عبد الوهاب «ظمأ وجوع»
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

عبد الوهاب «ظمأ وجوع»!

المغرب اليوم -

عبد الوهاب «ظمأ وجوع»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

لم يعش أبدا الموسيقار محمد عبد الوهاب تحت سطوة النجومية الزائفة، يبدو للوهلة الأولى أنه نجم غير قابل للمس، إلا أن الانطباع الأول هذه المرة لا يدوم.

نعم كان يخشى حتى تبادل السلام، ناهيك عن العناق مع الغرباء، أو حتى الأصدقاء، وذلك بسبب حالة الوسوسة المرضية التى كانت تنتابه، من احتمال أن ينقل أحدهم ميكروبا أو فيروسا أثناء المصافحة، إلا أن عبد الوهاب عندما يطمئن إلى أن محدثه لا يحمل أى مبادئ برد أو غيرها من الفيروسات، فأهلا ومرحبا، ولديه اختبار خاص، كان يطلب مثلا من الشاعر مأمون الشناوى، قبل اللقاء أن يردد اسمه ثلاث مرات (مأمون)، عندما يتأكد أن الميم تنطق «ميم»، وليست «نون»، يلتقيه على الفور وإلا اكتفى باللقاء التليفونى.

من ينجح فى لقاء عبد الوهاب، يكتشف على الفور أنه أمام ليس فقط ابن بلد، بل ابن نكتة خفيف الظل.

لم يلحق عبد الوهاب عصر (المحمول)، رحل مايو عام 1991، وكان من السهل جدا أن تتصل على التليفون الأرضى، ويأتيك صوته مباشرة الذى لا يمكن أن تخطئه أذن، وبعدها تستمع إلى أجمل (آلوه) فى الدنيا.

عبد الوهاب يحيل كل شىء إلى حالة فنية، فى واحدة من المكالمات تطرق الحوار إلى ألحانه باللغة العربية الفصحى، وارتباطه بعد شوقى بتلحين قصائد لكامل الشناوى، سواء غناها بصوته أو لحنها لآخرين، قلت له إن هناك قصيدة فى ديوان (لا تكذبى) عنوانها (ظمأ وجوع)، طلب منى أن أسمعه كلماتها والتى تبدأ بـ (أحببتها وظننت أن لقلبها نبضا كقلبى لا تقيده الضلوع).

وتنتهى أبياتها القصيرة (إذا مررت، وكم مررت ببيتها، تبكى الخطى منى وترتعد الدموع)، وكرر الطلب بأن أعيدها عليه عدة مرات، وأكد لى أنها ممزوجة بالموسيقى، وسوف يلحنها، لأنها تخلق موسيقاها.

لا أدرى طبعا هل احتفظ ورثة الموسيقار الكبير بالأشرطة التى تركها فى بيته، بعضها عبارة عن مجرد ومضات موسيقية غير مكتملة، إلا أنها تظل أيقونة ثمينة، منسوبة إلى (موسيقار الأجيال)، أتصور أن هناك العديد من اللمحات الموسيقية لم تر النور، لهذه القصيدة أو غيرها أضاف عبد الوهاب عليها عددا من اللمسات الموسيقية.

كان عبد الوهاب يقطن فى شقة بالإيجار فى حى الزمالك، تطل على شاطئ النيل، كم تمنيت أن تتحول إلى مزار تملكه الدولة، إلا أن ما حدث هو أن الورثة تنازلوا عن الشقة، لصاحب العمارة، وصارت حاليا ملكا لآخرين.

عبد الوهاب لديه الكثير من الخواطر الموسيقية لم تر النور، هذا هو المنطقى لموسيقار كبير مثله حياته كلها موسيقى فى موسيقى، تعد حاليا عنه المخرجة الموهوبة (هالة خليل) مسلسلا يتناول حياته، وأخبرتنى أن أبناء عبد الوهاب، لم يضعوا أمامها- كما تعودنا أن يفعل الورثة- أى شروط أو عراقيل، على العكس تماما، أمدوها بكل ما تطلبه من وثائق، مؤكدين أنهم حريصون على أن يرى الناس عبد الوهاب الإنسان وليس الملاك!!.

كان عبد الوهاب قد باح قبل رحيله بأن لديه نحو 40 أغنية وقصيدة سجلها، فى منتصف الستينيات، مجبرا على حد قوله عند شمس بدران (وزير الحربية الأسبق الدفاع الآن)، الرجل القوى الثالث فى الدولة، بعد المشير عبد الحكيم عامر الرجل الثانى، الأول قطعا عبد الناصر، ورحل شمس فى لندن قبل نحو أربع سنوات.

حيث أمضى حياته هناك بعد هزيمة 67، وحتى الآن لم يتواصل أحد من الدولة مع ورثة شمس للحصول على هذه الألحان، خاصة أن وقت تسجيلها، كان صوت عبد الوهاب فى عز عنفوانه وجماله، الألحان طبعا على العود فقط، وتظل بالنسبة لنا ثروة قومية، يجب أن تسعى كل الأجهزة لاستعادتها.

أتصور أن ورثة شمس بدران سوف يرحبون، ومن الممكن أن تصبح تلك مادة ثرية ونادرة تطعم بها المخرجة هالة خليل مسلسلها القادم، الذى ينتظره الملايين من عشاق عبد الوهاب!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبد الوهاب «ظمأ وجوع» عبد الوهاب «ظمأ وجوع»



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib