فقامت الدنيا ولاتزال

فقامت الدنيا ولاتزال

المغرب اليوم -

فقامت الدنيا ولاتزال

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

ظهر الملك أحمد فؤاد فى القاهرة، وزار قبر والده فى مسجد الرفاعى، فقامت عليه الدنيا ولم تقعد بعد.
ولما ذهب إلى الإسكندرية يزور بعض المواقع التى سمع عنها ولم يشاهدها من قبل، قامت الدنيا عليه أكثر.. وليس من الظاهر أنها سوف تقعد أو تهدأ فى الأمد القريب.. فلما ظهر فى صورة مع الوزير محمد منصور والفنان حسين فهمى، نالهما من الهجوم عليه النصيب الأكبر، وأصبح الوزير منصور متهمًا على ما يسمى مواقع التواصل، بأنه يدعو إلى عودة الملكية فى البلد، وكذلك لاحقت التهمة نفسها حسين فهمى ولاتزال!.. وهى كما ترى تهمة مضحكة، فضلًا عن أنها بلا أساس تقوم عليه.. والمؤكد أن الملك أحمد فؤاد لم يقرر زيارة المحروسة ليدعو من فوق أرضها إلى عودة أسرته للحكم.. لا أظن أنه قرر ذلك ولا حتى فكر فيه.

كل ما فى الأمر أنه غادر مصر طفلاً، وعاش خارجها غالبية حياته، ويجد نفسه مشدودًا إليها فى داخله على الدوام، بحكم أنها بلاده فى النهاية التى يحمل جنسيتها، حتى ولو كانت أسرة محمد على باشا التى هو واحد من أفرادها ليست مصرية فى الأصل.

وليست هذه هى المرة الأولى التى يجىء فيها إلينا، فمن قبل جاء مرات ومرات، وفى كل مرة يزور ويطوف فى شتى الأماكن ثم يغادر دون مشكلة من أى نوع.. ولا تعرف من أين جاءت المشكلة هذه المرة؟

إن الرجل من مواليد ١٦ يناير ١٩٥٢، وعندما قامت ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ كان عمُره نصف سنة بالكاد، وحين غادر أبوه الملك فاروق البلاد، صار هو ملكًا تحت الوصاية إلى يوم إعلان الجمهورية فى ١٨ يونيو ١٩٥٣، ومن بعدها لم يعد فى البلاد ملك ولا ملكية، وأصبح أحمد فؤاد معروفًا بأنه ملك مصر السابق، وهو مسمى صحيح لأنه كان ملكًا، حتى ولو كان ذلك قد جرى تحت وصاية كما تقضى الأعراف عندما يكون وريث العرش دون السن.

بحكم السن لم يتفتح وعيه إلا فى عصر آخر غير العصر الذى عاش وحكم فيه أبوه.. وبحكم السن فإنه ابن عصر الجمهورية لا الملكية بمعنى من المعانى.. وبحكم السن فإن سنوات أسرته فى الحكم والتى زادت على القرن ونصف القرن ليست إلا شيئًا من الماضى.. ولا مجال بالتالى لهذا العبث الذى تابعناه عما بين الملكية والجمهورية من فروقات ومسافات وإغراءات.

بيننا وبين القدرة على استيعاب الكثير من الأمور البديهية مسافة طويلة، وهى نفسها المسافة بيننا وبين العالم المتطور.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فقامت الدنيا ولاتزال فقامت الدنيا ولاتزال



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
المغرب اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib