صورة وراءها قضية
وزارة الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1530عسكرياً أوكرانياً وتدمير عشرات الدبابات في 24 ساعة الجيش الإسرائيلي يُعلن مقتل 3 جنود في صفوفه من لواء جفعاتي بمعارك شمال قطاع غزة غانتس يؤكد أن إسرائيل أمام ساعات مصيرية ومنعطف حرج فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس" تكليف محمد البشير رئيس حكومة الإنقاذ التي تدير محافظة إدلب منذ عدة سنوات بتشكيل حكومة سورية للإشراف على المرحلة الانتقالية ميليشيات الحوثي تُعلن تنفيذ عملية عسكرية جنوب مدينة يافا في وسط إسرائيل بطائرة مسيرة جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن عدواناً على منطقة ريف درعا جنوب سوريا مستهدفاً عدداً من المواقع العسكرية تعيين لطيفة الطرش في منصب رئيسة مصلحة المحافظة والترميم بالمركز الوطني للدراسات والأبحاث في التراث المغمور بالمياه منظمة الصحة العالمية تُعلن عن تفشي مرض غامض في جمهورية الكونغو الديمقراطية ويصيب أكثر من 400 شخص زلزال يتسبب فى اندلاع حريق بمنجم فحم في روسيا مقتل 10 أشخاص جراء الفيضانات العارمة والانهيارات الأرضية في إندونيسيا
أخر الأخبار

صورة وراءها قضية

المغرب اليوم -

صورة وراءها قضية

سليمان جودة
بقلم : سليمان جودة

كان الرئيس ماكي سال، رئيس السنغال، قد أصدر سيرة ذاتية في 2021 بعنوان «السنغال في القلب» عن المكتب الثقافي للكتاب في الدار البيضاء.

وكان قد تناول فيها الكثير من القضايا في حياته وفي تاريخ بلاده، وكانت قضية الهجرة في مقدمة القضايا التي تعرض لها بالتفصيل، وكانت عنده إما هجرة داخل البلد الواحد من الأطراف إلى المركز، وإما هجرة من جنوب البحر المتوسط إلى شماله حيث تقع أوروبا.

وتقديره في كتاب السيرة أن سبب الهجرة واحد في الحالتين، وأن هذا السبب هو البحث عن فرصة عمل. وكان ظنه ولا يزال أن توفير هذه الفرصة كفيل بوقف الهجرة داخل البلد الواحد من أطرافه إلى عاصمته، ثم من جنوب البحر في أفريقيا إلى شماله في أوروبا.

ويذكر أنه التقى يوماً مع المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، في العاصمة داكار، وأن قضية الهجرة كانت على رأس جدول أعمالهما، وأنه صارحها بأن الحل العملي لهذه القضية لا بد أن يمشي في مسارين؛ أولهما أن تساعد القارة العجوز أفريقيا في إتاحة فرص عمل على أرضها لأبنائها من خلال برامج تعاون واضحة، والمسار الآخر أن تعمل القارتان على صياغة عصرية لقوانين الحركة والتنقل والسفر.

تذكرت هذا كله وأنا أطالع صورة نشرتها وكالات الأنباء للرئيس التونسي قيس سعيد، وفي الصورة معه تبدو رئيسة وزراء إيطاليا، ورئيسة المفوضية الأوروبية، ورئيس وزراء هولندا، وكان اللقاء بين الأربعة في قصر قرطاج، ومن التفاصيل المنشورة نفهم أن الصورة وراءها قضية في ملف الهجرة الذي يشغل العالم هذه الأيام.

فالأربعة اجتمعوا ليناقشوا قضية واحدة هي قضية الهجرة الأفريقية من القارة السمراء إلى القارة الأوروبية، وبالذات من الشواطئ التونسية المطلة على المتوسط.

والمسؤولون الأوروبيون الثلاثة جاءوا يعرضون المساعدات على الحكومة التونسية، ويتكلمون عن دعم ستقدمه أوروبا للاقتصاد التونسي، ويذكرون أرقاماً كبيرة سوف يقدمونها، والهدف وقف الهجرة عبر تونس من جنوب البحر إلى شماله.

ولا أعرف لماذا تونس بالذات بوصفها نقطة انطلاق للهجرة؟ فالساحل الأفريقي يضم أكثر من دولة، وبعضها يملك شواطئ أطول من الشواطئ التونسية على البحر، وربما كان ذلك هو الذي جعل الرئيس سعيد يقول في حضور ضيوفه الثلاثة، إن بلاده لن تعمل حارس حدود بالنسبة إلى القارة الأوروبية.

ولكن اللافت أن الثلاثة لما قدموا عروض المساعدة، ربطوا تقديمها بتوصل تونس إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، رغم أنهم يعرفون أن قيس سعيد معترض على شروط الصندوق، وأنه تكلم عن هذه الشروط خلال حديث أخير له مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقال إنها تشبه عود ثقاب مشتعل.

وهذه حقيقة لمن يتابع برامج الصندوق وعلاقته بالكثير من الدول حول العالم، ولكنها قصة أخرى يطول الكلام فيها.

واللافت للانتباه أكثر أن الأوروبيين وهُم يعرضون المساعدات لوقف الهجرة، كانوا يفعلون ذلك لأسباب سياسية خالصة، لا لأسباب إنسانية تتصل بالمهاجرين واللاجئين، ولا بشيء من الظروف المأساوية التي يغادرون فيها بلادهم تحت ضغط الحاجة وسوء الحال.

وقد فعلها الأوروبيون من قبل مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ولكن في الحالة التركية كان إردوغان يبادر ويضغط، بل كان يهدد بإطلاق المهاجرين واللاجئين السوريين إلى الأراضي الأوروبية، وكان يطلب ثمن بقائهم على أرضه، وكان الأوروبيون يخضعون ويدفعون ولا يتأخرون. وكانوا يقدمون للرئيس التركي ما يطلبه، لا لأنهم مشفقون على اللاجئين والمهاجرين، ولا لأنهم متعاطفون معهم ومع قضيتهم، ولكن لأنهم لا يريدونهم على الأراضي الأوروبية، ولا يريدون المشكلات التي قد تترتب على وصولهم إلى القارة الأوروبية، ولا يريدون من أي لاجئ أو مهاجر أن يزاحم الأوروبي في حياته.

وفي الحالة التونسية كانوا هُم الذين جاءوا يخطبون ود الرئيس سعيد، ولا يغيّر من ذلك أن يكونوا قد ربطوا مساعداتهم بالاتفاق مع الصندوق.

ولكنك تكتشف في الحالتين التركية سابقاً والتونسية حالياً، أن الأوروبيين يتعاملون مع العَرَض في الموضوع لا مع المرض في قضية الهجرة، وتكتشف أن تشخيص المرض كان دقيقاً في كتاب الرئيس السنغالي، وأن التعامل لا بديل عن أن يكون مع الأصل في القضية وليس مع الظل.

فالمساعدات التي يعرضونها على تونس تعالج القضية في لحظتها الحالية، وتوقف موجات الهجرة في هذه الأيام، ولكنها لا تتطلع إلى بعيد ولا ترى ما يمكن أن يكون في الأفق، إذا دام الحال في الكثير من بلاد القارة السمراء على ما هو عليه.

إن تونس ممر للهجرة وليست مقراً، وإذا كانت أوروبا جادة في إغلاق الممر، فإنها مدعوّة إلى أن تقدم جهداً حقيقياً لوقف الحرب في السودان مثلاً، لأن استمرار القتال هناك لن يجعل القارة الأوروبية تنام، وسوف يضع في مكان كل مهاجر في تونس عشرة من المهاجرين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صورة وراءها قضية صورة وراءها قضية



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

الرياض - المغرب اليوم

GMT 07:18 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

المغربي أشرف حكيمي يُتوج بجائزة الأسد الذهبي لسنة 2024
المغرب اليوم - المغربي أشرف حكيمي يُتوج بجائزة الأسد الذهبي لسنة 2024

GMT 03:59 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

كندة علوش تعلن شفاءها التام من مرض السرطان
المغرب اليوم - كندة علوش تعلن شفاءها التام من مرض السرطان

GMT 18:18 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 23:17 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الدولار قرب أعلى مستوى في شهرين ونصف

GMT 18:22 2024 السبت ,02 آذار/ مارس

الوداد الرياضي يخرج من "أبطال إفريقيا"

GMT 16:56 2023 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

صراع ناري بين بوروسيا دورتموند ونيوكاسل في دوري أبطال أوروبا

GMT 10:16 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الأميرة ديانا تعود إلى الأسواق بسترة "الخروف الأسود"

GMT 06:22 2020 الإثنين ,07 أيلول / سبتمبر

مواقيت الصلاة في المغرب اليوم الاثنين 7 سبتمبر 2020
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib