مأمون الشناوى شاعر البساطة والعمق
قوات الاحتلال الإسرائيلي تفتح نيرانها على المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة الحكومة الإسرائيلية تحذر القيادة السورية الجديدة من مغبة القيام بأعمال عدائية ضدها فشل الدفاع المدني السوري في العثور على أبواب للطوابق الأرضية لـ سجن صيدنايا شمال العاصمة دمشق إيمانويل ماكرون يُبلغ زعماء الأحزاب أنه سيعين رئيساً للوزراء خلال 48 ساعة ميليشيا الحوثي تستهدف 3 سفن أميركية بعد خروجها من ميناء جيبوتي عبر الطائرات المسيرة والقوة الصاروخية العثور على عالم الكيمياء السوري الدكتور حمدي إسماعيل ندى مقتولًا داخل منزله في ظروف غامضة الجيش الإسرائيلي يستهدف ما لا يقل عن 6 سفن تابعة للبحرية السورية في اللاذقية وزارة الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1530عسكرياً أوكرانياً وتدمير عشرات الدبابات في 24 ساعة الجيش الإسرائيلي يُعلن مقتل 3 جنود في صفوفه من لواء جفعاتي بمعارك شمال قطاع غزة غانتس يؤكد أن إسرائيل أمام ساعات مصيرية ومنعطف حرج فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس"
أخر الأخبار

مأمون الشناوى شاعر البساطة والعمق!

المغرب اليوم -

مأمون الشناوى شاعر البساطة والعمق

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

(سنين ومرت زى الثوانى / فى حبك إنت / وإن كنت أقدر أحب تانى / أحبك إنت)، تأمل أيضًا هذه (خُد من عمرى / عمرى كله / إلا ثوانى / أشوفك فيها) أيضًا (ياللى بتسأل عن الحياة / خدها كده زى ماهى / فيها ابتسامة / وفيها آه / فيها آسية وحنية)، وأيضًا (يا عاشق الليل لسواده / فايت لمين عشق نجومه)، وأيضًا (أنا كل طريق لعيونى / علمته بذكرى معاك)، وأيضًا (أنا وانت كنا قُبل / دبلت شفايفها).

عشرات من كلمات الحب أبدعها الشاعر الكبير مأمون الشناوى الذى نحتفل بعيد ميلاده اليوم (109)، عندما تدخل إلى مغارة إبداعه، تكتشف أن من المستحيل الانتقاء بين الزمرد والياقوت والمرجان والألماس.

إنه شاعر البساطة المتناهية، والعمق المتناهى، يبعث الحياة فى كل ما هو ساكن ومألوف ومتداول، أقصد ما يبدو كذلك ظاهريًّا، فيمنحه وهجًا وألقًا، حالة متفردة فى المكتبة الغنائية، كلما عثرت على واحد من إبداعاته، تكتشف أن هناك شيئًا أبعد مما تسمعه أذناك.

فيض من الجمال يستقر فى قلبك، هل تتذكرون (الدنيا ريشة فى هوا) لسعد عبدالوهاب و(كلمنى عن بكرة) لنجاة، أنصت لما تومض به الكلمات، سترى إطلالة فيلسوف، أمسك بتلك المعانى، وعثر فى الأبجدية عن حروف ترسمها.

لدىّ الكثير أرويه عن هذا الكنز الإبداعى لمأمون الشناوى، سأكتفى هذه المرة بالعلاقة بين الشعر والدين فى هذه العائلة، التى وصل فيها الأب إلى منصب رئيس المحكمة الشرعية، بينما شقيقه اعتلى كرسى مشيخة الأزهر، لن تجد أبدًا تلك الخصومة بين الدين والفن.

كان مأمون يكتب فى نهاية الأربعينيات أشهر وأرقّ الاغانى لعبد الوهاب وفريد وفوزى وأسمهان وليلى مراد وغيرهم، بينما عمه الشيخ مأمون الشناوى، الإمام الأكبر وشيخ الجامع الأزهر، يتلقى بين الحين والآخر التهنئة من شيوخ أجلاء اختلط عليهم الاسم، كان يحرص فقط على التصحيح، مؤكدًا أنها من تأليف ابن شقيقه الذى يحمل اسمه، أبدًا لم يجرِّم أو يحرِّم هذه الأغنيات.

الشيخ مأمون الشناوى دعا للجهاد ضد الكيان الصهيونى، من فوق منبر الأزهر، مع بداية نكبة 48، لو عدت لنهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ستكتشف أن لقب شيخ كان يسبق دائمًا كبار الموسيقيين أمثال سلامة حجازى وسيد درويش وأبو العلا محمد وزكريا أحمد وصولًا إلى سيد مكاوى، والمقصود بشيخ أنه حافظ وقارئ للقرآن، عبدالوهاب والقصبجى لم يحملا لقب شيخ.

إلا أن كلًّا منهما ارتدى الزى الدينى وحفظا أجزاء من القرآن، حتى الموسيقار الكبير داود حسنى اليهودى الديانة، كان حافظًا لأجزاء من القرآن، وله قول مشهور (ستظل للأبد الموسيقى الشرقية تنبض بالحياة، طالما القرآن الكريم ينبض فى قلوب الناس).

يحاول البعض مع الأسف أن يضع المثقفين والمؤسسة الدينية فى صراع حتمى، سيد درويش كان يغنى فى مطلع القرن العشرين، بالزى الأزهرى ولم يعترض أحد، والشيخ زكريا أحمد حتى بداية الخمسينيات ارتدى العمامة والكاكولا والجبة والقفطان، ولم يعتبرها أحد إهانة لوقار الشيخ. حسمت عائلة (الشناوى) مبكرًا أى صراع يراه البعض حتميًّا بين الدين والفن، التحق الشقيقان كامل ومأمون بالدراسة الأزهرية.

ثم قفزا تباعًا من فوق السور، وانطلقا للحياة، للصحافة والشعر، وكتبا بالفصحى والعامية، جاءت الكلمات بكل أطيافها فيضًا من السماء، يتدثر بالجمال الإبداعى، يدفعنا لنقول (الله الله)!.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأمون الشناوى شاعر البساطة والعمق مأمون الشناوى شاعر البساطة والعمق



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

الرياض - المغرب اليوم

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

محمد رمضان يكشف أسباب تقديمه الأعمال الشعبية
المغرب اليوم - محمد رمضان يكشف أسباب تقديمه الأعمال الشعبية

GMT 02:13 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

المخرجة الكويتية فاطمة الصفي بإطلالات أنيقة

GMT 05:05 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أهم المواصفات المميزة للفئة الثامنة الجديدة من "بي إم دبليو"

GMT 09:05 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "فولفو" ترغي في عدم استخدام البنزين في عام 2019

GMT 10:03 2018 الثلاثاء ,14 آب / أغسطس

نادي اتحاد الخميسات ينقذ الطاووس من العطالة

GMT 07:08 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

دراسة تؤكد أن رسوم الأطفال مرتبطة بمستوى الذكاء

GMT 00:13 2018 الأحد ,27 أيار / مايو

كنغولي يخلق جدلا داخل الجيش الملكي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib