مؤشر الكرتونة

مؤشر الكرتونة

المغرب اليوم -

مؤشر الكرتونة

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

هناك معايير كثيرة لقياس قوة الجنيه الشرائية، وهى معايير تقيس القوة الشرائية لأى عُملة ولا تقيس قوة الجنيه وحده طبعًا، وما ينطبق عليه من هذه المعايير ينطبق على الجنيه الإنجليزى، واليوان الصينى، والين اليابانى، وكذلك ينطبق على اليورو والدولار.

وهناك مؤسسات دولية تنشغل بهذا الموضوع وتظل تعلن تفاصيله على الناس، وهذه المنظمات تتنوع وتمتد من مؤشر داو جونز، إلى وكالة فيتش للتصنيف الائتمانى، إلى منظمة موديز للتصنيف الائتمانى أيضًا.. وكلها تشير إلى قوة العُملة بأساليب مختلفة.

ولكن الشخص العادى ربما لا يكون فى حاجة إلى مثل هذه المنظمات، ولا إلى مقاييسها ومعاييرها إذا أراد التعرف على القوة الشرائية لأى عُملة فى
أنحاء الأرض.

هذا الشخص يستطيع أن ينظر إلى سعر الساندويتش من محل ماكدونالدز فى القاهرة، ثم يقارن بين سعره هنا وسعره فى فرع المحل نفسه فى باريس مثلًا أو فى لندن أو فى روما أو فى نيويورك أو فى أى عاصمة من عواصم العالم.. ومن التباين والاختلاف بين سعر الساندويتش ذاته فى مختلف العواصم تستطيع أن تتعرف على قوة العُملة هنا قياسًا على قوتها هناك.

وإذا لم يعجبك معيار الساندويتش، فالمعايير كثيرة، ولا آخر لها، وليس من الضرورى أن يكون المعيار من بين معايير هذه الوكالة الدولية المعروفة أو تلك المنظمة العالمية الشهيرة.

خُذ عندك مثلًا معيار كرتونة رمضان، التى اعتاد أهل الخير فى البلد توزيعها مع بدء الشهر الكريم فى كل سنة.. إن اختلاف تكلفة الكرتونة الواحدة من سنة إلى سنة يظل مقياسًا لقوة الجنيه الشرائية ما بين عام وعام. وهو مقياس لا يخيب لأنه مقياس أهلى مباشر، وليس مقياسًا رسميًّا تعتمده الدولة، ولا هو مقياس دولى مما نتابعه فيما تقوله الوكالات والمنظمات والمؤشرات
ذات الشأن.

روى لى رجل من أهل الخير أنه بدأ فى تجهيز كرتونة هذه السنة، وأنه اكتشف منذ اللحظة الأولى أن الكرتونة التى كانت تكلفه فى السنة الماضية ٢٤٠ جنيهًا أصبحت تكلفه ٤٨٠ جنيهًا للمحتويات نفسها.. إن مؤشر الكرتونة قد لا يعجب كثيرين، وقد يجدونه مؤشرًا غير دقيق، وقد.. وقد.. ولكنه فى النهاية مؤشر صادق، وهو المؤشر الذى لا بد أن تقرأه الحكومة جيدًا، وأن تتوقف أمام تفاصيله طويلًا، وأن تنصت إلى ما يقوله أكثر مما تنصت إلى ما يقوله مؤشر داو جونز!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤشر الكرتونة مؤشر الكرتونة



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

الرياض - المغرب اليوم

GMT 09:42 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

أهم الوجهات الثقافية في جدة لعشاق الفنون
المغرب اليوم - أهم الوجهات الثقافية في جدة لعشاق الفنون

GMT 10:00 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لتنسيق أثاث غرفة الطعام بأناقة
المغرب اليوم - أفكار لتنسيق أثاث غرفة الطعام بأناقة

GMT 07:55 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعاً
المغرب اليوم - تقنيات عديدة يمكن استخدامها للدخول في النوم سريعاً

GMT 19:45 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهم أوروبا تهبط للأسبوع الثالث وسط مخاوف من سياسات ترامب

GMT 19:35 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولار يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية بعد فوز ترامب

GMT 19:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

إحباط تهريب 300 كيلوغرام من "الشيرا" في طنجة

GMT 01:17 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

"سامسونغ" تطرح "تابلت غلاكسي" اللوحي بحجم 18.4 بوصة

GMT 02:14 2016 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لمريض السكر... المسموح والممنوع من الفاكهة

GMT 14:44 2014 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

"حي سيدي ميمون" التاريخ المراكشي الأصيل

GMT 07:02 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

مي نور الشريف تضع والدتها بوسي في ورطة بسبب صورة

GMT 05:46 2016 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشفي فوائد عشبة الأملج للشعر

GMT 11:10 2023 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز صيحات الموضة لموسم شتاء 2023-2024

GMT 15:37 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib