«من غير ذليل يهواك»

«من غير ذليل يهواك»

المغرب اليوم -

«من غير ذليل يهواك»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

غنت أم كلثوم فى الخمسينيات (ياللى كان يشجيك أنينى) بكلمات أحمد رامى وتلحين رياض السنباطى، هذا المقطع بكل ما توحى الكلمات من خضوع (عزة جمالك فين/ من غير ذليل يهواك؟) إلا أنها فى الستينيات أدركت أنها يجب أن تتعافى من كل هذا الذل والهوان، فغنت بكلمات عبدالوهاب محمد وتلحين رياض السنباطى (ح اسيبك للزمن) وبكل تحدٍّ ثأرت لكرامتها (تشكى مش ح اسأل عليك /تبكى مش ح ارحم عينيك / ياللى مارحمتش عنيه /لما كان قلبى فى إيديك / دارت الأيام عليك).شيرين لا تزال متوقفة عند مرحلة (من غير ذليل يهواك)، لا أتصور أنها بعد أن شغلت (الميديا) بكل تلك الشتائم التى وجهتها لطليقها من الممكن أن نصدق بعدها المشهد الأخير، الذى شاهدناه قبل لحظات، المقدمات لا توحى أبدًا بتلك النهايات السعيدة، حسام وشيرين وثالثهما المأذون (وتوتة توتة)، البناء النفسى لشيرين يجعلها أقرب للشخصيات (أحادية القطب) التى تنتقل فى لحظات من النقيض للنقيض، هكذا شاهدناها تقبل يد زوجها حسام على الملأ، وبعدها فى مهرجان قرطاج تقبل يد طبيبها الذى عالجها من إدمان عشق حسام، وقبل نحو 15 عامًا أيضًا اعترافًا بالامتنان قبلت يد المنتج ومكتشفها نصر محروس. التطرف فى التعبير عن الحب والكراهية من أعراض تلك الشخصيات (القطبية) أحادية الجانب، دائمًا تصل لأقصى ذروة وعلى الجانبين، كما أنها فى لحظات تستبدل الأفراد الذين تثق فيهم، لديها ذاكرة الأسماك، وفى لمح البصر تنسى، من الواضح أن الأقوى هو حسام، وكل الأوراق بحوزته، ولكن لا أمان مطلق، كل المواقف والاحتمالات ممكنة.

(عملوا لنا عمل) هذا هو تفسير شيرين، ولهذا تطاولت على حسام واتهمته بكل الموبقات، التى لا يمكن أن يتحملها إنسان، ولكنه تحمَّلها، لأنه كان واثقًا بأنها ستعود وهى التى ستطلب الصفح والسماح،، رغم أنه سخر من جسدها الممتلئ، وهو الذى أمسك الماكينة وحلق شعرها (ع الزيرو)، وتقبلت كل ذلك بلذة وسعادة وهى تردد (أعد يا حبيبى أعد).

هناك من (عمل لهما عمل) سوف نصل بالخيط إلى منتهاه، ماذا لو (عملوا لها عمل تانى؟)، وهى كما هو واضح ليست لديها مناعة من الأعمال السفلية، وتصيبها مباشرة فى مقتل.

هل يشفع لها الصوت الذى رشق فى قلوب المصريين والعرب منذ مطلع الألفية الثالثة؟ الجمهور لديه صورة ذهنية تتشكل وفى كل لحظة تتغير وتتبدل، الناس لا تسمع صوتًا فقط ولكنه صوت محاط بصورة ذهنية.

أنت عندما تستمع إلى أم كلثوم تتجسد أمامك صورة (الست)، اللقب الذى اختارته الملايين لـ(كوكب الشرق) مرادفًا لها، بكل ما تعنيه الكلمة، بينما عندما يأتى اسم شيرين ستجد تعبير الإدمان، هو المسيطر، أيضًا الانفلات اللفظى، ونكران الأهل وغيرها من الصفات الجارحة.

التوجس أصبح هو المسيطر على الطرفين، فلا يمكن أن يأمن أحدهما بعد الآن للآخر، قطعًا حسام حبيب هو الأكثر ذكاء فى ضبط انفعالاته، وكان واثقًا بأنه سوف ينتصر فى النهاية، وعندما يعن له مجددًا حلق شعر رأسها سيفعل، ولو أراد أن تتحول ماكينة الحلاقة إلى رموشها وحاجبيها سترد (يا سيدى أمرك / امرك يا سيدى)، وستأتى له دومًا خاضعة تردد كلمات رامى (عزة جمالك فين/ من غير ذليل يهواك؟)!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«من غير ذليل يهواك» «من غير ذليل يهواك»



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية

GMT 15:10 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

شركة دودج تختبر محرك سيارتها تشالنجر 2019

GMT 19:15 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف النصري علي ردار فريق "ليغانيس" الإسباني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib