صلاح وليلة «شرنوبية» فى الرياض

صلاح وليلة «شرنوبية» فى الرياض

المغرب اليوم -

صلاح وليلة «شرنوبية» فى الرياض

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

بعد جيل العمالقة الاستثنائيين، الذى أراه ينتهى عند بليغ حمدى، يبزغ اسم صلاح الشرنوبى، نعم هناك ألحان ناجحة تابعناها لموهوبين كبار لا يمكن إنكار إنجازهم مثل حلمى بكر وجمال سلامة وعمار الشريعى وفاروق الشرنوبى ورياض الهمشرى وأمير عبدالمجيد وسامى الحفناوى وغيرهم. يظل حضور صلاح أكثر طغيانًا بعدد أكبر من الألحان الجماهيرية، التى سيطرت على المشهد العربى كله، وكأنه لون الحياة منذ نهاية الثمانينيات وطوال عقد التسعينيات والعقد الأول من الألفية الثالثة بألحانه، كان هو تميمة النجاح، والعديد من

الأصوات العربية، التى تريد النجاح فى مصر تعرف أن السر قابع على أوتار عود صلاح الشرنوبى، ابن مدينة الفن والانطلاق الإسكندرية، التى قدمت لنا فى نهاية القرن التاسع عشر سيد درويش وفى مطلع القرن العشرين محمود الشريف، وفى منتصف الخمسينيات صلاح الشرنوبى.

اعتلى صلاح الشرنوبى فى معدلات النجاح القمة الرقمية، وما أقوله ليس رأيًا شخصيًّا، يحتمل الصواب والخطأ، ولكنه مدعم بالوثيقة، فهو، طبقًا لأوراق جمعية المؤلفين والملحنين، أحد أهم أهل النغم الذين رددت مصر والعالم العربى ألحانهم التى استقرت فى الوجدان.

تحقق موسيقاه أعلى ذروة فى الأداء العلنى من خلال حقوق الملكية الفكرية، أنغامه لها خصوصية تستطيع تمييزها، بمجرد الاستماع إليها، وهذا ملمح نادر جدًّا فى هذا الجيل، لا يتوفر إلا لعدد محدود جدًّا من الملحنين طوال تاريخنا الموسيقى لأنها تخلق حالة من البهجة ترشق مباشرة فى القلب، يُشعرك أنه مزيج سحرى من الماضى الجميل بكل هدوئه والحاضر الصاخب بكل عنفوانه.

يتعانق الزمنان فى الجملة الموسيقية التى تنضح بالألفة والبهجة، وهكذا وقع اختيار المستشار تركى آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه، على صلاح الشرنوبى لكى يُقيم له حفلًا فى (موسم الرياض) يوم 18 يناير القادم، ويشارك فيه بالغناء أصالة وراغب علامة ونانسى عجرم ووائل جسار وأسماء لمنور وآخرون.

تُشعرنى أنغام صلاح أنه يرسم ملامح للمطرب فى جملة موسيقية، وهكذا أعاد الشباب مطلع التسعينيات لصوت وردة مع أغنية (بتونس بيك) لتصبح (ترند)، فى زمن توارى فيه جيل وردة عن المقدمة، ولكنه عرف كيف يخاطب هذا الجيل، كانت وردة من الذكاء عندما وقع اختيارها بين العشرات على صلاح، وهو ما أقدمت عليه أيضًا نجاة، وغنت له (إطمن)، واحدة من أحلى وآخر ما غنت، قبل ابتعادها.

مع راغب علامة ستجد العشرات، مثلًا (فرق كبير) و(يا عينى ع الغرام)، ومع لطيفة (تانى وتالت ورابع) و(عشان بحبك) و(كرهتك)، ومع هشام عباس (يوم ورا يوم) و(آه من عيونه السود)، ومحمد الحلو (عمار يا إسكندرية) و(فداكى الروح) و(أهيم شوقًا)، ومحمد فؤاد (أنا لو حبيبك)، وسميرة سعيد (ح اوريلك) و(صوتك ماله) و(ما بحبش الخصام)، وجورج وسوف (الحب الأولانى) و(أصعب فراق)، وأصالة (تصور)، وفضل شاكر (عشقتك)، ومع ذكرى (الأسامى) و(أخاف عليك) وغيرها من النجاحات.هل منحنا صلاح الشرنوبى ما يستحقه من حفاوة؟. لا أعتقد لأن هناك مَن تخصصوا فى فرض حضورهم، وهو بطبيعة تكوينه يميل أكثر للعزلة، ولهذا لا ننتبه إلى تكريمه.

لن تجد صلاح الشرنوبى يفعل مثل عدد من زملائه التى انحصرت معركتهم فى توجيه ضربات تحت الحزام وشتائم يعاقب عليها القانون لمطربى وملحنى هذا الجيل، وفى نفس الوقت لا يقدمون البديل، صلاح تعامل بذكاء وإبداع مع هذه اللحظة التى نعيشها، استوعب الزمن وهضم العصر واصطاد الأنغام الحلوة التى نطق بها على عوده.

قامة وقيمة موسيقية عربية كبيرة سنعيش كلنا مع ألحانه يوم 18 يناير القادم فى الرياض ليلة (شرنوبية)!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صلاح وليلة «شرنوبية» فى الرياض صلاح وليلة «شرنوبية» فى الرياض



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib