فلسطين بين إدارة الصِّراع وحل الصِّراع
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

فلسطين: بين إدارة الصِّراع وحل الصِّراع

المغرب اليوم -

فلسطين بين إدارة الصِّراع وحل الصِّراع

مأمون فندي
بقلم - مأمون فندي

 

أتيحت لي فرص التحدث مع مسؤولين من الجانبين العربي والغربي، وأستطيع القول بشكل مبسط إننا أمام فريقين: فريق«يتمنى ويتبنى» حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من ناحية، ومن ناحية أخرى فريق آخر يؤمن بإدارة الصراع ومنح إسرائيل عقدين من الهدنة على أمل أن الأجيال القادمة قد تنسى هذه القضية.

في الغرب، المشهد لم يتغير كثيراً عند جماعة إدارة الصراع... وهنا أذكر حوارات مباشرة دارت بيني وبين أعضاء مراكز الأبحاث في واشنطن من المحافظين إلى الليبراليين. فمثلاً، في شق المتشددين هناك جماعة «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» بقيادة دينيس روس، المبعوث الأميركي للسلام، وروبرت ساتلوف، ومن قبلهما مارتن انديك الأسترالي الأميركي الذي بدأ حياته مديراً للأبحاث في منظمة «إيباك»، التي تعد مركز العمل اليهودي للضغط على الحكومات الأميركية المتعاقبة، ثم عمل مبعوثاً للسلام وعمل أيضاً سفيراً لأميركا في إسرائيل. و«معهد واشنطن» يعبر عن موقفه بكل صراحة ووضوح وعلى صفحته الرسمية بأنه مهتم بـ«عملية» السلام ومناصر لإسرائيل. والتركيز هنا على «العملية» وليس على السلام. ومنذ أن بدأ المعهد تجربته البحثية منذ عام 1985 وحتى اليوم وهو يمثل في أحسن حالاته الالتزام بـ«العملية» وليس بالسلام.

وإلى الجوار الآيديولوجي لـ«معهد واشنطن»، هناك معهد «أميركان إنتربرايز»، الذي كان يعمل به في السابق أناس من أمثال ريتشارد بيرل وكان معقلاً للمحافظين الجدد من نوع يهدانيلا بلاتكا التي كتبت في آخر مقال لها على صفحة المعهد بعنوان «ماذا بعد حرب غزة» أن إطلاق «عملية» سلام ضرورة. النقطة هنا هي أن الاختلاف بين معهدين مهمين من اليمين ليس بالكثير، ويعمل في المعهد أصدقاء متميزون مثل كين بوليك المعروف بأبحاثه عن العراق وكثير من قضايا الأمن والتخابر في المنطقة. وبين «أميركان إنتربرايز» و«واشنطن إنستتيوت»، أي المحافظين والمحافظين الجدد، الفوارق لا تذكر في الإصرار على إدارة الصراع ومنح إسرائيل وقتها لتصفية القضية الفلسطينية مع الوقت.

وإذا نظرنا إلى سردية الجانب الليبرالي من مؤسسات واشنطن الفكرية، فقد نرى ملامح لحل الدولتين، لكن بشروط تجعل ما هو قادم لا يختلف عن السلطة التي نراها الآن بقيادة محمود عباس. الجناح الليبرالي في سردية واشنطن يتمثل في «معهد بروكنز»، و«وودرو ولسون» وإلى حد ما «معهد كارنيغي» و«معهد الشرق الأوسط» خاص بالدبلوماسيين المتقاعدين، ويمكن أن نضيف إليها أيضاً «مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية». ولكن يعد كل من «بروكنز» و«وودرو ولسون» أهم من البقية.

فمثلاً في «بروكنز»، أناس جادون في قضايا الأمن مثل بروس رايدال، ومايكل أوهانن، وجيفري فيلتمان، وهناك عرب مثل سلام فياض، وشبلي تلحمي، وكلهم ما بين العملية وحل الدولتين («الدولتين» في حالة شبلي تلحمي وسلام فياض) بحكم النشأة والارتباطين العرقي والأخلاقي.

أما أرون ديفيد ميلر، الذي أيضاً كان ضمن فريق جورج دبليو بوش لعملية السلام وعمل مع وزراء خارجية جمهوريين مثل شولتز وجيمس بيكر وكولن باول، فتحرك في مساحتين من مراكز الأبحاث هما «معهد وودرو ولسون»، الذي كان يشغل فيه رئيس مبادرة السلام، ثم انتقل باحثاً أول في وقف «كارنيغي للسلام». وفي تصوري أن ميلر من أقرب الناس لحل الدولتين في واشنطن أو إنهاء الصراع، وليس مجرد إدارة الصراع أو استمرار العملية إلى ما لا نهاية.

ما أود قوله هنا، ومن خلال هذا التوصيف المفصل للأشخاص الذين يصنعون السردية في واشنطن، والذين عرفت كثيرين منهم عن قرب وشاركت معهم في ندوات، أستطيع القول إن معظمهم يشكلون سردية إدارة الصراع وليس حله، مع «العملية» وليس مع نهاية الصراع، باستثناءات قليلة.

ولكن تبقى شروط واشنطن المتمثلة في اجتثاث جذور حركة «حماس» من غزة، ووضع غزة تحت حكم السلطة في رام الله، تعقد المشهد كثيراً. فهل ستكون الدولة الفلسطينية الجديدة على غرار طرح دونالد ترمب في «صفقة القرن»؛ دولة مكونة من مجموعة جزر منعزلة تربطها الأنفاق من أسفل مما يساعد الإسرائيليين على تجنب رؤية الفلسطينيين فوق سطح الأرض؟

إذا قبل العرب بذلك حلاً فسنعود إلى 2005 وخروج شارون من غزة، ثم بعدها سلسلة حروب في 2007 و2014، ثم ما يدور الآن 2024.

الحل لا يكمن في العودة إلى «أوسلو» أو إلى منتصف الطريق، الحل يكمن في مواجهة الحقيقة، وهذه الحقيقة هي: احتلال ودولة محتلة، ولكي ينتهي الاحتلال لا بد من صفقة نهائية. لا بد أن نكون واضحين في أي مفاوضات قادمة، ونقول بوضوح نحن مع إنهاء الصراع بشكل كلي .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين بين إدارة الصِّراع وحل الصِّراع فلسطين بين إدارة الصِّراع وحل الصِّراع



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib