على ربيع ضحكة تصيب و100 تخيب

على ربيع.. ضحكة تصيب و100 تخيب!

المغرب اليوم -

على ربيع ضحكة تصيب و100 تخيب

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

ما الذى ينقص على ربيع لكى يصبح نجمًا للشباك؟ لا أتحدث قطعًا عن فيلم سينمائى جيد أو غير جيد، تلك مرحلة أخرى، فقط فيلم يحفز الجمهور على قطع التذكرة بمجرد أن يرى اسمه متصدرًا (الأفيشات) و(التترات)، ولن يحاسبه بعدها على شىء سوى نجاحه فى ارتفاع معدل (القهقهة)، وتلك فقط هدف لو تعلمون عظيم، ولو كره المتزمتون، مع التأكيد على أن الضحك لمجرد الضحك، لا يعنى الإسفاف لمجرد الإسفاف، مؤكد هذا هو الخط الأحمر الذى لا يجوز تجاوزه، وبالمناسبة يجرمه القانون وتصل العقوبة للسجن.

كثيرًا ما تناول عادل إمام بطريقته الساخرة فوائد الضحك قائلًا: (إن العديد من الأزواج بعد عودتهم للبيت يتواصلون معه مؤكدين أنهم أدوا واجباتهم الزوجية على أكمل وجه، ويعزون ذلك إلى شحنة الضحك التى قدمها لهم فى الفيلم أو المسرحية).

مصر بحاجة إلى نجم كوميدى يحقق أعلى درجات المشاهدة، ومحطمًا الإيرادات تحطيمًا، التاريخ القريب يؤكد دائمًا أن هناك فنانًا ينتظره الناس لينفس عن غضبهم بالضحك.

السينما طوال تاريخها تؤكد ذلك، ملحوظة المسرح أيضًا مع اختلاف الدرجة والدوافع ليس بعيدًا عن تلك المعادلة ، ولكننا هذه المرة نتوقف فقط مع السينما.

على ربيع أغلب تجاربه أعتبرها حتى الآن مجرد محاولات لخلق نجم كوميدى، ربيع خريج شرعى لزمن الضحك للضحك، فهو ابن لمركز الإبداع ومسرح مصر، وهما عنوان الكوميديا حاليًّا.

قبل سنوات، تعددت المحاولات لتقديم مسلسلات يلعبون بطولتها فى رمضان باءت جميعها بالفشل، دخلوا ساحة التليفزيون بقانون مسرح الارتجال، ولهذا كان الخفوت هو النتيجة الحتمية، وتعددت تجارب الدفع ببعضهم لمقدمة (الكادر) متصدرًا (أفيشات) السينما مثل محمد ثروت وأحمد فتحى، و(توتا) محمد عبدالرحمن و(أس أس) محمد أسامة، وكريم عفيفى وحمدى الميرغنى ومصطفى خاطر ومحمد سلام ومحمد أنور، وغيرهم، تعددت المساحات الدرامية التى اقتنصوها، وأتيحت لأغلبهم أدوار البطولة أكثر من مرة، إلا أن على ربيع كان له منها النصيب الأكبر.

العمر الفنى لربيع نحو عشر سنوات، بدأ المشوار فى مطلع العشرينيات من عمره، محاولات الدفع به بطلًا بدأت قبل 8 سنوات فى فيلم (حسن وبقلظ) بطولة مشتركة مع كريم فهمى، وتعددت الفرص فى أفلام مثل (خير وبركة) و(الخطة العايمة) و(أحمد نوتردام) و(زومبى) و(بعد الشر)، الفيلم الأخير تضمن أغنية (سطلانة) التى ترددت داخل مستشفى الأمراض العقلية، وأحدثت نجاحًا مدويًا لعب دوره فى ترويج الفيلم، وحققت السوق الخليجية (السعودية)، تحديدًا، إيرادات مرتفعة فى شباك التذاكر، أدت إلى زيادة أجره خمس مرات، وانهالت عليه الأفلام، صار لديه مساحة أكبر فى الاختيار.

الظرف مناسب جدًّا لكى يتقدم للقمة الرقمية، آخر نجم كوميدى حقق شعبية استثنائية فى الشارع المصرى والعربى، أحمد حلمى، كان هو العنوان الأول منذ 2007 مع (كده رضا)، والذى شهد بداية تراجع محمد سعد عن القمة الرقمية، حلمى يحميه ذكاؤه فى الاختيار، وعاشت له أفلام فى ذاكرة الجمهور مثل (آسف ع الإزعاج) و(عسل أسود) و (إكس لارج) وغيرها، أفلامه فى السنوات الأخيرة لم تصمد طويلًا فى دور العرض، اختياراته دمرت تطلعاته الفنية.

حلمى حاليًّا فى استراحة محارب، أتمنى ألا يطول بقاؤه فى الركن البعيد الهادى، وهكذا واقعيًّا، فإن على ربيع أمامه الطريق ممهد، هو الأقرب لكى يعتلى المقدمة، إلا أنه يتعثر فى الخطوة الأولى، ولم يتخط حتى الآن العتبة.

لا أتحدث عن المستوى الفكرى والفنى، هذه مرحلة تالية ولكن يعوزه القدرة على الاختيار التجارى المباشر، مثلما كان يفعل عادل إمام فى بداياته عندما كان رهانه على أفلام مثل (رجب على صفيح ساخن) و(شعبان تحت الصفر) و(رمضان فوق البركان)، بعد ذلك غير البوصلة وكان يقدم أفلامًا تحمل لغة سينمائية وفكرًا ووجهة نظر.

على ربيع لا يزال فى المربع رقم واحد، وهو السينما التجارية بمعناها المباشر، والتى يشير إليها أرقام شباك التذاكر.

انتقاء الفيلم التجارى ليس سهلًا، يجب أن يتكئ على خبرة أخرى، أظن أن على ربيع لا يمتلكها، فيلم (ع الماشى) نموذج صارخ.

الأحداث توقفت عند حدود المرض النادر الذى يغير حالة الشاب الكسول على ربيع 180 درجة، فهو لا يطيق الحركة ويخبره الطبيب الذى أدى دوره محمد رضوان أن الحركة الدائمة هى فقط التى تضمن له الحياة، ولن نحرق لكم باقى الحكاية، إلا أن خيال كاتبى الفيلم أحمد عبدالوهاب وكريم سامى ومعهما المخرج محمد حمدى الخبيرى توقف عن الابتكار، ولم يطبقوا قانون التصاعد فى الموسيقى (الكريشندو) والذى يقضى بأن يزداد تدريجيًّا معدل الضحك، حتى نصل للذروة، بينما واقعيًّا ما شاهدته هو أنهم وعلى طريقة الموسيقى، أيضًا كان الضحك يتضاءل تدريجيًّا (ديمنوندو).

ما يحدث غالبًا هو أن يبدأ الإقبال مكثفًا على الفيلم بسبب اسم البطل ثم يتراجع، ما توقفت عنده فى (ع الماشى) هو عودة الكوميديان عبد الله مشرف، وبرغم حالته الصحية فقد تم توظيفه جيدًا ليقدم لنا أكثر من ضحكة.

لم ألمح أى محاولة بالصوت أو الصورة لتقديم شريط ينتمى لعالم السينما، مجرد مشاهد متتابعة يستغل فيها على ربيع قدرته الكوميدية، الضحكة مرة تصيب و100 تخيب.

لا يزال على ربيع واقفًا على الخط، لم تتحقق بعد الخطوة التالية، وسيظل الرهان عليه قائمًا فى أفلام قادمة.

الخطورة المؤكدة إذا لم يحقق القفزة الجماهيرية، المرتقبة، سيخفت الرهان عليه، ونجد السينما مجددًا تدفع للمقدمة كوميديانًا آخر!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على ربيع ضحكة تصيب و100 تخيب على ربيع ضحكة تصيب و100 تخيب



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية

GMT 15:10 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

شركة دودج تختبر محرك سيارتها تشالنجر 2019

GMT 19:15 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف النصري علي ردار فريق "ليغانيس" الإسباني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib