات ثأرية.

اختيار الشرع السعودية وجهته الأولى تعبير عن إدراكه اهتمام السعودية الدائم ببقاء سوريا عضواً فاعلاً في أسرتها العربية مع احترام إرادة شعبها ودعم سيادتها ووحدة أراضيها وحلمها في الاستقرار والازدهار. ولقاء الشرع مع حامل مشعل النهضة السعودية الأمير محمد بن سلمان موعد استثنائي سيترك بالتأكيد بصماته على موقع سوريا الجديدة في عائلتها العربية وعلاقاتها الدولية.

يعرف الزائر السوري السعودية؛ فهو وُلد في الرياض، وسار فيها خطوات طفولته. ويعرف السعودية الحالية، وهي قوة استقرار وشراكات استثمار وازدهار. يعرف أيضاً الدور الذي لعبته في إقناع دول غربية بخفض العقوبات على سوريا تمهيداً لطيّها. ويدرك حجم المساعدة التي يمكن أن توفرها السعودية لبلاده في عالم يعيش على توقيت رجل اسمه دونالد ترمب. يدرك أيضاً أن الاستحقاقات الإقليمية تتدافع، فحين كان في طريقه إلى السعودية كان بنيامين نتنياهو يتوجه إلى البيت الأبيض الذي اختار الإقامة مجدداً في عهد رجل المفاجآت والمنعطفات والمبادرات. موعد الشرع السعودي مهم للبلدين ولاستقرار سوريا والشرق الأوسط.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشرع والموعد السعودي الشرع والموعد السعودي



GMT 08:59 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

سيكون على إيران القبول بحكومة نوّاف سلام!

GMT 08:57 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

بدل مشروع مارشال

GMT 08:54 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

لا التأجيج ولا التحشيد ولا التخويف

GMT 08:52 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

غزة... الريفييرا و«الدحديرة»!

GMT 08:51 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

عِظة ترمب... وانفجاراتنا

GMT 08:49 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

وفاة آغاخان إمام النزارية

GMT 08:47 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

ترمب و«حماس» ومشروع «غيورا آيلاند»

دينا الشربيني بإطلالات متفردة ولمسات جريئة غير تقليدية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 16:40 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

أحمد حلمي يرد على انتقادات إفيه "مصري وصف أول"
المغرب اليوم - أحمد حلمي يرد على انتقادات إفيه

GMT 18:14 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

القضاء يحكم بتعويض 5 ملايين لمواطن مغربي ضد "ONCF"

GMT 01:12 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

قبعات "كوبوي" على رؤوس حمام تثير جدلًا في أميركا

GMT 10:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

منتخب تونس يطمع في التتويج بكأس أفريقيا

GMT 05:46 2019 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

العودة للتوقيت الصيفي في المغرب وسط سخط شعبي

GMT 12:01 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

الاعلامية ريهام سعيد تتعرض لموقف محرج على الهواء

GMT 01:40 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

وفاة طالب مغربي في فرنسا تكشف تقصير الدبلوماسية

GMT 00:03 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تحديث "Google Drive" يدعم ملفات أوفيس المشفرة

GMT 00:47 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

10 أسئلة تهدم العلاقة بين الطرفين خلال فترة الخطوبة

GMT 20:36 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

رجل أمن يخنق زوجته وينام بجوار جثتها 3 أيام

GMT 01:31 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتحضير وجبات مدرسية مبتكرة مع أبو الفتوح
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib