تعاطف أبكم وكسيح

تعاطف أبكم وكسيح!

المغرب اليوم -

تعاطف أبكم وكسيح

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

لاعبو الكرة بكل ما لديهم من شعبية تمكنوا من توصيل رسالتهم على (المستطيل الأخضر) وهم يتناقلون فيما بينهم (الساحرة المستديرة)، نجحوا في اختراق كل ما يبدو ظاهريًا محظورًا، ووصلت الرسالة للعالم.. بعض الأندية مثل الأهلى قرر مجلس إدارته توجيه دخل مباراة اليوم مع فريق (سيمبا) التنزانى لصالح أهلنا في فلسطين، ولن يتوقف الأمر عند ذلك، بل تابعوا هتافات الجماهير في المدرجات لفلسطين وغزة، رأيتم الأعلام الفلسطينية على (تى شيرتات) اللاعبين، وفى أيدى الجمهور.. هذا هو التضامن المنشود والمؤثر، وقبل كل ذلك «الإيجابى».. أما قرار التأجيل الذي يعنى الإلغاء فهو سلاح (فشنك)، قد يحدث صوتا لبضع ثوان، إلا أنه بلا صدى.
هل جمهور الكرة له صفات عقلية ونفسية مختلفة مثلًا عن جمهور السينما والغناء؟

أول مَن يتضرر عندما يعيش العالم تحت سطوة تظاهرة عالمية مثل كأس العالم هو إيرادات الأفلام التي تعانى من تراجع مؤشر الإقبال.

جمهور السينما بنسبة 80 في المائة هم أيضا جمهور الكرة، وتتأثر إيرادات الأفلام سلبا في ظل أي نشاط كروى.. فلماذا يُحرَم جمهور السينما من التعبير عن نفسه؟، كيف نُحرم الفنان من التعبير عن موقفه، رغم أن لاعب الكرة متاح له ذلك، مع الأخذ في الاعتبار أن الرسالة الفنية تستقر أعمق في الوجدان؟!. كان عبدالحليم حافظ بعد هزيمة 67 يبدأ الحفل بأغنية (أحلف بسماها وبترابها)، ثم يقدم بعدها أغانيه العاطفية، وكان هذا كافيا جدا لكى تصل رسالة إيجابية تعبر عن موقفه. من الذي ربط بين إلغاء المهرجانات والحس الوطنى والتعاطف؟، أصبحنا نعتبر الإلغاء هو الحل، رغم أنه تعاطف أبكم وكسيح، غير قادر على التعبير عن نفسه، هل صار الصمت بلاغة، والجمود حركة؟!.

نملك الكثير، وأنا شخصيا لا أحبذ فكرة أن توجه كل المهرجانات للدعم المباشر بتقديم تظاهرة فنية فلسطينية فقط، علينا أن نعيش الحياة بكل تفاصيلها، المهرجانات تلغى فقط المظاهر الاحتفالية، ولكنها تبقى على الجانب الثقافى.

هل علينا أن نذكِّر بأن إقامة المهرجان وتوجيه الدعوة للضيوف الأجانب هما أكبر إنعاش للسياحة، التي من البديهى أنها تضررت كثيرا، فهى تحقق لنا الدخل الأكبر بالعملة الصعبة. مهرجانات دولية مثل (القاهرة) و(الجونة) تلعب دورا إيجابيا في عودة السياحة، ضيوف المهرجان من الفنانين سوف يصبحون أول من يحمل رسالة للعالم، بأن مصر تعيش في أمن وأمان، والحياة في إيقاعها الطبيعى. إنها أوان مستطرقة.. عندما تلغى مهرجانا مهما كانت الحجة المعلنة، فأنت تفقد أحد أهم الأسلحة لتوصيل منطقك للعالم.

التعاطف.. كيف يتحقق وأنت تحرم ضيوفك من المجىء للوطن لإعلان موقفهم؟.. وبالمناسبة، ليس مطلوبا ممن يشارك في المهرجان أن يطوق عنقه بكوفية فلسطينية، ولا أن يرفع العلم الفلسطينى أو يهتف باسم غزة، كل إنسان لديه الحرية في اختيار موقفه.. تأملوا الأرباح الأدبية التي سوف نجنيها بإقامة المهرجان عندما نرى أجانب متعاطفين يرفعون علم فلسطين على (الريد كاربت) أو يهتفون قبل وبعد عرض الفيلم باسم غزة.

لدينا قضية عادلة بكل تفاصيلها، ولكنها فقط بحاجة إلى محامٍ شاطر يستطيع الدفاع عنها بالصوت وليس بالصمت، بالحركة وليس الجمود.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعاطف أبكم وكسيح تعاطف أبكم وكسيح



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية

GMT 15:10 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

شركة دودج تختبر محرك سيارتها تشالنجر 2019

GMT 19:15 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف النصري علي ردار فريق "ليغانيس" الإسباني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib