محاكمة وزير

محاكمة وزير

المغرب اليوم -

محاكمة وزير

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

إذا كان وزير التعليم هو وزير العقول فى الحكومة، فوزير التموين هو وزير البطون، فإن محاكمته البرلمانية حظيت بنسب متابعة عالية للغاية.

وقد وقف الدكتور على المصيلحى، وزير التموين، يواجه نواب البرلمان بقدر ما يستطيع، ولكن ثورة النواب عليه كانت قوية، وكانوا مدفوعين فى ذلك بمطالب أبناء دوائرهم الانتخابية الذين تكويهم الأسعار فى كل صباح.

والذين تداولوا ڤيديوهات المحاكمة على مواقع التواصل، فعلوا ذلك وكأنهم أمام حدث فريد من نوعه، ولم يصدقوا أنفسهم وهُم يجدون الوزير محشورًا فى زاوية، بينما النواب يتناوبون الهجوم عليه بطريقة غير مسبوقة فى هذا البرلمان.

ويبدو أننا نسينا وظيفة البرلمان هنا وفى كل بلد، ويبدو أننا لم نعد نذكر أن ما قام به مجلس النواب فى مواجهة الوزير المصيلحى هو القاعدة فى عمل البرلمانات لا الاستثناء.. فمن أجل هذا على وجه التحديد نشأت البرلمانات فى العالم، ومن أجل هذه الوظيفة فكر العالم فى أن تجد الحكومات جهة تحاسبها وتحاكمها إذا لزم الأمر.

فالقصة ليست قصة الوزير المصيلحى كشخص، ولكنها قصة الوزير، الذى يقبل أن يكون عضوًا فى الحكومة، فيقبل ضمنيًّا فى اللحظة ذاتها أن يجرى استدعاؤه إلى محكمة الشعب فى أى وقت، وأن يسارع إلى الاستجابة إذا جرى استدعاؤه، وألا يتأفف أو يضيق مما سوف يجده فى انتظاره لأن من أجل ذلك تحديدًا كانت فى الدنيا برلمانات.

للبرلمان، كما يعرف دارس القانون المبتدئ وظيفتان، إحداهما الرقابة على أعمال الحكومة، والأخرى هى التشريع وصناعة القوانين للناس.. ولا وظيفة ثالثة.. ولكن المشكلة أن انطباعًا تولّد لدى الناس بأن البرلمان القائم تساهل مع الحكومة كثيرًا، ولم يبادر إلى تفعيل أدوات الرقابة على أعمالها، وهى أدوات تبدأ من السؤال البرلمانى، ومن بعده طلب الإحاطة، ثم تنتهى بالاستجواب، الذى يظل يمثل ذروة العمل البرلمانى تجاه أى حكومة، والذى يمكن عند الجد أن يذهب بحكومة كاملة ويأتى بأخرى جديدة فى مكانها.

الرهان يظل دائمًا على وجود برلمان يقظ لأن يقظته هى التى تجعل الحكومة تعمل كما يقول الكتاب، وهى التى تضمن تصويب الخطوات الحكومية أولًا بأول، وهى التى تجعل السلطة التنفيذية تمارس عملها وهى تعرف أن برلمانًا يقف هناك فى انتظارها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاكمة وزير محاكمة وزير



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية

GMT 15:10 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

شركة دودج تختبر محرك سيارتها تشالنجر 2019

GMT 19:15 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف النصري علي ردار فريق "ليغانيس" الإسباني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib