هيكل وافق على نشر خطاب الوداع
تطورات الحالة الصحية للرئيس البرازيلي عقب إجرائه عملية جراحية طارئة إثر تعرضه لنزيف دماغي وزير دفاع كوريا الجنوبية السابق يحاول الانتحار والشرطة تفتش مكتب رئيس البلاد مقتل 31 شخصاً في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم الأربعاء 23 منهم شمالي القطاع قوات الاحتلال الإسرائيلي تفتح نيرانها على المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة الحكومة الإسرائيلية تحذر القيادة السورية الجديدة من مغبة القيام بأعمال عدائية ضدها فشل الدفاع المدني السوري في العثور على أبواب للطوابق الأرضية لـ سجن صيدنايا شمال العاصمة دمشق إيمانويل ماكرون يُبلغ زعماء الأحزاب أنه سيعين رئيساً للوزراء خلال 48 ساعة ميليشيا الحوثي تستهدف 3 سفن أميركية بعد خروجها من ميناء جيبوتي عبر الطائرات المسيرة والقوة الصاروخية العثور على عالم الكيمياء السوري الدكتور حمدي إسماعيل ندى مقتولًا داخل منزله في ظروف غامضة الجيش الإسرائيلي يستهدف ما لا يقل عن 6 سفن تابعة للبحرية السورية في اللاذقية
أخر الأخبار

هيكل وافق على نشر خطاب الوداع

المغرب اليوم -

هيكل وافق على نشر خطاب الوداع

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

أمس، نشرت الزميلة إسراء خالد على صفحات (المصرى اليوم) جزءًا من وصية الأستاذ محمد حسنين هيكل، تضمنت دُرة، بل أيقونة أدبية بكل معانى الكلمة كتبها الأستاذ لرفيقة المشوار السيدة (هدايت)، حبيبة العمر، وما بعد العمر.

كانت منى الشاذلى، قبل أربعة أيام، قد استضافت السيدة هدايت، التى قرأت فقرات من بداية الخطاب، قبل أن تغلبها دموعها، وتكمل «منى» باقى المتاح تداوله من الخطاب (الوصية).

تطرقت الرسالة بحكم الضرورة إلى تفاصيل شخصية، تعنى فقط الأسرة والأبناء الثلاثة الأساتذة على وأحمد وحسن وزوجاتهم والأحفاد، ومن المنطقى أن يظل باقى الخطاب داخل نطاق الأسرة.

قرار عرض هذا الجزء من الوصية، لا أتصوره سوى أنه أقرب أيضًا إلى وصية، وإن لم يذكره صراحة هيكل، عندما يقول مثلًا وهو يخاطب زوجته: «وأشهد أمامكِ وأمام الكل بأن الدنيا والزمن لم يتركا لى سببًا كى أنظر الآن ورائى فى أسى، رعاكِ الله ورعاهم، وسلمتِ وسلموا، وسعدتِ وسعدوا».

ما الذى يعنيه (وأمام الكل) سوى أن هناك إطلالة أخرى خارج الأسرة، توقعها الأستاذ، بحكم إلمامه بطبيعة الأمور ومجريات الزمن، لم يعتقد مثلًا أن هذا الخطاب سيصبح مشاعًا بمجرد الرحيل، ولكن توقع أن تداوله ممكن مع الزمن، وسبع سنوات بعد رحيله كافية، خاصة أنها تواكب عيد ميلاده المئوى.

قلت لـ«منى» إن الأستاذ كتب الخطاب وفى ذهنه أنه قد يصبح يومًا ما مشاعًا للجميع، هو يثق قطعًا أن العائلة تدرك الخيط الرفيع بين الخاص والعام، حجبوا فقط الجزء الخاص المتعلق بالأمور الشخصية، ما دون ذلك هو بالضبط ما أراد له هيكل المشاركة الجماعية، لم توافق «منى» على هذا التحليل، لديها يقين بأنه خطاب سرى.

لا أتصور سوى أنهم- أقصد السيدة هدايت والأبناء الثلاثة- كانوا موقنين أن تلك هى رغبته، حتى لو لم يعلنها صراحة، وإلا فما الذى دفعهم إلى الموافقة على الإعلان؟.

هل يعيش الكاتب الكبير فى حالة نشاط إبداعى دائم، حتى وهو يكتب وصيته؟.

هيكل يكتب كما يتنفس، (الجورنالجى) كما كان الأستاذ يصف نفسه دائمًا، يدرك أن كل ما هو مكتوب أو مسجل قابل للتداول، لا يتعمد مثلًا كتابة عبارة أدبية، ولكنه يعبر عن مشاعره مباشرة فتصبح قطعة أدبية.

فهو الذى أطلق على هزيمة 67 (نكسة)، وهو أيضًا الذى وصف رحلته إلى العالم الآخر بالجسر، لن تجد بين مفرداته كلمة موت، ولكن عبور الجسر فى رحلة للذهاب إلى ما وراء الحياة، أشواقه للسيدة هدايت طلب منها ألّا تستجيب إليها، أشواق مؤجَّلة، كلما طالت الأشواق زادت أيضًا من خلالها سنوات بقائه على الأرض.

كان الأستاذ هيكل يقرأ حقًّا الزمن، أضافت السيدة هدايت بوجودها سنوات إلى عمر الأستاذ. لست من دراويش الأستاذ، ولكنى منذ أن عرفت القراءة، كنت مثل غيرى نتعاطى كلمته (بصراحة) فى أهرام الجمعة، فهو يملك سحر الكلمة، إنه أستاذ السحرة.

مقالاته الطويلة تشبه أغنيات أم كلثوم لا تستطيع أن تشعر بجمالها وتفردها، إلا بعد أن تصل إلى مرحلة عمرية تقف فيها على أعتاب الشباب، وبعدها تدرك أن ما يبدو للوهلة الأولى إطنابًا هو جزء حميم من الجملة لا يمكن حذفه.

قال لى الكاتب الصحفى أيمن الصياد، وكان مسؤولًا عن مجلة (وجهات نظر)، إن الأستاذ كان يراجع مقاله، المكون من عشر صفحات من القطع الكبير بدقة شديدة قبل النشر، وربما لا تسفر المراجعة النهائية، على مدى ساعتين، سوى عن حذف حرف الواو، مثلًا (ولقد)، تصبح فقط لقد، مراجعة تمتد عدة ساعات والحصيلة حذف (الواو). الكاتب الكبير مؤكد أنه كان يدرك أن الوصية ستُعلن، وأرسل وهو على الشاطئ الآخر إلى السيدة هدايت (شفرة) بأن تنشرها، فى عيد ميلاده المئوى!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هيكل وافق على نشر خطاب الوداع هيكل وافق على نشر خطاب الوداع



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

الرياض - المغرب اليوم

GMT 13:35 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيمان العاصي تكشف تفاصيل مشاركتها في حفل جوائز the best
المغرب اليوم - إيمان العاصي تكشف تفاصيل مشاركتها في حفل جوائز the best

GMT 02:13 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

المخرجة الكويتية فاطمة الصفي بإطلالات أنيقة

GMT 05:05 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أهم المواصفات المميزة للفئة الثامنة الجديدة من "بي إم دبليو"

GMT 09:05 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "فولفو" ترغي في عدم استخدام البنزين في عام 2019

GMT 10:03 2018 الثلاثاء ,14 آب / أغسطس

نادي اتحاد الخميسات ينقذ الطاووس من العطالة

GMT 07:08 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

دراسة تؤكد أن رسوم الأطفال مرتبطة بمستوى الذكاء

GMT 00:13 2018 الأحد ,27 أيار / مايو

كنغولي يخلق جدلا داخل الجيش الملكي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib